وصف السفير القطري في الرياض علي بن عبدالله آل محمود التوقيع، أول من أمس، على الخرائط النهائية لترسيم الحدود البرية بين المملكة العربية السعودية وقطر بأنه "بادرة طيبة تنهي ملفاً أخذ فترة طويلة من الوقت، ما يؤكد إصرار القيادتين على حسم هذا الموضوع". وصرح السفير القطري الى "الحياة"، أمس، بأن هذا التوقيع على تثبيت الحدود "جاء بعد زمن من العمل المشترك وبعد اختيار الجانبين شركة فرنسية لإعداد الخرائط الحدودية، وطوال عامين ونصف العام كانت اللجان تعمل والزيارات تتبادل لإتمام الموضوع". وأوضح انه تم الانتهاء من رسم خرائط الحدود البرية من "العبيد" الى "أبو سمرة". وكان البلدان وقعا، أول من أمس في الرياض، على الخرائط النهائية لترسيم الحدود البرية بينهما في دوحة سلوى. ووقّع على الخرائط رئيس الجانب السعودي في اللجنة الفنية السعودية - القطرية المشتركة اللواء الركن مريع بن حسن الشهراني ورئيس الجانب القطري في اللجنة العقيد الركن محمد بن عبدالله الرميحي. ووصف اللواء الشهراني ترسيم الحدود بأنه "آلية حضارية لمساعدة جهود البلدين على صون أمن الحدود وتوضيح معالم مسؤولية كل جانب في ضبط الحركة على خط الحدود"، معتبراً ذلك "دعماً لأمن المواطن واستقراره وتقوية علاقات الود والمحبة". واشاد في حفلة اقيمت بمناسبة التوقيع ب"جهود تضافرت من جميع أعضاء اللجنة الفنية والفرق الميدانية من الجانبين الشقيقين، ومن الشركة المنفذة على مدى ما يقارب العامين ونصف العام من اللقاءات في كل من الرياض والدوحة وباريس، ومن الدراسات والمناقشات والعمل الجاد المنظم لتنفيذ التوجيهات السامية من القيادتين في البلدين الشقيقين". وأضاف: "ان إدراك القيادتين الحكيمتين لأهمية ترسيم الحدود وأثر ذلك في اكتمال منظومة جهودهما لتحقيق أهدافهما السامية المشتركة انسجاماً مع الأواصر الأخوية العميقة، وما انبثق عن ذلك الإدراك من توجيهاتهما ورعايتهما المستمرة كان له أحسن الأثر في تذليل ما اعترض أعمال اللجنة الفنية من صعوبات أثناء التنفيذ، ودفع عجلة الانجاز حتى تمت بفضل الله كل مرحلة من مراحل العمل الميداني بأحسن الصيغ وأفضل الأساليب". وقال العقيد الرميحي ان "اللجنة المشتركة والشركة المتعاقد معها نفذتا مشروع ترسيم الحدود على الطبيعة بوضع العلامات المساحية التي تم بناؤها وفقاً لشروط العقد والمواصفات الفنية، والجانبان يعملان منذ ثلاث سنوات بجهد كبير ودقة في الأداء والجد في متابعة أعمال الشركة، ما حقق أهداف البلدين الشقيقين"، مشيراً الى "ما نتج عن ذلك من نوعية خاصة مميزة من الوثائق والانشاءات على الطبيعة". يذكر ان السعودية وقطر كانتا اتفقتا في نيسان ابريل 1996 على إنهاء ترسيم الحدود بينهما.