بوتيرة متسارعة، يعمل المغرب منذ أيام على تقوية ملف ترشيحه لاستضافة نهائيات كأس العالم 2006، إنطلاقاً من توافق عالمي حاصل داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا بضرورة اعتماد مبدأ التناوب بين القارات لتنظيم الحدث الرياضي الأكثر كونية. وبعد أن تم تشكيل لجنة وطنية للترشيح لتنظيم كأس العالم على رأسها ادريس بنهيمة، فُتحت جبهات كثيرة هنا وهناك لتقوية فرص المغرب ولاقناع صنّاع القرار داخل ال"فيفا" بانصاف المغرب كأول بلد افريقي ترشح مرتين 1994 و1998 لاستضافة المونديال وكسر الاحتكار الأوروبي - الاميركي. وتركزت هذه الجبهات في موقعين استراتيجيين، أولهما فتح قنوات الاتصال عالمياً وعلى أعلى مستوى للتعريف بالملف المغربي، وثانيهما الانخراط في مسلسل تقوية البنية التحتية على اختلاف عناصرها حتى تكون الاستجابة موضوعية ودقيقة لكل مستلزمات دفتر الشروط. وعلى صعيد التواصل، بدأت اللجنة الوطنية المغربية للترشيح عملها في القاهرة منذ أيام، حيث اجتمعت بأعضاء الاتحاد الافريقي لكرة القدم، كما اجتمعت برئيس "كوكب" كرة القدم جوزيف بلاتر. وكانت الحصيلة الاهم هي الحصول مبدئياً على الحياد القاري والدولي، إذ تم رسمياً الترحيب بالترشيح المغربي واعتبر أنه اغناء للطلب الافريقي ولو ان بلاتر يأمل بأن تتوحد القارة الافريقية حول مرشح واحد أولاً لدعم حظوظها في وجود منافسين أقوياء كالمانيا وانكلترا، وثانياً لتسهيل بداية العمل بمبدأ التناوب بين القارات. نشرة دعائية اللجنة الوطنية المغربية للترشيح أصدرت أول نشرة دعائية، واختارت "حلم قارة... ومشروع أمة" عنواناً بازراً لها. نشرة جاءت في مستهلها كلمة لولي عهد المغرب الأمير سيدي محمد، الذي اعتبر ان المغرب بترشيحه لتنظيم كأس العالم 1996 يرفع تحدي التنمية الشاملة، واعتبر ان "مؤهلات المملكة عديدة وواعدة: فمن موقع جغرافي فذ، إلى بنية فندقية تتوسع باستمرار، إلى شبكة طرق تمتد عبر كل أنحاء المملكة، إلى شبكة اتصالات نامية تصبو إلى أن تكون مميزة الاداء، إلى سلم اجتماعي يبعث على الطمأنينة، وسلم ناجم عن روح التضامن والمواطنة اللذين فُطر عليهما جمع المواطنين، إضافة إلى ضيافتهم الاسطورية وولعهم بمختلف أنواع الرياضة، وشغفهم الخاص بكرة القدم، تلك الرياضة التي تمثل عاملاً مشتركاً بالنسبة إلى جميع المغاربة". ويرى ادريس بنهيمة، رئيس لجنة الترشيح المغربية، أن المغرب يمكنه ان يعتمد كثيراً على أصدقائه الذين يؤمنون به كقوة نامية وكبلد مستقر وآمن، وكدولة تفي بتعهداتها، وهناك على أرض الواقع انجازات كثيرة أحدثت منذ سنة 1992، تاريخ آخر ترشيح مغربي لاحتضان كأس العالم، وقال على الخصوص: "إن اعتمادنا سيكون كبيراً على أشقائنا العرب لدعم المطلب المشروع للمغرب، خصوصاً أن لهم نفوذاً كبيراً في القارتين الافريقية والآسيوية". البنية التحتية وفي مجالات دعم البنية التحتية، هناك حركة دائبة لا تنقطع، إذ حصلت تعبئة قياسية لكل الفعاليات. وقد انتهى فريق خاص من كبار المهندسين الذين تم انتقاؤهم بطرق فنية من وضع الخطوط الأولى للملاعب السبعة الجديدة التي ستشيد في مدن الدار البيضاء ومراكش والجديدة والناخور وأكادير ومكناس وسطات، والتي ستكون عبارة عن مركبات رياضية تتسع لحوالى 45 ألف متفرج. إلا أن الجميع اتفقوا على أن يكون في كل هذه الملاعب مضمار لألعاب القوى، الرياضة الأكثر تألقاً عالمياً. وفي مجال الايواء والفندقة، دلت احصائية صادرة عن وزارة السياحة المغربية أن المغرب يتوافر اليوم على 90 ألف سرير، وان الحاجة ماسة إلى إضافة نصف هذا العدد في غضون السنوات الخمس المقبلة، علماً بأن الأرقام العادية ترشح توافد ما يقرب من مليونين و800 ألف سائح خلال فترة إقامة كأس العالم. وبخصوص المواصلات، فإن الدراسات، سواء المنجزة أو التي هي في طور الانجاز، انسجاماً مع التصميم الخمسي الموضوع، تؤكد ان المخطط الموضوع يقضي بانجاز 300 كيلومتر من الطرق السيارة في حدود العام 2003، وهو ما يعني أن المدن العشر المرشحة لكأس العالم 2006 ستكون في أغلبها موصولة بطرق سيارة. وسيكون على المغرب، إسوه بكل الدول التي أكدت ترشيحها، ان تضع لدى الامانة العامة للفيفا في مدة أقصاها 31 تموز يوليو 1999 دفتر الشروط، معبئاً بكل دقة، وحاملاً لكل الضمانات ومستجيباً لكل الالتزامات المفروضة من طرف ال"فيفا". وتنوي اللجنة المغربية للترشيح بعد هذا التاريخ، تكوين لجنة أخرى لدعم هذا الترشيح، يكون في عضويتها مشاهير الرياضيين المغاربة، على أن يتم الإعداد لحملة قوية تستهدف كل دول العالم، لتحسيسها بما يوفره المغرب كبلد عربي وافريقي، له موقع استراتيجي وتاريخ رياضي حافل، من مؤهلات بشرية وطبيعية لانجاح ثاني كأس عالمية في الألفية الثالثة.