اكد احد العاملين في القطاع السياحي الخاص في ليبيا ان حركة السياحة الوافدة الى بلاده سترتفع في الآونة المقبلة بعد استئناف انشطة الملاحة الدولية بين ليبيا والعالم الخارجي. وتوقع ان يشهد الموسم السياحي الذي يبدأ في ايلول سبتمبر المقبل ويستمر حتى نيسان ابريل المقبل انطلاقاً تدريجياً لحركة السياحة الوافدة، لا سيما الاوروبية منها. وقال السيد طارق البدري المدير العام ل"شركة المركز الدولي للسياحة"، التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، ان "السياحة في ليبيا لا تزال في مرحلة التأسيس على المستويين العام والخاص". ورأى ان صناعة السياحة المحلية التي بدأت منذ خمسة اعوام "في مرحلة تبلور في ظل الادراك المتزايد لمتطلباتها وضرورة تأمين البنى التحتية من فنادق وحافلات علاوة على تدريب المرشدين السياحيين". وتستقبل الشركة كل عام نحو 200 الى 400 سائح. وشرح البدري ان قلّة العدد تعود الى عوامل عدة بينها ضرورة التوجه سابقاً الى جربة، في تونس، خلال الاعوام الاربعة الماضية، لاستخدام السياح براً قبل بدء برنامجهم السياحي، علاوة على الطابع الفردي والمحدود العدد الذي يحتمه تنظيم رحلات سفاري داخل الصحراء الليبية الشاسعة. وتبذل السلطات الليبية، الراغبة في تنويع دخلها والاستفادة من الموارد السياحية الكبيرة التي تحفل بها البلاد، جهوداً كبيرة للترويج لليبيا كوجهة سياحية مقبولة جنباً الى جنب مع بقية الوجهات السياحية المجاورة الاكثر نضجاً، خصوصاً تونس ومصر اللتين تعتبران اكبر الاسواق السياحية العربية من دون منازع. الا ان هذه الجهود لا تزال في مرحلة اولية ومحدودة. وتعتبر "المركز الدولي للسياحة" الشركة الخاصة الوحيدة في ليبيا المتخصصة في انشطة الغوص، وهي الى ذلك الممثل الرسمي لرالي داكار في ليبيا منذ عام 1991. وقال البدري: "نجري مفاوضات حالياً مع "رالي داكار" بخصوص الموسم المقبل. ونحن، مع بقية الشركات الليبية الاخرى نسعى الى تطوير سياحة الحوافز والاعمال في ليبيا". وتعتمد الشركة على حافلات صغيرة او كبيرة تستأجرها من شركات عامة. وهي تستخدم مرشحين سياحيين يشترط فيهم التمكن من لغة اجنبية والقدرة على فهم دورهم في تنظيم الرحلة محلياً. واشار البدري الى ان المرشدين السياحيين يحتاجون الى تأهيل مهني اكثر. وقال: "نشرح للمرشد السياحي ملف الرحلة قبل بدئها ونعرّفه الى الفنادق والحجوزات والبرنامج المعد. وهذا مشابه الى حدّ ما لما يحدث في اسبانيا وفرنسا وغيرها من الوجهات الاوروبية، حيث تلجأ الشركات السياحية ووكالات السفر الى اعتماد ادلاء سياحيين غير محترفين في حال الضرورة". وتوقع ان يتم التوقف عن التعامل مع وكلاء السفر الدوليين الموردين للسياح عن طريق جربة، التي تبعد قرابة 70 كلم من الحدود الليبية، وان يتم التفاهم معهم لارسال الوفود السياحية الجماعية الى ليبيا مباشرة عبر منافذها الجوية". وقال ان ليبيا تملك شواطئ ساحرة وخلابة لم يجرِ استثمارها بعد في شكل مناسب. واشار الى ان السياحة الثقافية والسياحة الصحراوية هما النمطان الاكثر رواجاً لدى السياح الوافدين. وذكر ان ليبيا تتميز بشبكة جيدة من الفنادق الفخمة المملوكة للدولة والتي يمكن للمسافر ان ينزل فيها بأكلاف متوسطة تبلغ 100 دولار لليلة الواحدة. وقال ان هذه الاسعار تتيح هامش تفاوض واسع مع مورّدي السياح الذين يرغبون في الحصول على تخفيض مريح لإنزال مسافريهم في فنادق راقية ومريحة. واضاف السيد البدري: "السياحة في ليبيا لا تزال في طور النمو وفي بداياتها الاولى، وهي تملك سحراً خاصاً لا تتمتع به الدول التي بلغت مرتبة اكبر من النضج في هذا القطاع. وعندما يأتي سائح الى مقهى ويجلس فيه سيجد مواطنين كثراً يرحبون به ويحلفون عليه الا يدفع باعتباره ضيفاً. والسياح يحظون ايضا بمساعدة مجانية لدى تنقلهم وينزلهم السكان ضيوفاً عليهم". وختم حديثه بالقول: "لا تزال السياحة في ليبيا غير تجارية وهذه اجمل فتراتها اليوم".