كشفت جريدة «لوباريزيان» الفرنسية أن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس اتصل بنظيره الجزائري عبدالمالك سلال لتقديم «شروحات»، حول الصورة التي نشرها فالس في حسابه على موقع «تويتر» للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة التي بدا فيها بوضع صحي سيء. وتحدث فالس عن «التهجمات» التي طاولته بعد نشره الصورة، مبيناً حسن نيته. وذكرت الجريدة الفرنسية أن فالس اتصل بسلال أمس، لتقديم شروحات حول الصورة التي نشرها على صفحته في تويتر واعتبرتها الجزائر «مهينة» وتجمع رئيس الحكومة الفرنسي بالرئيس الجزائري. وأوردت الصحيفة أن فالس «أبدى حسن نيته في نشر الصورة». ودفعت تلك الحادثة الجزائر إلى إجراء مراجعات عدة لسياستها مع فرنسا، برزت في تصريحات عنيفة لمسؤولين جزائريين كبار، إضافة إلى رفض بوتفليقة مواصلة العلاج في فرنسا، مبدلاً وجهته إلى جنيف السويسرية. وتراجعت مؤسسات فرنسية عن تمويل مؤسسات جزائرية وحتى الفريق الجزائري لكرة القدم. في سياق متصل، ظهر بوتفليقة مساء أول من أمس، للمرة الأولى منذ عودته من رحلة العلاج الأخيرة في جنيف، واستقبل نظيره الإيفواري حسن عبدالرحمن واتارا الذي أجرى زيارة دولة إلى الجزائر. وأجريت المحادثات بحضور رئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن صالح ورئيس الحكومة ووزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى ووزير الدولة، وزير الخارجية رمطان لعمامرة ووزير الصناعة والمناجم عبدالسلام بوشوارب. وصرح واتارا عقب اللقاء: «اعتبرنا أن التعاون بين البلدين ليس في المستوى المرجو وآمل بأن تساهم زيارة الدولة إلى الجزائر في تقوية وتعزيز العلاقات الإقتصادية بين البلدين». وأعرب مع الرئيس بوتفليقة عن إرادة بلده في «إطلاق وتفعيل هذه العلاقة». ولطالما انتقد معارضون الاستقبالات الرسمية التي يقيمها بوتفليقة لمسؤولين أفارقة وغربيين، على أساس أنها «تزكية لقدرة الرئيس على تسيير شؤون البلاد»، بيد أن أغلب المسؤولين الذين يستقبلهم بوتفليقة يدلون بتصريحات تقول إن «الرئيس خاض معهم في ملفات معقدة وهو على دراية كاملة بتفاصيلها». وأشار واتارا إلى وجود «امكانات بالنسبة إلى ساحل العاج التي تُعدّ منتجاً للكاكاو (40 في المئة من الإنتاج العالمي) وجوز الكاجو والموز ومختلف الخضار والفواكه، والجزائر بكل ثروتها البشرية والطبيعية (مثل المحروقات) وصناعتها، ما يمكننا من العمل سوياً من أجل تحقيق إندماج أكبر». ودعا في هذه المناسبة المؤسسات الجزائرية إلى الإستثمار في ساحل العاج في قطاع تحويل المواد الأولية، مؤكداً أن بلده «قادر على رفع حركة التبادل التجاري مع الجزائر». وأضاف واتارا أنه تطرق مع بوتفليقة إلى «مسائل دولية لا سيما دور الجزائر على المستويين القاري والعالمي لا سيما في مكافحة الإرهاب». وشكر «بوتفليقة على إسهامه الشخصي في تسوية الأزمة في مالي»، داعياً إلى تعزيز المصالحة الوطنية في هذا البلد وتنفيذ اتفاق السلام.