سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اشهر لاعب مصري يروي ل "الحياة" جوانب من قصته مع كرة القدم . محمود الخطيب : منتخبنا رائع ومسابقاتنا تعاني الكرة أعطتني كل ما أريد لكنني دفعت ثمناً غاليا
امتلك محمود الخطيب، نجم النادي الاهلي ومنتخب مصر لكرة القدم في السبعينات والثمانينات القدر الاكبر من حب الجماهير على مر العصور. وبعد 12 عاماً من اعتزاله لا يزال أحد الوجوه التى يسعى الجميع اليها... عين عضواً في مجلس ادارة الاهلي، ومشرفاً للكرة في النادي، ومديراً لمنتخب مصر، ومعلقاً ومحللاً لمباريات كرة القدم في التلفزيون، وكان كل ذلك رداً طبيعياً لحجم الحب والشهرة. وبعدما عرضت "الحياة" جانباً من قصة حياة الخطيب مع كرة القدم وأجمل أهدافه، هنا بعض آرائه وأحسن مبارياته وارقام في حياته. تجارب مع الاهلي والمنتخب كان لك اربع تجارب مثيرة في الاهلي ومنتخب مصر. ما هي ذكرياتك عنها؟ - عملت مشرفاً على الكرة في توقيت قصير جداً في الاهلي خلال فترة صعبة بعد احتراف جميع نجوم الفريق كحسام وابراهيم حسن وهاني رمزي... لكننا نجحنا في بناء فريق جديد احتكر الدوري بعد ذلك لمدة ست سنوات متتالية، ونلتُ ثقة اعضاء الجمعية العمومية في الاهلي بانتخابي عضواً في مجلس الادارة عام 1988، لكن التفاهم لم يكن كاملاً بين اعضاء المجلس، ما إدى الى خلافات عدة انتهت باستقالتي لإفساح المجال لعضو آخر للعمل في مجلس الادارة... وعملت بعد اعتزالي مباشرة مديراً ادارياً في منتخب مصر مع المدرب محمود الجوهري، لكنني وجدت عملي محدوداً ولا يحقق طموحاتي فابتعدت مجدداً في صمت... واخيراً عملت مديراً لمنتخب مصر مع المدرب فاروق جعفر في منتصف التسعينات، ووضعنا خطة طموحة بيد ان النتائج لم تكن مواكبة، ما دفع اتحاد الكرة الى الاستعانة بالجوهري مجدداً في مفاجأة غير سارة لنا... ابتعدت كعادتي في هدوء لتسهيل مهمة الجوهري وتنازلت عن كل حقوقي المالية عن فترة عملي. منتخب الامس ومنتخب اليوم ما هو الفارق بين منتخب مصر في ايامك والمنتخب الحالي؟ - لا يوجد أي فارق بين اللاعبين... الموهوبون كثيرون في الجيلين، بل يمكن الاشارة الى تفوق جيل السبعينات لوجود حسن شحاتة وفاروق جعفر وعلي خليل في الزمالك وعلي ابو جريشة وسيد عبدالرازق واسامة خليل في الاسماعيلي وشحتة وعادل البابلي والجارم في الاتحاد والشاذلي ومصطفى رياض في الترسانة ومسعد نور في المصري وعمر عبدالله وعبدالرحيم خليل والسياجي في المحلة واكرامي وثابت ويونس وطاهر ومختار وزيزو وعبده في الاهلي... لكن هذا الجيل الذهبي لم يحقق نجاحاً بسبب عدم وجود اهتمام أو استقرار... كنا نفتقد باستمرار الى المباريات الودية والاحتكاك الخارجي والمشاركة في البطولات بانتظام، ولم تكن الحوافز للمنتخب جيدة، ولم تكن روح الود متوافرة بسبب انقسام الإعلام والاداريين بين جبهات الاهلي والزمالك والاندية الاخرى... لكن المنتخب الحالي نال كل متطلبات النجاح بوجود وفرة من الموهوبين الحاصلين على فرصة ممتازة للاحتراف في اوروبا، ووصل عدد اللاعبين المحترفين في اندية اوروبا الآن الى 10 