سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أشهر لاعب مصري يروي ل "الحياة" جوانب من قصته مع كرة القدم . محمود الخطيب : كنت محظوظاً بالتوقيع للأهلي قبل الاسماعيلي لعبت بالصدفة أمام أوديسا مكان مصطفى رياض ... وكانت البداية 1 من 2
لم يحصل لاعب كرة قدم، او أي رياضي في مصر، على الشعبية الهائلة التي حصل عليها محمود الخطيب، نجم النادي الاهلي ومهاجمه الدولي في السبعينات والثمانينات، وهو يحظى حتى الآن بأكبر قدر من الحب والاحترام بين جماهير الكرة المصرية على اختلاف انتماءاتها. الخطيب أو "بيبو"، اعتزل عام 1987 في مؤتمر صحافي فريد بكى خلاله أغلب الحاضرين حزناً على حرمانهم من مهارات هذا النجم... وحضر اكثر من 100 ألف متفرج مباراة وداعه. امتلك الخطيب قدراً من المهارات الفردية في التعامل مع الكرة لم يمتلكه لاعب آخر في العصر الحديث... وكان قادراً على التحكم بالكرة في اصعب المواقف، وموهوباً في المراوغة وألعاب الخداع بقدميه، وبارعاً في المرور من منافسيه، ودقيقاً في التسديد... وظل الهداف الأول لناديه والمنتخب لأكثر من 11 عاماً متصلة. "الحياة" حاورت الخطيب في شقين، وتعرض في الحلقة الاولى قصة حياته، وفي الحلقة الثانية آراءه المعاصرة. يقول الخطيب: "أولا أقدم كل الشكر لأي شخص ساعدني في مشواري وهم كثيرون، وأحمد الله على ما وصلت اليه من نعمة ومكانة. حلمت كثيراً بأن أكون لاعباً وأن ألعب دولياً وأحقق شهرة، لكن احلامي لم تصل يوماً الى الحدود التي وصلت اليها في حياتي العملية. لا أنكر أنني محظوظ لأن انتقالي الى الأهلي كان مصادفة سعيدة، ولو حملتني الأقدار الى النادي الاسماعيلي لتغير مشواري ومستقبلي، لأن الأهلي هو صاحب الشعبية الاولى في مصر والعالم العربي، وهو نادي البطولات الاول في افريقيا". ونترك الخطيب يروي قصته مع الكرة: الطفولة أحببت كرة القدم جداً خلال طفولتي، ومزقت عشرات الأحذية بسبب ركلي لأي جسم صلب امامي، وتعرضت مرة لجرح عميق في قدمي لأنني ركلت زجاجة، واضطررت مراراً الى اللعب حافياً للمحافظة على الأحذية الجديدة، وأصبحت معروفاً بين صغار الحي في السيدة زينب. كنت ألعب مع أشقائي الكبار وحيد وأحمد وخالد، وكنت اعشق رفع الاثقال لتقوية عضلاتي وهي مسألة ساعدتني جداً عندما نضجت. التحقت بمدرسة محمود خاطر الابتدائية، لكنني لم انضم الى منتخب المدرسة الذي كان مقتصراً على الطلبة الكبار من الفصلين الخامس والسادس... وذات يوم كانت مدرستنا تلعب ضد مدرسة أخرى واضطر المسؤول الى البحث عن لاعب ليكمل الفريق، فشاركت وسجلت كل اهداف فريقي وأصبحت اساسياً في منتخب المدرسة، ونصّبني الناظر رئيساً للفريق. التحقت بمدرسة الحلمية الاعدادية في ضاحية مصر الجديدة، وكانت مبارياتها تحت رقابة عدد من الكشافين وبينهم ركابي محمود مدرب نادي النصر القاهري الذي ضمني وعمري 12 عاماً الى فريقه، فلعبت معه ثلاث سنوات صعدت في نهايتها الى المدرسة الثانوية الرياضية، وكان مدربنا في المدرسة فتحي نصير مدرب الاهلي في الوقت ذاته. اقنعني نصير بالانضمام الى الاهلي، وبدأ اتصاله بالفعل بإدارة نادي النصر... كنت اهلاوياً متعصباً، افرح لانتصاراته وأبكي لهزائمه. لكن إدارة الاسماعيلي تحركت بجدية عن طريق المدرب ممدوح خفاجى لاقناعي بالانضمام لفريقها... وقبل