دعا الرئيس السوداني السابق جعفر نميري الحكومة والمعارضة الى عقد مؤتمر حوار شامل لمناقشة القضايا الداخلية والخارجية للبلاد، ووضع "ميثاق يلتزمه الجميع". كذلك دعا نميري في خطاب سياسي ألقاه امام اجتماع اللجنة المركزية لحزبه الجديد "تحالف قوى الشعب العاملة" الى "علاقة خاصة مع مصر"، وعرض تجربة حكمه الذي استمر 16 عاماً. وحض أنصاره على "التعامل مع المتغيرات الجديدة والإيمان بالتعددية السياسية وبناء تنظيم جديد قادر على المنافسة في انتخابات حرة". ولا تزال جماعة أنصار الإمام المهدي تطالب بمحاكمة نميري ودعت اعضاءها الى تظاهرة سلمية السبت المقبل لتسليم مذكرة الى وزارة العدل السودانية. ودخل نميري قاعة الصداقة الدولية للمؤتمرات التي بنيت في عهده وسط مظاهر احتفالية وهتافات تأييد متكررة. واحتشد نحو خمسة آلاف من أنصاره، بينهم قياديون في حزبه من ولايات الخرطوم والجزيرة ونهر النيل القريبتين من العاصمة. وتحدث في اللقاء الأمين العام لتنظم "تحالف قوى الشعب العاملة" أبو القاسم هاشم موضحاً خطوات بناء التنظيم وأشاد بالاستقبال الكبير الذي لقيه نميري عند عودته الى البلاد في 22 أيار مايو الجاري. وتحدث نميري مطولاً ولمدة ساعة تقريباً عن تجربة حكومته. ودعا السودانيين جميعاً الى دراسة هذه التجربة "بإيجابياتها وسلبياتها". وشدد على انه لم يصرح أبداً خلال غيبته الطويلة بأنه سيعود الى السودان حاكماً. وأكد مجدداً انه عاد لقيادة أنصاره "في تجربة سياسية جديدة تتجاوز تجربة الحزب الواحد في النظام الشمولي الى تجربة تنظيم سياسي في نظام تعددي". ودعا مؤيديه الى "قبول التجربة الجديدة والعمل على انجاحها". وطالب بالاهتمام بشرائح المجتمع المختلفة من طلاب وشباب ومزارعين وعمال ورجال أعمال وابقاء القوات المسلحة وبقية القوات النظامية "بعيداً عن الهيمنة الحزبية والطائفية والعقائدية". ودعا نميري "الى نظام اقتصادي جديد يتعايش مع عصر العولمة مع ضرورة التمسك بالقطاع العام ودعمه من دون الإضرار بالقطاعات الأخرى أو التخلي عن السياسات الحديثة في السوق الحرة والتخصيص". ووجه نميري نداء الى القوى السياسية السودانية كافة "الى الجلوس في مؤتمر عام يناقش قضايا البلاد ويصدر ميثاقاً يلتزمه الجميع". وواصلت اللجنة المركزية لحزب "تحالف قوى الشعب العاملة" اجتماعاتها التي قد تستمر حتى اليوم. وحضر اللقاء وزيران سابقان في عهد نميري يشغلان منصبين بدرجة وزير في الحكومة الحالية هما وزير العلاقات مع المجلس الوطني البرلمان أبو القاسم محمد ابراهيم والأمين العام لمجلس الصداقة الشعبية العالمية أحمد عبدالرحمن محمد.