هل ستتمكن الراقصة أماني من الحلول محلّ الراقصة الراحلة داني بسترس؟ وهل سيمكنها حقاً ملء الفراغ الكبير في عالم الرقص الذي تركته داني بسترس بعد رحيلها المأسويّ مثلما ملأت الأخيرة الفراغ الذي كانت تركته بدورها الراقصةناديا جمال؟ الإجابة ليست سهلة طبعاً ولكن من الواضح ان الراقصة أماني باشرت خطوات جديدة في تجربتها كراقصة متميّزة اليوم في لبنان وآثرت الانتقال من الرقص الشائع الى الرقص الفنّي ومن الرقص الفرديّ الى اللوحة الراقصة ومن جوّ المطاعم والملاهي الى مناخ شبه مسرحي وشبه كوريغرافي. ولعلّ عرضها الراقص الذي انطلقت به من مسرح "سيزر بالاس" وعنوانه "أماني حول العالم" يعبّر خير تعبير عن رغبة أماني في تحقيق هوية فنية خاصة بها والارتقاء بالرقص الشرقي الى مصاف الاحتراف الفنيّ. ولذا تعاونت وللمرة الاولى مع بعض المخرجين ومصمّمي الرقص بغية تأليف لوحات مشهدية راقصة تكون هي نجمتها. وأحاطت نفسها براقصات وراقصين كانوا من حين الى آخر يؤدون وحدهم بعض الرقصات وكأنهم يهيئون إطلالتها أو يملأون وقت استراحتها. واللافت ان المخرجة والراقصة واستاذة الباليه والرقص الحديث جورجيت جبارة صمّمت اللوحة الأولى من العرض مستوحية العرس الشرقي وقد أطلّت أماني محمولة في هودج يتقدّمها عازفون وراقصون ثم راحت تؤدي رقصاتها ببراعة. ونجحت جبارة كثيراِ في تصميم لوحة العرس الشرقي وبرزت خلالها ازياء فؤاد سركيس الجميلة والطالعة من الروح الشرقية. وقد صمّم سركيس الأزياء الاخرى للراقصة أماني وللفرقة جميعها. أما اللوحات الاخرى، الشرقية والغربية، الأوروبية والأميرمكية والأميركية اللاتينية فقد توالى على تصميمها كلّ من سامي خوري وفرنسوا رحمة وسواهما. وهذان هما من أبرز الراقصين في فرقة كركلا. وقد انفصل خوري عن الفرقة لينصرف الى الى فن الكوريغرافي وقد أنجز عروضاً راقصة كثيرة وأسس فرقة خاصة به. أما فرنسوا رحمة فلا يزال أحد نجوم فرقة كركلا إضافة الى عمله في حقل الفنّ والكوريغرافيا. ولعلّ أماني أصابت حين اختارت جيرار أفيديسيان مخرجاً للعرض الراقص فهو صاحب خبرة طويلة في الاخراج المسرحي و"الميوزيكال" ووظّف التقنيات المتاحة ليخلق جوّاً جميلاً يحيط بالراقصة. أما أماني فأدّت رقصاتها ببراعة ورهافة مرتقية بالرقص الشرقي الى مستوى الابداع الفني ووظّفت جسدها خير نوظيف وكذلك وجهها في قسماته المعبّرة ويديها. وقد صفّق لها الجمهور بحرارة ولا سيما حين راحت ترقص منفردة، بجسدها واغوائها أو بالعصا أو على ايقاع الطبلة.