يوم واحد من موعد مراني الاول مع الاسماعيلي ذهبت الى الاهلي ووقعت له... يا له من حظ جيد. الصدفة لعبت لأشبال الاهلي تحت 17 عاماً مع مجموعة من الموهوبين ابرزهم مصطفى يونس، وحققنا انتصارات كبيرة، وهزمنا الزمالك بسهولة 2-صفر، و7-1 أحرزت 3 أهداف. وفي 1971 كانت مباراة الاهلي والزمالك للشباب دون 21 عاماً فاصلة، وباتت حديث الجمهور لأن الدوري كان متوقفاً بعد النكسة، واهتم التلفزيون والصحافة باللقاء واضطرت ادارة الاهلي الى الاستعانة بي في غياب أفضل المهاجمين للإصابة، لكنني لم اوفق بسبب الخوف فخسرنا 1-2 وتعرضت لنقد بشع من الصحافة... ابتعدت عن الكرة والاهلي والناس لمدة شهرين حتى حضر محمود الجوهري الى منزلي وأقنعني بالعودة الى الاهلي. وبعد ايام من عودتي، كان فريق اوديسا الروسي في زيارة لمصر ولعب عدداً من المباريات الودية في القاهرة، وهزم الزمالك والاسماعيلي بسهولة. واضطر الاهلي والترسانة الى تشكيل توليفة مشتركة لمواجهة الفريق الروسي الكبير، واُسندت الى ميمي عبدالحميد، مدرب الاهلي وقتئذ، مهمة اختيار التشكيلة فاختار 3 مهاجمين من الترسانة هم حسن الشاذلي ومصطفى رياض ومحمود حسن و3 من الاهلي هم ابراهيم عبدالصمد ومحمود عبدالحي وعبدالعزيز عبدالشافي... والمختارون الستة دوليون... وأعتذر عبدالحي وعبدالشافي للاصابة، وبحث ميمي عبدالحميد عن البديل فضمني الى الفريق احتياطياً للمهاجمين الكبيرين الشاذلي ورياض، وكلاهما يلعب في الترسانة من عام 1959. وقبل دقائق من بدء اللقاء غضب مصطفى رياض فجأة وترك الملعب، فاستدعاني عبدالحميد للعب اساسياً بجوار الشاذلي في مفاجأة ومصادفة نادرة، ووفقني الله بشكل غير عادي وسجلت هدفين احدهما بالغ الصعوبة والجمال من على خط المرمى وفزنا 3-1. فتحت المباراة امامي طريق الانضمام الى الفريق الاول، ولعبت بعدها اساسياً مع الاهلي ضد منتخب السويس في مباراة ودية في القاهرة، وفزنا 5-1 وسجلت ثلاثة اهداف. وعلى مدار 15 عاماً، لعبت مع 4 اجيال في الاهلي... اولاً مع هاني مصطفى وانور سلامة وحسن حمدي واحمد ماهر، وثانياً مع صفوت عبدالحليم وفتحي مبروك وطاهر الشيخ وأحمد عبدالباقي وسمير حسن وإكرامي ومصطفى يونس ومختار وقرن شطة وثابت البطل وزيزو ومصطفى عبده، وثالثاً مع مجدي عبدالغني وجمال عبدالحميد وطاهر ابو زيد وماهر همام وخالد جادالله وعلاء ميهوب واسامة عرابي... ورابعاً مع حسام وابراهيم حسن. مع المنتخب وقصتي مع منتخب مصر بدأت عام 1970 باختياري ضمن منتخب المدارس الذي سافر الى العراق، وخسرنا المباراة النهائية ضد الجزائر. وانضممت الى المنتخب الاول عام 1973 تحت قيادة محمد الجندي والالماني كرامر، وشاركت في نهائيات كأس الامم الافريقية 1974 في القاهرة وكنت احتياطياً للثلاثة الكبار علي ابو جريشة وحسن الشاذلي وعلي خليل. وبعد خسارة مصر للبطولة اصبحت لاعباً اساسياً لمدة 12 عاماً، وحتى اعتزالي الدولي بعد فوزنا بكأس الامم الافريقية 1986 في القاهرة. وأمضيت اجمل سنوات عمري مرتدياً قميص المنتخب ومدافعاً عن اسمه، ووفقت في إحراز أكثر من 50 هدفاً معه، لكننا افتقدنا الى برنامج الإعداد الجاد خلال تلك الفترة. كان منتخبنا مليئًا بأفضل النجوم في كل المراكز امثال اكرامي وثابت في المرمى، ومصطفى يونس وماهر همام وابراهيم