واشنطن - أ ف ب - يتحدث الصحافي في "واشنطن بوست" بوب ودوورد في كتابه "ظل خمسة رؤساء وارث ووترغيت"، بالتفصيل عن الفضائح التي اثرت في الرؤساء الاميركيين خصوصاً بيل كلينتون. وأصدرت دار "سايمون اند شوستر" الكتاب بقلم ودوورد الذي ساهم مع زميله كارل برستين في القاء الضوء على قضية ووترغيت. ووزع الكتاب الثلثاء على مكتبات الولاياتالمتحدة. ويستعرض ودوورد اسوأ اللحظات في فترة حكم خمسة رؤساء خلفوا ريتشارد نيكسون هم: جيرالد فورد وجيمي كارتر ورونالد ريغان وجورج بوش وبيل كلينتون، ويخصص نصف الكتاب تقريبا للحاكم السابق لولاية اركنساس. ويقول ودوورد ان رئاسة بيل كلينتون تعكس اكثر من اي رئاسة اخرى، الثقافة السياسية الحديثة في واشنطن التي يهيمن عليها تعطش وسائل الاعلام للفضائح وكونغرس اكثر جرأة ومدعون عامون يتمتعون بصلاحيات مطلقة. وبعد نشر تقرير المدعي المستقل كينيث ستار المتعلق بقضية مونيكا لوينسكي وبدء مداولات الاقالة، يرسم ودوورد صورة لرئيس اميركي محاصر، متألم ووحيد. ويصف عجز بيل كلينتون الذي أسر الى أحد اصدقائه "انهم يقتلونني بالاف الطعنات، كما لو انهم ضربوني في معدتي، واشعر بالانقباض"، مضيفا انه "لم يواجه احد، لا سياسي ولا شخصية عامة ولا رئيس، تحقيقا من هذا النوع في حياته الخاصة". وفي وقت لاحق قال كلينتون قبل التصويت في مجلس الشيوخ "سأنجو وابقى، لكن الامور لن تعود الى ما كانت عليه" معتبرا ان هيلاري كلينتون "لن تغفر له ابداً". اما السيدة الاولى التي انهكتها فضيحة وايتووتر السياسية - المالية فانهارت امام المتحدث باسم البيت الابيض مايكل ماكاري وقالت في كانون الثاني يناير 1996 "لا اعرف كيف يمكنني ان استمر. كيف؟". وغداة اعتراف الرئيس الذي اقر بعلاقة جنسية مع المتدربة السابقة في البيت الابيض، اسرت هيلاري كلينتون بعذابها الى ماكاري قائلة "هل اشعر اني غاضبة ووحيدة ومتشنجة ومهانة وخانني زوجي؟". وكتب ودوورد "تضمنت هذه الاسئلة الخمسة كل شيء". وكشف في صفحات لاحقة ان "تشيلسي كلينتون كانت تبدو حزينة الى درجة جعلت ماكاري يتمنى ان لا يرى من جديد في حياته طفلا في هذه الحالة". ووصف ودوورد هيلاري بأنها حساسة ومحترمة، فيما رأى ان بيل كلينتون ماكر وكتوم لا يثق بأحد وينتهي به المطاف بفقدان ثقة المقربين منه. وعلى صعيد النساء يؤكد كلينتون لمحاميه روبرت بينيت في قضية بولا جونز "لقد تقاعدت، لقد تقاعدت" نافياً نفياً قاطعاً انه اقام علاقات منذ وصوله الى البيت الابيض. ويعتبر بوب ودوورد ان كلينتون، على غرار اسلافه، لم يدرك الى اي درجة اصبح يتوجب على الرئيس الاميركي بعد فضيحة ووترغيت التي تشكل وصمة لا تمحى في تاريخ الرئاسة الاميركية، ان "يطلع الاميركيين على وقائع الامور ايا كانت وفي اقرب وقت ممكن واتم شكل ممكن". واعتبر ودوورد ان الرؤساء الاميركيين الخمسة بعد نيكسون حاولوا جميعا بدرجات مختلفة، التهرب من هذه الحقيقة الجديدة، وغالبا على حساب رئاستهم، منذ النزاعات المالية خلال رئاسة جيمي كارتر حتى فضيحة ايران - كونترا المتعلقة بمبيعات اسلحة سرية الى ايران. وكتب ودوورد "بعد ووترغيت لم اتوقع في حياتي تحقيقا آخر حول اقالة رئيس". واعتبر ان الرؤساء الاميركيين "اصبحوا ضحايا خرافة اسطورة الرئيس المتمتع بصلاحية مطلقة"، مشيرا الى ان "الرجال الذين خلفوا نيكسون هم كمدمني المخدرات الذين حرموا من مخدراتهم، والمخدر الذي لا يقاوم في هذه الحالة هو السلطة الرئاسية".