بدد الرئيس اللبناني اميل لحود مخاوف سادت بعد انسحاب "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل من منطقة جزين، وشدد على ان "لا مشكلة بعد الانسحاب، ولن تحصل ضربة كف". وتفقد لحود جزين أمس بعد 48 ساعة على انسحاب "الجنوبي" منها، وبعد يوم على زيارة رئيس الحكومة سليم الحص المنطقة، ودعا أهاليها الى العودة اليها. وتطرق الى قضية عناصر "الجنوبي" المنسحبين منه والذين أعلنوا ولاءهم للشرعية واستعدادهم لتسليم أنفسهم الى القضاء، فطالب الجميع بأن "يرتاحوا لأن القضاء سيأخذ مجراه، وهو قضاء عادل، وممنوع على أحد أن يتدخل في عمله". راجع ص4 ولقي لحود استقبالاً شعبياً حاشداً في جزين، كان من مظاهره الهتافات والزغاريد ونثر الرز والورود، وقابله بوعد بالاهتمام بالشأن الإنمائي في المنطقة. والتقى عدد من الفاعليات الرئيس اللبناني في سرايا جزين أمس، ونقلوا عنه اطمئنانه الى مستقبل الوضع في المنطقة، وتشديده على تشبيهها ببلدته بعبدات، ليؤكد منزلتها في نفسه، وعلى تخفيف الإجراءات الأمنية على المعابر وايعازه بذلك الى المراجع المختصة، لتسهيل عودة الجزينيين الى أرضهم. ووعد بأن يتردد على المنطقة دائماً. وعلم ان اربعة من عناصر "الجنوبي" سلموا انفسهم أمس إلى الجيش اللبناني، ليصبح مجموع الذين صاروا في عهدته 69، منذ انسحاب "الجنوبي". وتوقعت مصادر أمنية أن يسلم الباقون أنفسهم بدءاً من غد. وعلمت "الحياة" أن البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير سيزور جزين قريباً، ويقيم قداساً فيها لطمأنة أهلها، بعدما عبر بيان لمجلس المطارنة الموارنة أمس عن قلقه من الوضع هناك، وقرر ايفاد عدد من المطارنة اليها اليوم. واللافت أيضاً تردد سفراء أجانب على المنطقة، بينهم السفير الفرنسي دانيال جوانو، فيما أبلغ مصدر ديبلوماسي غربي "الحياة" في باريس ان الإدارة الأميركية كانت أبلغت فرنسا قبل أشهر وجود نية لاخلاء الميليشيا الموالية لإسرائيل جزين، مما أثار تحفظ باريس، إذ كانت تشكك في نيات رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك بنيامين نتانياهو، وتتخوف من احتمال أن تعتبر سورية هدف الانسحاب من جزين هو التوصل الى اتفاق سلام منفرد مع لبنان. وشدد المصدر على اصرار فرنسا على أداء "دور مهم" في جنوبلبنان والمفاوضات على المسارين اللبناني والسوري.