تنظم مؤسسة "دروو" للمزادات العلنية في باريس، في صالاتها العريقة في جادة مونتانيي، بعد غد الاثنين، مزادين مهمّين عن فنون الشرق والمخطوطات النادرة. يضمّ المزاد الأوّل عدداً من المجموعات أبرزها تلك التي تتمحور حول الأميرة العثمانية عايشة سلطان 1887-1960، إبنة السلطان عبدالحميد الثاني، وتشمل الصور واللوحات والأواني الفضيّة والزجاجية والأختام والكتابات التي لها علاقة بحياة عايشة ووالدتها، موشفيكا، الزوجة الرابعة للسلطان عبدالحميد. وكانت عايشة، الابنة السادسة للسلطان وُلدت عام 1887 في قصر يلدز في اسطنبول حيث أمضت طفولتها. وعندما خُلع والدها عن العرش في 17 نيسان ابريل 1909 وسجن في سالونيك، انتقلت هي ووالدتها معه. وكانت سجّلت في مذكراتها: "مع والدي، ذهب الى سالونيك خمس من زوجاته وثلاث من بناته واثنان من أبنائه، أربع سيدات من القصر وأحد عشر مرافقاً وخادماً...". وبعد أن تمّ نفي العائلة الامبريالية عام 1924، عاشت الأميرة عايشة 29 سنة في فرنسا ولدى عودتها الى تركيا راحت تكتب مذكراتها، وهي أوّل أميرة عثمانية تقوم بهذا العمل. وصدر الكتاب بعد وفاتها بسنتين، عام 1962، موقعّا بإسمها المدني، عايشة اوسمانوغلو، وفي 1991 تُرجم الى الفرنسية ونشر عند دار "لارماتان" تحت عنوان "مع والدي السلطان عبدالحميد، من قصره الى سجنه" ترافقه مقدّمة وضعها إبنا عايشة، عمر وعثمان اوسمانوغلو. ومن التحف المعروضة، لوحة زيتية تمثّل السلطان عبدالحميد قُدّرت ب25 ألف فرنك فرنسي بحدود 4500 دولار ولوحة وضعها الرسام التركي، خليل باشا تحمل تاريخ 1326ه ، للسلطان عبدالمجيد الأوّل 1839-1861 قُدرت ب20 ألف فرنك بحدود 3600 دولار ونص مخطوط لشعر يحتفل بولادة عايشة سلطان وآخر وضعته ونسخته الاميرة بنفسها بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لحكم والدها قُدّر بثلاثة آلاف فرنك 500 دولار تقريباً. ومن القطع المعروضة التي كانت ملكاً للسلطان: فم سيجارة مصنوع من العنبر الأشقر وعلبتان للأقراص الطبيّة مصنوعتان من الزجاج ومحفورتان بشعار الدولة العثمانية، ومنظار صغير كان ملكاً للسلطان وغرّافة زجاجية تحمل حروف عبدالحميد... وفي المجموعة أيضاً مروحة أنيقة من الدانتيل والعاج في علبتها الاصلية كانت ملكاً بشقيقة عبدالحميد، سنيحة سلطان، وثلاث كؤوس من الفضّة لوالدة عايشة تحمل كل واحدة منها كتابة محفورة بدقة تقول: "صُنعت لأجل موشفيكا خانم..." تتبعها كل ألقابها... وقدّرت هذه القطع الصغيرة بين ألفين وثمانية الاف فرنك فرنسي 370 و1200 دولار تقريباً في حين وصل التقدير لختم السلطان عبدالحميد الثاني الى 25 ألف فرنك بحدود 4500 دولار. وأمّا المجموعتان الثانية والثالثة فكانتا ملكاً لامبرواز بودري والكونت دو تولوز - لوتريك. وفي حين كان بودري عمل مهندساً معمارياً في القاهرة خلال مراحل متقطّعة بين 1871 و1898 وجمّع تحفا نادرة وبشكل خاص التلبيسات الخشبية التي يقدّم المزاد الباريسي عددا منها كزوج من مصراعي باب مملوكي قُدّر ب250 ألف فرنك فرنسي 45 ألف دولار تقريبا، كان دو تولوز - لوتريك وزوجته اميلي من أوّل الهواة الفرنسيين للفن المملوكي والفنّ العثماني في مصر، ويقدّم المزاد قطعاً خشبية من مجموعاتهما. وأمّا مجموعة المخطوطات الشرقية، فتضّم مخطوطات مسيحية وإسلامية نادرة أبرزها قرآن كريم مصدره ايران وآسيا الوسطى من القرن الخامس عشر قدّر ب600 ألف فرنك فرنسي نحو 110 ألف دولار. وكان المصحف في إعارة طويلة المدى الى "المكتبة الوطنية" في لندن ومعروضاً في صالات "المتحف البريطاني".