أعلن في أبو ظبي أمس اكتشاف كميات من المياه الجوفية في المناطق الصحراوية من إمارة أبو ظبي الغنية بالنفط يمكن أن تصل إلى 50 مليون غالون يومياً وستوزع على المزارعين لريّ الأراضي الزراعية في المنطقة. ويمثل الاكتشاف ثمرة برنامج طموح لاستغلال المياه الجوفية في إمارة أبو ظبي وتنفذه على مرحلتين شركة "دايملر كرايزلر - ايروسبيس" وشركة "جي. تي. زد" بإشراف شركة بترول أبو ظبي الوطنية أدنوك ورعايتها. أعلنت شركة "دايملر كرايزلر - ايروسبيس" و"الشركة الحكومية الألمانية للتعاون الفني" جي. تي. زد اكتشاف خزانات كبيرة للمياه الجوفية في إمارة أبو ظبي في إطار برنامج طموح لاستغلال المصادر المائية الجوفية في الإمارة. وأعلنت الشركتان في مؤتمر صحافي أمس حضره عدد من كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية في إمارة أبو ظبي انجاز 50 بئراً إضافية واختبارها منذ عام 1997، إضافة إلى 10 آبار مخصصة لمراقبة التغيرات التي تطرأ على هذه الآبار. وأعلن في المؤتمر الصحافي ان رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أمر بمد أنابيب لتوزيع المياه على المزارعين. ويبلغ الحد الأعلى لانتاج هذه الآبار 189 ألف متر مكعب يومياً 50 مليون غالون، ويعتبر متوسط نسبة ملوحة المياه المستخرجة 2890 جزءاً في المليون، ما يجعلها صالحة لريّ الأراضي الزراعية المحيطة. ويستهدف المشروع تقويم موارد المياه الجوفية بما فيها من مياه سطحية ومياه عميقة في إمارة أبو ظبي إضافة إلى تطوير حقول ابار المياه وتحديد انتاجيتها والطريقة الأمثل للاستخدام، خصوصاً في الزراعة التي حققت فيها الإمارة زراعة مساحات واسعة من الصحراء، مستفيدة من العائدات النفطية. وكشف المسؤولون في الشركتين المنفذتين للمشروع "ان المرحلة الأولى استغرقت سنة ونصف السنة، وكانت الأنشطة خلال هذه الفترة مركزة على استكشاف المصادر العميقة للمياه في إمارة أبو ظبي، وحفرت 10 آبار عميقة في منطقة العين واكتشفت فيها كميات ضخمة من المياه العذبة بعمق يزيد على 800 قدم. وتم في المرحلة الثانية التوجه إلى استكشاف المصادر المائية السطحية إضافة إلى الموارد العميقة. وأكد المسؤولون في الشركتين أنه تم انجاز أكثر من 100 بئر إضافية سطحية ومتوسطة العمق، وكانت النتائج ممتازة، خصوصاً في منطقة الهير قرب العين، التي كانت تُستخرج من آبارها كميات ضخمة من المياه السطحية منذ فترة طويلة. كما تم اكتشاف مصادر عميقة، مماثلة بعمق بين 900 قدم و1200 قدم. وتعتبر المياه المستخرجة من هذا العمق عذبة ونسبة ملوحتها منخفضة. وأكدت دراسات علمية وأكاديمية أن انتاج المياه الجوفية في إمارة أبو ظبي سيوفر نسبة 2.32 في المئة من انتاج محطات تحلية المياه المكلفة في الإمارة سنة 2004 و20 في المئة سنة 2014. وتقدر المصادر ان انتاج هذه الآبار سيكفي لمدة 15 سنة وفق معدلات الانتاج الحالية. وتؤكد الدراسات أن معدل استهلاك المياه العذبة في أبو ظبي يعتبر الأعلى في العالم ويقدر بنحو 500 لتر للفرد يومياً ويزيد في كثير من الفترات والأماكن من أبو ظبي إلى 700 لتر للفرد. وتشكل المياه المستخرجة من باطن الأرض نسبة 28 في المئة من احتياجات المياه العذبة، فيما توفر محطات التحلية النسبة الأكبر، وهي 72 في المئة من احتياجات المياه، وتوفر نسبة 85 في المئة من احتياجات المياه اللازمة للزراعة من المياه الجوفية ذات الملوحة القليلة، و10 في المئة من مياه الصرف الصحي المعالج. وتنتج محطات تحلية المياه في أبو ظبي 218 مليون غالون يومياً، فيما تنتج محطتان لمعالجة مياه الصرف الصحي 8.82 مليون غالون يومياً. وسترتفع احتياجات إمارة أبو ظبي من مياه التحلية نتيجة ارتفاع المعدل السكاني سنة 2004 إلى 3.155 مليون غالون يومياً، و244 مليون غالون سنة 2014، إضافة إلى 2.77 مليون غالون من مياه الصرف الصحي المعالج سنة 2014.