لاعبين وهو يتصاعد تدريجياً، فانعكس ذلك ايجابياً على المنتخب. كما يعيش الفريق في استقرار اداري وفني مع الجوهري للعام الثاني على التوالي، ويحصل اللاعبون على مميزات كثيرة تساعدهم على التركيز والسعي للانضمام الى المنتخب، ويلعب المنتخب اكثر من 20 مباراة دولية سنوياً بين المسابقات الرسمية والودية، ما اعطى خبرات دولية ضخمة للاعبين لا سيما المخضرمين منهم مثل حسام وابراهيم حسن. والايام الاخيرة شهدت صعوداً ممتازاً لمنتخب مصر على الصعيد الافريقي بعد فوزه بكأس الامم 1998 في بوركينا فاسو وبعدها على الصعيد العالمي بعد فوزه على بلغاريا وبلجيكا خارج مصر. هل انعكس ذلك الصعود على المسابقات المحلية؟ - بكل اسف لم يحدث ذلك... بطولة الدوري في الموسم الاخير كانت ضعيفة، وحسمها الاهلي باكراً جداً بسبب اهتزاز كل الفرق المنافسة... واكتملت الصورة سوءاً بانسحاب الزمالك امام الاهلي في المباراة الاخيرة بينهما، وهي واقعة مؤسفة تعكس قلة الجدية ونقص الثقة في صفوف الزمالك تجاه الحكام - رغم انهم كانوا من فرنسا - وتجاه اتحاد كرة القدم... والدوري المحلي يحتاج منافسة اشد واستقراراً اطول في الاندية وارتفاعاً في مستوى التحكيم وصرامة في مواجهة الاخطاء. خرجت من مشوارك مع كرة القدم فائزاً بجدارة، لكن ما هي خسائرك؟ - بصراحة، المكاسب اكبر مليون مرة من الخسائر. كرة القدم اعطتني كل شيء وعلى رأسها حب الناس والحياة الجيدة والاسرة السعيدة... اما الخسائر فلا يوجد سوى الاصابات وعدم اكمال الدراسة بالشكل المناسب وبعض الهزائم غير المتوقعة. كنت من اللاعبين الذين تعرضوا لقدر هائل من الاصابات بكسور العظام سواء في القدمين او الساقين او عظام الفك والوجه، او اصابات الغضاريف، وخضعت لعشرات العمليات الجراحية واضطررت احياناً الى تلقي حقن مخدرة بهدف تخفيف الالم للمشاركة في بعض المباريات المهمة. مواقف صعبة ما هو اصعب موقف واجهك في مشوارك بالملاعب؟ - مئات من المواقف الصعبة واجهتني سواء في الملاعب او خارجها... وما اكثر المباريات الثقيلة والمهمة او اللحظات الحاسمة. واذكر في تشرين الثاني نوفمبر 1974 حينما مسح والدي - رحمه الله - دموعه واحزانه ودفعني للمشاركة في مباراة مهمة للاهلي ضد الترسانة بعد يومين من وفاة والدتي. هل أخفقت في تحقيق بعض احلامك في الكرة؟ - بالطبع، بعضها لم يتحقق... تمنيت اللعب في نهائيات كأس العالم فلم أصل اليها، وتمنيت الاحتراف في احد اندية اوروبا الكبيرة ولم أوفق. من هو اللاعب العالمي الذي احببته؟ واللاعب المحلي الذي قلدته؟ - عالمياً، أحببت بيليه ودي ستيفانو وكرويف وبكنباور ومارادونا. لكن دي ستيفانو هو نجمي الاول بسبب تفوقه الفريد في الرؤية الشاملة للملعب وتحكمه المذهل بالكرة ودوره الشمولي مع الفريق. كان صانعاً للالعاب من طراز فريد وهدافاً لا يبارى وأحتفظ له بتسجيلات ثمينة... ومحلياً كنت معجباً بنجوم كثيرين مثل الشاذلي ورياض وطه اسماعيل وابو جريشة وحمادة امام، لكنني لم أقلد أحداً منهم على وجه الخصوص، وكنت اراقبهم واقلد اي لعبة جميلة او حركة صعبة ينفذونها، وما اكثر المرات التي شاهدت فيها ألعاباً جميلة من ناشئين صغار وحاولت تقليدها ايضاً. حظيتَ بحب كبير في العالم العربي... من هم النجوم العرب الذين ذاع صيتهم في مصر؟ وأحببتهم وتذكر ألعابهم؟ - كثيرون جداً، وأخشى ان أنسى بعضهم، وذاكرتي ليست قوية. ومنهم ماجد عبدالله وصالح النعيمة من السعودية، والعنبري وفتحي كميل من الكويت، ومنصور مفتاح من قطر، وحمود سلطان من البحرين والطلياني من الامارات، وبلومي وعصاد وماجر من الجزائر، والتيمومي والزاكي وبودربالة من المغرب، وعتوقة وتميم والجبالي ودياب من تونس، والعيساوي من ليبيا... ولا أخفي سراً ان اشير الى ان مراوغات تميم التونسي كانت تبهرني جداً. واليوم يوجد عشرات النجوم الممتازين في كل المنتخبات العربية. ونحتاج صفحات لنذكر اسماءهم. ما هو ترتيب الدول العربية حالياً من حيث المستوى؟ - سؤال صعب جداً، والاجابة عليه ليست قاطعة بل تخضع لوجهات نظر مختلفة. لكن دول الصف الاول هي المغرب والجزائروتونس ومصر والسعودية والكويت والعراق... ولا يمكن التكهن مسبقاً بنتيجة اي مباراة بين تلك المنتخبات. من هو خليفة الخطيب حالياً ومستقبلاً في الملاعب المصرية؟ - لا أحب التشبيه باللاعبين القدامى، ولكل لاعب في العالم اسلوبه الخاص الذي يميزه. في مصر حالياً عدد من المهاجمين الممتازين على رأسهم حسام حسن الذي وصل لمرحلة هائلة من النضج والخبرة والثقة، ومعه عبدالحميد بسيوني وعلي ماهر وعلاء ابراهيم ووليد عبداللطيف... ومن الصاعدين يمكن لأحمد صلاح حسني النجاح اذا احتفظ بجديته في الاحتراف في شتوتغارت الالماني. بعيداً عن الكرة، ما هي هواياتك؟ - السفر مع الاسرة الى الاماكن الهادئة،. والجلوس مع بناتي والحوار معهن والموسيقى والاغاني بالاضافة الى قراءة الكتب الدينية. نريد الاطمئنان على صحتك بعد رحلتك الاخيرة الى المانيا للعلاج من التهاب في فقرات العمود الفقري؟ - أعاني من مشاكل في الفقرات القطنية بالعمود الفقري منذ سنوات عدة، وتسببت في آلام شديدة في اجزاء مختلفة في الجسم، فاضطررت لارتداء رقبة صناعية من البلاستيك حول رقبتي ونصحني الاطباء بالسفر الى المانيا لاجراء جراحة في الفقرات. وفي المانيا اكدوا لي إمكان تفادي الجراحة عن طريق بعض العقاقير والعلاج الطبيعي. ومنحوني فترة حتى 25 ايار مايو المقبل لدراسة التحسن، واذا طرأ بالفعل تحسن لن نلجأ للجراحة وهو ما اتمناه من قلبي. اجمل 10 مباريات اختار الخطيب لقراء "الحياة" اجمل 10 مباريات في تاريخه، وهو يخشى ان تكون الذاكرة خانته في نسيان مباريات أخرى جميلة: 1 - ضد مونشنغلادباخ الالماني ودياً في القاهرة عام 1976. تعادلنا 2-2 امام 100 الف متفرج وطلبني المدرب الالماني اودو لاتيك للاحتراف بعدها في فريقه ولم يوافق الاهلي. 2 - ضد منتخب الجزائر في التصفيات الافريقية عام 1977 وتعادلنا 1-1 واحرزت هدف مصر في اللقاء. 3 - ضد اثيوبيا في القاهرة عام 1975 واحرزت اهداف مصر الثلاثة. 4 - ضد نيجيريا في اديس ابابا عام 1976 وخسرنا 2-3 في كأس الامم الافريقية. 5 - ضد الترسانة في القاهرة عام 1975 في الدوري وفزنا 2-صفر. 6 - ضد كوتوكو في القاهرة في نهائي كأس اندية افريقيا الابطال عام 1982 وفزنا 3-صفر وسجلت هدفين. 