يُنظّم غدا في باريس، في مؤسسة "دروو" للمزادات العلنية مزاد كبير للفن الاسلامي من مجموعة الكونت اودون دو تولوز - لوتريك، عمّ الفنان الشهير هنري دو تولوز - لوتريك. ويقدّم مكتب المفوّض فرانسوا دو ريكليس قطعاً جميلة مصنوعة من النحاس الاصفر المرصّع بالفضة وبعض الاواني الخزفية والجداريات المخملية والحريرية الآتية من ميراث الكونت دو تولوز-لوتريك الذي زار مصر في 1879 برفقة زوجته وأمضيا فيها بضعة أشهر. كانت القاهرة وقتئذ تضم عدداً من المقيمين الفرنسيين الذين اهتموا بجمع الفنون الاسلامية، أمثال الكونت غاستون دوسانموريس الذي خلّف مجموعة ضخمة الى متحف "فيكتوريا والبيرت" في لندن، والبارون الفونس ديلور دوغليون الذي قدّمت زوجته مجموعته الى "متحف اللوفر" بعد وفاته، وآخرون. ودخل تولوز - لوتريك وزوجته في هذا الجوّ، وخلال اقامتهما في مصر تنبّه الإثنان الى فنون مصر الاسلامية وعندما عادا الى باريس كانا يحملان التحف التي زيّنت قصرهما العائلي في فرنسا ويُعرض بعضها للبيع غداً. هذه التحف التي يصل عددها الى 18 قطعة تبرز ذوقاً في الاختيار، وهي في معظمها من النحاس الأصفر، كالشمعدانات والطسوت المزيّنة بالكتابات والنقوش الدقيقة وتمثّل الفن المملوكي من نهاية القرن الثالث عشر وحتى منتصف الرابع عشر وتتراوح أسعارها بين 80 و100 ألف فرنك فرنسي، في حين تعود مقلمة من النحاس المرصّع التي تحمل توقيع صانعها، أبو القاسم بن سعد بن محمد الإسعِردي والمؤرخة 634 ه 1936-1937 الى الفن الايوبي وتقدّر ب 100 ألف فرنك فرنسي. ومن القطع الرائعة التي تحتويها مجموعة الكونت وزوجته صينية مستديرة الشكل كانت صُنعت خصيصاً من أجل السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلوون الذي حكم بين 1294 و1341 وتقدّر بسعر يتراوح بين 800 ألف ومليون ونصف فرنك فرنسي. ولا يتوقف المزاد عن مجموعة تولوز - لوتريك بل يضمّ أيضا مرقعّا هنديا جُمع في النصف الثاني من القرن السابع عشر ويضمّ 99 نصاً من أعمال أبرز الخطّاطين الذين امتدت شهرتهم بين القرنين الثالث عشر والسابع عشر وأبرزهم ياقوت المستعصمي الذي عاش وتوفي في بغداد سنة 1299. والنصوص المنشورة في هذا المرقّع هي في معظمها قرآنية تحمل التزيينات الملّونة على اختلافها كالازهار والأشكال الهندسية، والتقدير لثمنه يتراوح بين 600 و800 ألف فرنك فرنسي. وأخيراً، اشارة الى مجموعة التحف الخزفية التي تُعرض للبيع في المزاد وهي تأتي من مجموعة سيدة لم يُذكر اسمها، أبرزها كأس من العصر العبّاسي من القرن التاسع وصحن واسع يعود الى القرن الثاني عشر، صنع في العراق أو في سورية ويحمل في وسطه رسمة أبو الهول برأس إنسان. وقد قدّر الاثنان بمبلغ 200 و250 ألف فرنك فرنسي