يوسف وبدير وفاروق جعفر وطه بصري وحسن شحاته وطاهر الشيخ ومصطفى عبده وزيزو وغيرهم... ولو توافر لنا برنامج المباريات الدولية الكثيرة مثل الجيل الحالي في التسعينات مع المدرب محمود الجوهري لحققنا مراكز افضل في البطولات الافريقية والعالمية. احسن 10 أهداف لا خلاف على أن اجمل الاهداف هو الذي أحرزته مع منتخب مصر في مرمى عتوقة الحارس العملاق لمنتخب تونس الذهبي في ملعب القاهرة الدولي امام 100 ألف متفرج عام 1977 في تصفيات كأس العالم. وكان الهدف الثالث الذي حقق الفوز لمصر 3-2. وقصة الهدف نادرة. وكنت مصاباً وبعيداً عن الملاعب لمدة ثلاثة شهور متصلة، وحاولت جاهداً اللحاق بالمباراة المصيرية، ورغم عدم اكتمال لياقتي وضعني المدرب اليوغوسلافي نينكوفيتش في قائمة الاحتياطيين. وفي منتصف الشوط الثاني، وكان الوضع حرجاً للغاية بسبب التفوق الميداني لمنتخب تونس، اشركني المدرب... ولم تمر دقيقتان على نزولي، حتى تسلم علي خليل الكرة في الجانب الايسر واندفع بسرعة وأرسل الكرة بقوة في اتجاهي، وفوجئت بالكرة تصل خلفي مباشرة وأمامي مدافعان من تونس، وبلمح البصر قررت ألا استدير لاستقبال الكرة بل أن أحاول سحبها بكعبي الى الامام. نفذت الفكرة ووفقني الله تماماً لأن الكرة أطاعتني وأصبحت أمامي بينما مدافعا تونس خلفي، وانفردت تماماً بالمرمى وخرج عتوقة سريعاً للقائي لكنني سددت الكرة بيمناي قوية أرضية لحظة خروجه، ولم اصدق عينيّ حينما عانقت الكرة الشباك... كانت فرحتي بهذا الهدف زائدة عن أي هدف آخر. والهدف الثاني سجلته في مرمى اسكو في القاهرة. تابعت كرة قوية سددها طاهر الشيخ وارتدت من صدر الحارس الى الجانب الأيمن للمرمى، وتمكنت من السيطرة على الكرة قبل الحارس الذي اندفع لإمساكها مجدداً، لكن الكرة اتجهت نحو خط المرمى بعيداً عن القائم الايمن، وفكرت في تسديد الكرة من لمسة واحدة بطريقة لولبية لتصنع نصف دائرة نحو المرمى الخالي، ومن الزاوية صفر سددت الكرة بيمناي لحظة سقوطي على الارض فأطاعتني وذهبت الى الشباك هدفاً نادراً لا أنساه. والهدف الثالث كان في مرمى الزمالك في المباراة النهائية لكأس مصر صيف 1978. كان الاهلي خاسراً الدوري امام الزمالك بفارق هدف واحد ولا بديل عن تعويض الهزيمة في كأس مصر... لم ألعب من البداية بسبب الاصابة التي ابعدتني عن الملاعب خمسة اسابيع، والغريب انها كانت امام الزمالك في لقاء الدوري. جلست بين الاحتياطيين، وتقدم الزمالك 2-1 حتى منتصف الشوط الثاني عندما طلب مني الهنغاري هيديكوتي المدير الفني إجراء الاحماء للمشاركة، ولم تكن لياقتي البدنية مكتملة، وطلب مني التواجد باستمرار داخل منطقة الجزاء والتسديد من لمسة واحدة على المرمى... اشتركت مكان زميلي عبدالعزيز عبدالشافي، وبعد خمس دقائق تبادل طاهر الشيخ ومصطفى عبده الكرة بسرعة وإتقان في الجانب الايمن من الملعب حتى وصل طاهر الى خط المرمى وارسل كرة عرضية متوسطة الارتفاع، وتوقعت الكرة وذهبت الى اقرب موقع وقابلتها بيمناي من الوضع طائراً. وعادل الاهلي 2-2 وكان هدفي الاول في مرمى الزمالك منذ بدأت عام 1971، ثم فاز الاهلي بعدها 4-2 وأحرز كأس مصر. والأهداف من الرابع الى السادس كانت كلها في مرمى فريق كوتوكو الغاني في مباراتي الذهاب والإياب لنهائي كأس اندية افريقيا 