7 - ضد اوديسا الروسي ودياً في القاهرة وفزنا 3-1 عام 1971. 8 - ضد منتخب زامبيا في التصفيات الاولمبية في القاهرة وفزنا 4-صفر واحرزت هدفين عام 1980. 9 - ضد الاولمبي في الدوري في القاهرة عام 1980 وفزنا 3-1 وسجلت هدفين. 10 - ضد المنصورة في الدوري عام 1974 في القاهرة وفزنا 4-1 وسجلت ثلاثة اهداف للمرة الاولى في تاريخي بالمسابقة. الخطيب... أرقام وأعوام - محمود ابراهيم الخطيب من مواليد القاهرة في 30 تشرين الاول اكتوبر 1954. والطريف انه يحتفل بعيد ميلاده سنوياً متزامناً مع نجم كرة القدم العالمي الاول البرازيلي بيليه المولود في اليوم نفسه عام 1940. اشهر القابه: الخطير - المايسترو - الكوبرا... لكنه يعتز جداً بهتاف الجماهير "بيبو". - متزوج وله ثلاث بنات، وهو حاصل على الشهادة النهائية من كلية التعاون للعلوم الادارية من القاهرة ويعمل مديراً للتسويق الخارجي في مؤسسة "الاهرام". - اتجه اخيراً للعمل في تحليل المباريات في القنوات الرياضية المتخصصة. - لعب اولاً لنادي النصر القاهري، احد الاندية المغمورة، من 1968 الى 1970 واتجه الى النادي الاسماعيلي قبل ايام من انضمامه الى الاهلي، ولكن الاقدار ساقته الى اكبر اندية مصر والعالم العربي شهرة وألقاباً وشعبية، الامر الذي ساعده جداً على النجاح. - أمضى مع الاهلي 17 عاماً من 1971 الى 1987 وحقق خلالها قدراً هائلاً من الانجازات: فاز ببطولة الدوري عشر مرات في مواسم 74-75 و75-76 و76-77 و78-79 و79-80 و80-81 و81-82 و84-85 و85-86 و86-1987. - فاز بكأس مصر خمس مرات اعوام 78 و81 و83 و84 و1985. - فاز بكأس الاندية الافريقية الابطال عامي 82 و1987. - فاز بكأس الكؤوس الافريقية اعوام 84 و85 و1986. - احرز مع منتخب مصر كأس الامم الافريقية 1986. - لعب للمنتخب 14 عاماً من 1973 الى 1986 ثم اعتزل اختيارياً بعد الفوز بكأس الامم. - شارك مع المنتخب في اللعب في دورة لوس انجليس الاولمبية 1984. نال لقب هداف الدوري المصري اربع مرات. اختير احسن لاعب في مصر سبع مرات. صاحب الرقم القياسي لاكبر عدد من الاهداف يحرزها لاعب في تاريخ بطولات الاندية الافريقية 36 هدفاً. اكبر هداف للاهلي في تاريخ الدوري برصيد 108 اهداف وثالث هدافي منتخب مصر بعد حسام حسن وحسن الشاذلي ورصيده 38 هدفاً. اللاعب المصري الوحيد الذي حصل على الكرة الذهبية لأحسن لاعب في افريقيا من مجلة "فرانس فوتبول" ونالها عام 1983 بعدما جاء ثالثاً عام 1982. - اجريت له سبع عمليات جراحية في معظم اجزاء جسمه من كاحل القدم حتى عظام الوجه بسبب الاصابات الشديدة. - لم يحصل طوال مشواره في الملاعب على اي بطاقة حمراء ونال انذارين فقط في اكثر من 300 مباراة رسمية خاضها. - منحه الرئيس حسني مبارك وسام الرياضة من الطبقة الاولى بعد فوز الاهلي بكأس اندية افريقيا الابطال عام 1982. - اعلن اعتزاله الرسمي في كانون الاول ديسمبر 1987، واقيمت مباراة تكريمه عام 1988 وسجلت رقماً عالمياً في حضور 100 الف متفرج في مدرجات ملعب القاهرة الدولي.