الكتاب: عبدالرحمن الكواكبي - السيرة الذاتية المؤلف: سعد زغلول الكواكبي الناشر: بيسان للنشر والتوزيع بيروت 1998 منذ رحيله عام 1902 ظهرت عشرات الكتب التي تناولت عبدالرحمن الكواكبي وبعضاً من سيرته الذاتية بينما يتناول كتاب القاضي سعد زغلول الكواكبي سيرته كاملة بأسلوب مثير جاعلاً من شخصية الكواكبي محوراً لكتابه ومضيفاً معلومات جديدة ومهمة لم ترد سابقاً في أي من الكتب والدراسات التي تناولته. تناولت أبواب الكتاب نسب الاسرة الكواكبية، الكواكبي الفتى والشاب في نضاله ومآسيه، رحلاته وهجرته الى مصر، الكواكبي والخديوي عباس حلمي، كتبه مقالاته، رسائله، أفكاره، عقيدته الإسلامية والعروبية، رأيه في فصل الدين عن السلطة، تخرصات اتصاله بالأجانب، مذهبه الإسلامي، وفاته والمراثي في وفاته وضريحه، حال أسرته بعد وفاته، ملحق المعلومات الجديدة، ملحق الوثائق. ونبدأ بملحق المعلومات الجديدة 1 - حسم الخلاف عن تاريخ ولادته وهو 9 تموز يوليو 1855 استناداً الى وثيقة عائلية تعود الى لحظة ولادته. 2 - نشر في القاهرة صحيفة اسمها "العرب" وهي الثالثة بعد "الشهباء" و"اعتدال" أصدرهما في حلب نهاية السبعينات من القرن الماضي. أما "العرب" فلم يصدر منها إلا بضعة أعداد، كما الحال مع السابقتين. 3 - التقاء الكواكبي بجمال الدين الأفغاني في الآستانة خلال الفترة التي كان فيها الأفغاني في الإقامة الجبرية بين سنتي 1892 و1897 وهذه الإشارة توفر للقارىء الاستنتاج أن الكواكبي وضع بدوره في الإقامة الجبرية كما يؤكد المؤلف. 4 - بدأ بتأليف كتاب عن تسهيل اللغة العربية، بحسب ما جاء في كتاب رثائه في "الأهرام" بتاريخ 13 حزيران يونيو 1902 وكان رأيه أن "تحذف من اللغة الألفاظ القديمة والحركات والجموع المتباينة". 5 - انتمى في مصر الى "جمعية الكتّاب المصرية" وهو ما تؤكده رسالة سكرتير الجمعية اسكندر شاهين في صحيفة "الرقيب" العدد 228 المنشورة في ملحق الكتاب. 6 - المراثي التي صدرت عقب وفاة الكواكبي في صحف مصر ومجلاتها. بالعودة الى أبواب الكتاب بدأ جهاد الكواكبي الفعلي اثر إصداره "الشهباء" وأمر بإغلاقها وسحب رخصتها والي حلب قبرصلي كامل باشا بعد تعطيلها للمرة الثالثة. بعد أقل من عامين أصدر الكواكبي صحيفته الثانية "اعتدال" مستفيداً من وجود والٍ جديد، إلا أن حظ الثانية لم يكن أفضل من الأولى، إذ عطلها الوالي بعد العدد العاشر، عندها أدرك الكواكبي أن السلطة له بالمرصاد وأنه لن يحظى بحرية متابعة نشاطه الصحافي في حلب. انصرف الى المحاماة، ثم تنقل في وظائف حكومية أخرى كرئاسة المحكمة أو البلدية إلا أن اصطدامه بالولاة لم يتوقف وكان اصطدامه بوالي حلب جميل باشا والوالي عارف باشا هو الأسوأ. وينقل المؤلف وقائع الاصطدام عن شاهد عيان هو الشيخ كامل الغزي الذي رواها في مجلة "الحديث" الحلبية. أما المعركة النضالية الكبرى للكواكبي، وكلفته حياته، جرت وقائعها في مصر خلال السنوات الثلاث التي أمضى معظمها في القاهرة. في هذه المرحلة، لم يواجه الكواكبي السلطان عبدالحميد مداورة، عبر الولاة، بل وجه الاتهام اليه مباشرة في كتابيه "طبائع الاستبداد" و"أم القرى" وفي صحيفته "العرب"، اضافة الى مقالاته التي نشرها بأسماء مستعارة في الدوريات التي كانت تناهض عبدالحميد. وأكثر من ذلك بدأ الكواكبي يعد العدة في القاهرة واليمن للثورة على السلطان ونقل الخلافة من تركي الى عربي ومن اسطنبول الى مكة. ولما كان الخلاف قائماً بين الخديوي عباس حاكم مصر والسلطان عبدالحميد شجع الخديوي الكواكبي وأبدى اعجابه بكتاباته لكنه بعد أن تصالح مع السلطان فاجأ الكواكبي ذات يوم بدعوته الى مرافقته لزيارة اسطنبول فرفض الكواكبي الدعوة، كان ذلك في الإسكندرية، وعاد الكواكبي الى القاهرة ليتناول القهوة في مقهى "سبلندد بار" والكائن في الأزبكية، وبعد ساعات قليلة مات مسموماً. فهل كان للخديوي ضلع في موته؟ الآراء كثيرة ومعظمها مقنع إلا أن الخديوي مات وسره معه.