تلعب روسيا مع اسبانيا ، ثم يوغوسلافيا ضد السويد اليوم في القاهرة في نصف نهائي بطولة العالم السادسة عشرة لكرة اليد. وضمنت المنتخبات الاربعة الاشتراك في دورة سيدني الاولمبية. وهناك بطاقات ثلاث أخرى ستتنافس عليها المنتخبات التي ستحتل المراكز من 5 الى 8 في دورة الترضية. وفي هذه الدورة، اليوم ايضا، تلعب مصر ضد فرنسا، والمانيا ضد كوبا. ويعتبر الخبراء مباراة روسياواسبانيا نهائياً باكراً حقيقياً للبطولة، وان الفائز بها سيحرز اللقب. والمنتخبان هما الوحيدان اللذان حققا الفوز في كل مبارياتهما السبع الماضية وبفارق كبير لم يقل عن خمسة اهداف في المباراة الواحدة. وكان منتخب يوغوسلافيا حقق المفاجأة بفوزه المباغت على نظيره الالماني 22-21 في مباراة بالغة الاثارة. وتبادل الطرفان التقدم ولكن الالمان أنهوا الشوط الاول لمصلحتهم 12-10 باستغلال براعة الجناح كراشمار والظهير العملاق فولكر زربي 211 سم أطول لاعبي البطولة. لكن الامور انقلبت في الشوط الثاني عندما تحول الدفاع اليوغوسلافي الى سد منيع، ولم يسجل الالمان طوال الشوط سوى 9 اهداف، وهو اقل عدد من الاهداف لألمانيا في شوط واحد منذ سنوات طويلة. وعلى الجانب الآخر تألق الرباعي لابسيفيتش وماتيش وماكسيتش والحارس ديجان بتريتش بشكل لافت في المنتخب اليوغوسلافي، وحملت الدقائق الثلاث الاخيرة كل الاثارة لأن الفريقين ظلا متعادلين 21-21 من دون أن يتمكن احدهما من هز شباك منافسه. وقبل 22 ثانية فقط من النهاية حطم يوفانوفيتش حاجز الصمت وسجل الهدف الثمين، وبعده دفع مدرب المانيا براند بكل اوراقه باشراك اللاعب بزديك بدلاً من حارس المرمى راموتا ليزيد عدد لاعبيه الى سبعة، ولم تمر 10 ثوان حتى تعرض يوفانوفيتش للطرد واصبح الالمان اكثر عددا بوضوح وهم يواجهون ستة لاعبين فقط، ولكن الوقت الباقي لم يسعفهم وحقق اليوغوسلاف المفاجأة. أما مباراة مصر وروسيا التي حضرها أكثر من 30 ألف مشجع متحمس، فقد بدأت بداية بشعة للفراعنة ما أصاب الجمهور بالاحباط المبكر، ووضح أثر الخوف وقلة الثقة وفقدان الاعصاب من الشحن الزائد. استهل المصريون المباراة ببطء شديد، ومن أول لمسة روسية للكرة خطف ديمتري فيليبوف الكرة وانفرد وقص شريط الاهداف. ولاحت للمصريين فرصة التعادل بل والتقدم، لكن جوهر نبيل المنفرد سدد في العارضة وانقذ الحارس الروسي العملاق اندري لافروف رمية جزاء من حازم عواض. وقبل أن يفيق المصريون من صدمتهم توالت الاهداف الروسية بسرعة البرق لكودينوف وفيليبوف من رمية جزاء ثم اضاف فيليبوف ثالث اهدافه من الجناح ومن دون رقابة. واكمل ايفور لافروف الخماسية النظيفة في ظل نقص عددي للمصريين بعد طرد احمد بلال. ولم يستفد المصريون من الوقت المستقطع الذي طلبه مدربهم الاسباني خافير كوستا لأن كريفو تشليكوف وفيليبوف اضافا هدفين آخرين لتصبح النتيجة 7- صفر لمصلحة روسيا بعد 11 دقيقة. وهى المرة الاولى في تاريخ مشاركات مصر بالبطولة التي يعجز فيها اللاعبون عن احراز أي هدف لمدة 11 دقيقة في البداية. وتمكن الحارس لافروف من انقاذ 8 تصويبات مباشرة على مرماه خلال تلك الفترة، حتى اعتقد الجمهور أن هذا الحارس يسد مرماه بقوة خفية. في الجهة المقابلة، دخل مرمى الحارس المصري حمادة النقيب 7 أهداف من 7 تصويبات مباشرة، فاضطر المدرب الى استبداله بزميله خالد العوضي، وكان هذا التغيير نقطة تحول حقيقية في المباراة، لكن بعد فوات الأوان. ورغم طرد المصري مجدي ابو المجد، إلا أن أحمد العطار سجل هدفين متتاليين لمصر، وضاق الفارق سريعاً الى 8-6 وسط صحوة جماهيرية هائلة وبراعة متناهية للحارس العوضي الذي تصدي لرمية جزائية من فيليبوف وانفرادين روسيين. غير ان طرد شريف مؤمن للخشونة واهدار محمود حسين وابو المجد انفرادين أعادا الفارق الى 10-6 وانتهى الشوط الاول بفارق 3 اهداف 11-8 وتنفس الجمهور الصعداء أملاً باستمرار الطفرة المصرية. وتبدل الدفاع المصري في الشوط الثاني الى 3-3 أو رجل لرجل، ما اربك الروس، وظل الفارق متأرجحا بين 4 أهداف وهدفين لمصلحة روسيا مع تفوق كامل لاحمد العطار في الخط الخلفي. لكن الفراعنة فرطوا بفرصتهم في التعادل والتقدم للمرة الثانية عندما اهدر العطار وجوهر رميتي جزاء متتاليتين ولم يوفق ابو المجد ومحمود حسين في انفرادين كاملين والنتيجة 15-13 لروسيا. وقرب النهاية، عادت الاوضاع المصرية السيئة مع طرد الحارس خالد العوضي ونزول زميله غير الموفق حمادة النقيب ثم طرد صابر حسين وحازم عواض وأحمد العطار، ولعب المصريون ناقصين باستمرار حتى وصل عددهم في نهاية اللقاء الى لاعبين فقط واستعاد الروس تفوقهم الى 19-13 وانهوا المباراة بالفارق ذاته 26-20 ونال المصري احمد العطار لقب هداف المباراة برصيد 9 اهداف.