1982. الأول في ملعب القاهرة الدولي عندما ارسل احمد عبدالباقي كرة عالية داخل منطقة الجزاء وتوقعت خروج الحارس، ومن لمسة واحدة حولت الكرة العالية نحو المرمى الخالي وكان الهدف الاول... وبعدها وصلتني الكرة امام منطقة جزاء كوتوكو وامامي مدافعان، وذهبت بالكرة بعيداً عن المرمى لخداعهما، وفي لمح البصر غيرت الاتجاه واتجهت الى الداخل بينما سقط المدافعان على الارض، وانفردت بالمرمى وسددت كرة ارضية هدفاً ثانياً للاهلي، وفزنا 3- صفر. وفي كوماسي، كانت مباراة الإياب وتقدم كوتوكو 1- صفر وأصبحنا في موقف صعب حتى منتصف الشوط الثاني عندما تسلمت كرة عرضية من مختار، وبلمسة واحدة ومباشرة راوغت اثنين من المدافعين متجهاً الى المرمى من اقصر طريق وأودعت الكرة بيمناي اسفل حارس المرمى وتعادلنا 1-1. وفي المركزين السابع والثامن هدفان بتسديدتين هائلتين من لمسة واحدة من خارج المنطقة في المرمى التونسي وكوتوكو الغاني عامي 85 و1987. ولا أنسى هدفي مع منتخب الاهلي والترسانة ضد اوديسا الروسي عام 1971 في مباراة ودية في القاهرة وجاء من على خط المرمى. وبعده هدفان في مرمى السعودية من زاويتين صعبتين في دورة الصداقة في الرياض عام 1976. واعتز بهدفي في مرمى منتخب ايطاليا في الدورة ذاتها، بالاضافة الى هدفين في مرمى بوروندي في القاهرة، وهدف في كينيا في القاهرة، وهدف في نيجيريا في لاغوس، وهدفين في الجزائر ولاغوس. ولدي هدف جميل في مرمى منتخب السودان وآخر ضد تونس. والحقيقة ان كل هدف احرزته له طعمه ومذاقه الجميل حتى ولو كان بالحظ او من ركلة جزاء. وسجلي في مباريات الاهلي والزمالك بالدوري يشمل هدفين من ركلتي جزاء... ومن اهدافي التاريخية التي اذكرها هدف مع منتخب نجوم العرب ضد احد الفرق الهولندية في مباراة ودية في الدوحة، وكان من ركلة جزاء ايضاً. واعتز بهدف جميل لم يحتسبه الحكم الدولي عزت الهواري رغم تمام صحته، وكان ضد الاتحاد في الاسكندرية في السبعينات. ففي الدقيقة الاخيرة من المباراة والاهلي متقدم 1-صفر والاتحاد يضغط بشدة امام انصاره، ارتدت الكرة نحوي في نصف ملعب الاهلي من دون وجود اي لاعب من الاتحاد، فاتجهت بأقصى سرعة وعبرت خط المنتصف وراوغت حارس الاتحاد من مسافة بعيدة وأودعت الكرة داخل المرمى، غير ان الحكم ألغى الهدف بدعوى التسلل تحت الضغط الجماهيري. الاعتزال كانت مباراة اعتزال محمود الخطيب انعكاساً واضحاً لمدي حب الجماهير والرياضيين له، فقد حضرها اكثر من 100 الف متفرج وشاركت فيها مجموعة كبيرة من نجوم اللعبة في مصر والوطن العربي. وفي الصورة الخطيب يصفق للجماهير التي احتشدت في ملعب القاهرة الدولي وهو يتوسط المشاركين في التكريم وهم: الجالسون من اليمين: علاء ميهوب وحمادة عبداللطيف وطارق يحيى واحمد رمزي وابراهيم حسن ومحمود صالح والسعودي امين دابو والكويتي محبوب جمعة وايمن يونس وبدر حامد. الواقفون من اليمين: الحكمان الدوليان علي حسين وابراهيم النادي والمدرب المساعد للاهلي مصطفى يونس واكرامي والكويتي سمير سعيد والسعودي ماجد عبدالله واسماعيل يوسف والكويتي صلاح الحساوي ومحمود الخطيب والسعودي صالح النعيمة وابراهيم يوسف وجمال عبدالحميد واشرف قاسم والكويتي فيصل الدخيل وربيع ياسين والحكام الدوليون محمد حسام ومحمد حافظ وعبدالسلام الحمامصي.