تستعد السلطا ت البريطانية لشن حملة ترويج دولية ينتظر أن تشمل البلدان العربية بعد رفع الاتحاد الأوروبي الحظر على صادرات البقر البريطانية، ابتداء من مطلع الشهر المقبل. وعبّر مسوول في الهيئة الحكومية المسؤولة عن عمليات ترويج اللحوم وتصديرالقطعان عن شكوكه في احتمال تحقيق أي تقدم يذكر قبل نهاية السنة 2000، مشيراً إلى أن الصادرات المتوقعة خلال السنة المقبلة لن تتجاوز 8،1 في المئة من المستوى السابق الذي كانت عليه عام 1996 حينما بدأ سريان الحظر. وقال مسؤول العلاقات العامة في "لجنة اللحم والماشية" راي بارودايل ل "الحياة" : "لا نعلم كم سنة ستحتاج عملية تنشيط الصادرات لتستعيد مستواها السابق. نحن نأمل أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن، ولكننا نعلم أن بناء الثقة لدى المستهلكين عملية تقتضي فترة طويلة من الزمن". ويشكل قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر علامة ثقة رسمية، إلا أنه ليس كافياً، على رغم الشروط الملحقة به، لطمأنة المستهلكين الذين عزفوا خلال السنوات الماضية عن استهلاك لحم البقر البريطاني، بسبب الشكوك الكثيرة التي أثارها مرض جنون البقر. وكانت المملكة المتحدة تنتج قرابة 2،1 مليون طن من اللحم البقري عام 1995 يذهب زهاء 267 ألف طن منها للتصدير. وتشكل فرنسا، التي كانت تستورد 98 ألف طن، وتليها إيطاليا وايرلندا وهولندا، أكبر الأسواق الخارجية المستوردة سابقاً للبقر البريطاني. وبين الدول العربية المستوردة للحم البقري البريطاني كانت السعودية الأكبر إذ بلغت وارداتها عام 1995 زهاء 7،1 ألف طن. واعترف بارودايل أن هيئته لا تتوقع أن تتجاوز الصادرات في السنة الأول خمسة آلاف طن، وإنها ستحتاج إلى مزيد من الوقت للاقلاع. واعتبر أن هناك جهوداً كثيرة بُذلت خلال الاعوام الثلاثة والنصف للبقاء على العلاقة مع المستوردين. وقال: "أبقينا خطوط الاتصال مفتوحة مع الزبائن في أوروبا، التي هي سوقنا الرئيسية، وخارجها. وأتينا بصحافيين إلى هذا البلد والمسؤولين عن قطاع اللحوم وعن اتخاذ القرارات في دول عدة لاطلاعهم على ما تم في البلد وإظهار إلى أي مدى لحم البقر البريطاني سليم صحياً. وهذا العمل كان ناجحاً لأن الأشخاص كانوا يعودون الى بلادهم ولديهم تفهم أفضل". وذكر أن التركيز سينصب في المرحلة الأولى على العاملين في قطاع التموين الغذائي "لا سيما الفنادق والمطاعم لاقناعهم من خلال طرح أنواع النخبة من اللحم البقري البريطاني". واعترف بعدم تلقي أي اتصال من العالم العربي من المستوردين حتى الآن. ولكنه أضاف معقباً: "برنامجنا للتصدير يتضمن إرسال بعثات تجارية إلى بلدان عربية عدة"، مشيراً إلى أن حملات الترويج مفيدة "بدليل ما حدث في المملكة المتحدة التي كانت تستهلك نحو 900 ألف طن عام 1995 والتي ينتظر أن تستهلك السنة الجارية 897 ألف طن". إلا أن هناك الكثير الذي لا يزال يتعين قطعه أمام صناعة انتاج اللحم البقري في بريطانيا التي يعمل فيها نحو نصف مليون شخص.