لا يملك لاعب كرة القدم، سواء كان فاشلاً او ناجحاً، سوى الانتظار لمعرفة ما يدور في ذهن مدرب الفريق الذي يلعب يحدد اكثر من عامل آخر مسيرة اللاعب... ويبدو ان لاعب الوسط الانكليزي الدولي السابق بول اينس 31 عاماً سيكون كبش الفداء في عملية اعادة البناء الشاملة لفريق ليفربول العتيد، الساعي الى استعادة امجاد الماضي بعدما صار فريقاً عادياً في السنوات الماضية، وعندما اعلن مدرب ليفربول، الفرنسي جيرار هوييه، ان قائد الفريق اينس معروض للبيع، عادت الذكريات الى لاعب مانشستر يونايتد السابق عندما انضم الى بطل اوروبا الحالي عام 1989، وبدأ تدريجياً في ازاحة قائد انكلترا السابق بريان روبسون من مركز خط الوسط... وقد بدأ اينس يُعرف باسم "غافورنر"، او القائد المسيطر، بين انصار مانشستر، ومضت ست سنوات عندما برز النجم الايرلندي روي كين الذي بدأ بدوره بازاحة اينس عن موقع القيادة. وانتقل اينس الى انتر ميلان الايطالي عام 1995 فقيل ان مانشستر خسر القلب النابض في الفريق، وادعى البعض ان البطولات ستفارقه... لكن شيئاً من هذا لم يحصل لان مانشستر احرز ثلاثية فريدة منذ اسابيع قليلة بعدما اعاد مدربه الاسكتلندي اليكس فيرغسون بناء هذا الفريق بطريقة مثالية. ورأى هوييه ان اينس لا يصلح لمخططاته المقبلة، فعرضه للبيع لقاء مليون جنيه فقط 1.6 مليون دولار مع انه كلف النادي 6.8 دولار عام 1997 عندما ضمه من انتر ميلان حتى يبني فريقاً جديداً فيه دماء شابة لعله ينجح في الامساك باحد خيوط مانشستر السحرية. ويبرر هوييه قراره بالقول: "يحتاج الفريق الى اعادة نظر شاملة وعملية بناء كبيرة، وهذا سيأخذ بعض الوقت، ثلاث سنوات مثلاً، حتى نحصل على نتيجة بنائنا". واضاف: "اينس في بداية الثلاثينات من عمره، اي انه على مشارف الاعتزال، وهو امر يجعل من الصعب تأقلمه مع فريق حديث وجديد، وعليه ان يبحث عن فريق آخر جاهز التكوين لعله يفيده اكثر، ولذا قررت ادارة النادي الاسراع في التخلي عنه بتخفيض قيمة بدل انتقاله". وكان هوييه وعد في منتصف الموسم الماضي عندما استلم مهام ادارة الفريق منفرداً بعد استقالة زميله روي ايفانز من منصبه، اعادة بناء ليفربول من جديد ليعود الى سابق عهده عندما احرز 17 لقباً بطلاً للدوري رقم قياسي آخرها في 1990 وخمس كؤوس اتحادية آخرها في 1992 واربع كؤوس في مسابق ابطال اوروبا آخرها في 1984، ورأى ان عملية قيصرية عاجلة بات ضرورية لانقاذ حياة النادي الذي سيغيب عن المسابقات الاوروبية في الموسم المقبل للمرة الثالثة في 37 عاماً. وكان اول ضحايا عملية البناء والترميم حارس المرمى الدولي السابق ديفيد جيمس الذي انتقل الى استون فيلا في مقابل 1.7 مليون جنيه في نهاية الموسم الماضي. وانتقل المدافع ستيف هاركنس الى بنفيكا البرتغالي، ويدرس المهاجم الجنوب افريقي شين دندي العرض المقدم من شتوتغارت. ومن الذين سيغادرون ليفربول النروجيون بيورن كافارمي واوفند ليوناردسن وستنغ انغ بيورنبي ولاعب الوسط داني ميرفي والمدافع دومينيك ماتيو، علماً ان صانع الالعاب الدولي ستيف ماكمانمان قرر الرحيل الى ريال مدريد من دون مقابل على الرغم من محاولات ليفربول تمديد عقده. والقادمون الجدد الى الآن هم المدافع الفنلندي سامي هيبيا من فيليم الهولندي 3.5 مليون جنيه، والمهاجم الالماني اريك ماير من باير ليفركوزن من دون مقابل، والمدافع السويسري ستيفان هنشوز من بلاكبيرن 3.5 مليون جنيه، والمهاجم الغاني ابوبكر كامارا من مرسيليا الفرنسي 2.5 مليون جنيه، والحارس الهولندي ساندر فيسترفيلد من فيتيس آرنهم الهولندي 4 ملايين جنيه ،وصانع الالعاب التشيخي فلاديمير سميتشر من لنس الفرنسي 4.5 مليون جنيه. ووعد هوييه بالمزيد وابدى رغبة في ضم لاعب وسط ارسنال ستيفان هيوز 21 عاماً في مقابل 4 مليون جنيه. ومع وجود المهاجمين الدوليين مايكل اوين وروبي فاولر ولاعب الوسط التشيخي باتريك بيرغر والوسط الايمن النروجي فيغارد هيغيم، وتغيير الخط الدفاعي باكمله، فان حظوظ الفريق لا بد ان تتحسن. وبالنسبة الى اينس، فان زميله السابق في مانشستر ومدرب ميدلزبروه الحالي براين روبسون، ابدى رغبة في ضمه. وهذا ما يرغب به ايضاً استون فيلا... فخدمات اينس لا تزال مطلوبة في ذهن اكثر من مدرب.