شهدت المفاوضات بين شركة "دبي للاستثمار" و"مؤسسة البترول الكويتية" في شأن امكان تزويد الأخيرة الفحم الأخضر وهو المادة الخام لانتاج الفحم البترولي الذي تنوي "دبي للاستثمار" انتاجه في مصنع خاص يشيد لهذا الغرض في دبي، نهاية سلبية بعد مفاو ضات طويلة بين الجانبين. واتهمت "دبي للاستثمار" في بيان أصدرته امس في دبي ضمناً المؤسسة الكويتية بالمماطلة، اذ قال كبير المسؤولين التنفيذيين في الشركة خالد بن كلبان: "اجرينا اتصالات معهم على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية فيما يتعلق بإمدادنا بالفحم الاخضر، ودهشنا لإعلان مؤسسة البترول الكويتية انها ستواصل خططها لإقامة مصنع خاص بها وانه ليس لديها كميات زائدة من الفحم الاخضر كي تزود به أية جهة اخرى كمادة خام". واستغرب ابن كلبان من ما ورد على لسان مسؤول في "مؤسسة البترول الكويتية" نشرته احدى الصحف الاماراتية وجاء فيه ان مؤسسته "قد تنسحب من مشروع اقامة مصنع دبي". وقال ابن كلبان: "ان المؤسسة الكويتية لم تكن يوماً ما شريكاً في تطوير مشروع مصنع فحم الكوك البترولي". وأوضح ان "شركة دبي للاستثمار سبق لها الاتصال مع المؤسسة الكويتية بهدف تأمين المادة الأولية للمشروع، المعروفة باسم الفحم الاخضر، وقد سعت للحصول على المواد الخام من دولة الكويت الشقيقة من مبدأ العمل نحو تحقيق التكامل الاستراتيجي والاقتصادي ورغبة منها في دعم التوجه الصناعي لدول المنطقة، وذلك على الرغم من معرفتنا بجهات اخرى عديدة تنتج هذه المادة الخام وتسعى الى توقيع عقود على المدى الطويل لبيع انتاجها". وقال ابن كلبان "ان مشروع الشركة يكتسب أهمية خاصة لدول مجلس التعاون الخليجي لأن الفحم الكويتي يجري تصديره حالياً الى دول اخرى خارج المنطقة، بما فيها الولاياتالمتحدة الاميركية، حيث يتم تصنيعه في الخارج وبيعه الى مصاهر الالومنيوم في المنطقة بأسعار عالية". واكد اعتزام "دبي للاستثمار" المضي قدماً في خططها لإنشاء مصنع فحم الكوك البترولي في دبي، في حين قال مسؤول في الشركة ل"الحياة" ان الشركة تبحث الآن عن مصادر بديلة لتوفير المادة الخام للمشروع، واجرت بالفعل اتصالاتها مع عدد من المصافي المنتجة لهذه المادة. وكانت "دبي للاستثمار" وهي شركة مساهمة عامة اعلنت في العام الماضي نيتها بناء مصنع للفحم البترولي المتكلس الذي تعتمد عليه صناعة الألومنيوم بتكلفة تقدر بنحو 120 مليون دولار. وكان من المقرر ان يبدأ الانتاج قبل حلول السنة 2000 بطاقة انتاجية تبلغ 400 ألف طن سنوياً. ووقعت الشركة لهذا الغرض مذكرة تفاهم لإجراء دراسة جدوى لاقامة المصنع المذكور في دبي مع شركتين اميركيتين هما "كونوكو" و"فيكو" بحيث يتم تسويق انتاج المصنع الجديد لدى مصهر "دوبال" بصفة خاصة والمصاهر الأخرى في المنطقة التي تستورد الفحم البترولي حالياً من الخارج لاستخدامه في عملية صهر الألومنيوم خصوصاً وان الطلب على الفحم البترولي في الشرق الأوسط مرشح للنمو بمعدلات كبيرة خلال العقد المقبل مع اعتزام العديد من دول المنطقة بناء مصاهر جديدة لانتاج الالومنيوم الخام. ويقدر حجم انتاج الالومنيوم الأولي في المنطقة العربية بنحو مليون طن سنوياً من أصل 15 مليون طن سنوياً هي حجم الانتاج العالمي، فيما تتجه قطر لاقامة مصهر كبير لانتاج 300 ألف طن من الالومنيوم سنوياً وبكلفة بليون دولار. كما أعلنت الكويت نيتها انشاء مصهر مماثل بمساهمة رؤوس أموال خليجية.