لم يخف مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط ميغيل انخيل موراتينوس امس ترحيبه بفوز إيهود باراك بمنصب رئيس الوزراء الاسرائيلي وما يمثله ذلك من فتح الباب امام استئناف المفاوضات المعلقة. وقال موراتينوس بعد لقائه مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: "نعتقد بأن هناك الآن بعد ما افرزته الانتخابات الاسرائيلية من نتائج، فرصة سانحة وحقيقية للمضي في عملية السلام، انا الآن اكثر تفاؤلاً وننتظر تشكيل الحكومة الجديدة وإعلانها موقفها كي نعلن بدورنا في الإتحاد الأوروبي موقفنا…". وشدد المبعوث موراتينوس على ان الاتحاد الاوروبي سيقدم كل اشكال الدعم الممكنة من اجل انجاح العملية السياسية في الشرق الأوسط. ورد المفاوض الفلسطيني صائب عريقات بعد الاجتماع الذي عقد في مقر المجلس التشريعي في مدينة رام الله بالضفة الغربية، بأن أشاد إشادة عريضة بالدور الأوروبي "الفاعل على الدوام والجهود الجبارة المبذولة سواء لجهة تقديم الأفكار لتحريك عملية السلام وتوفير الدعم المادي والسياسي… والتحرك في الجغرافيا السياسية ولغة المعايير… فالدور الأوروبي يتطور وبشكل ايجابي…". وأكد مشاركون في الاجتماع ان الموقفين الفلسطيني والأوروبي بخصوص ضرورة تطبيق بنود اتفاق واي ريفر ومستحقات المرحلة الانتقالية كانا متطابقين. ومعروف ان الجانب الفلسطيني رفض القفز على هذه المستحقات لصالح الشروع الفوري في مفاوضات الحل النهائي وفق ما رشح من الدوائر المقربة من رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب. اذ قيل ان باراك يعتزم وبعد الفراغ من تركيب إئتلافه، تقديم اقتراح للفلسطينيين بدمج الانسحاب المتفق عليه في واي ريفر مع الانسحاب الذي سيتفق عليه في المرحلة النهائية. وتؤكد المصادر ذاتها ان باراك ينوي تشكيل "مجلس سلام" ويضع حالياً اللمسات الاخيرة على تشكيل طواقم لإدارة المفاوضات على مختلف المسارات. وتقضي خطته، حسب ما ذكرت هذه المصادر، بإقامة ثلاثة طواقم يتولى التنسيق بينها اللواء احتياط داني ياتوم المدير العام السابق للاستخبارات الاسرائيلية موساد، ويقود طاقم التفاوض مع سورية الجنرال احتياط أوري ساغي الذي كان رئيساً للاستخبارات العسكرية، بينما يقود التفاوض مع الفلسطينيين رئيس الأركان السابق الجنرال احتياط امنون شاحاك، والتفاوض مع لبنان الجنرال يوسي بيليد القائد السابق لمنطقة شمال اسرائيل العسكرية. وسيعزز هذه الطواقم بخبراء في القانون، فيما تشارك وزارة الخارجية وجهاز المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية في اختيار افراد الطواقم تلك. اخيرا فان الخطة تنص على احياء لجان المفاوضات المتعددة الأطراف.