لايختلف اثنان بأن الماء يرتبط بشكل وثيق بعد مشيئة الله بالحياة. والمولى جل شأنه يقول في محكم التنزيل (وجعلنا من الماء كل شيء حي) ولنبض المياه وفقدانها تجارب سلبية عدة فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما أنشئت بعض الشركات الزراعية في تبوك قامت بحفر آبار عميقة يتجاوز كل بئر منها الألف متر والنتيجة نبض مياه المزارع في المنطقة التي أنشئت فيها تلك الشركات بالكامل وبالتالي وللأسف الشديد جفاف ما نسبته 90 في المائة من تلك المزارع وأصبحت قاعا صفصفا وما خفي كان أعظم قروض والتزامات ماليه وخسائر لا تعد. ناهيك عن نبض مياه الجموم وخليص وينبع النخل والكثير الكثير من الشواهد وصولا إلى محافظة العلا ونضب آبار مياه الشرب داخل المدينة وملوحتها وجفاف آبار قرية مغيرا وجفاف مزارعها وكذلك هجرة أبو زرايب والجديدة والحكومة الرشيدة أيدها الله اعتمدت في ذلك الحين مبلغ سبعمائة وعشرين مليون ريال لتغذية المحافظة بالمياه المحلاة من ينبع البحر. ورغم تلك التجارب والشواهد المؤلمة فاجأتنا وزارة المياه برغبتها في تنفيذ مشروع لنقل المياه من العلا إلى خيبر من خلال حفر 60 بئرا عمق كل بئر يتجاوز الألف متر ونقلها من خلال أنابيب لمسافة تتجاوز 250 كم. وعندما قابل بعض أبناء العلا المسؤولين في وزارة المياه أفادوا بأن المياه الجوفية في العلا تكفي لمدة تتجاوز الأربعين سنة. ونحن نقول: ستون بل مائة سنة.. وماذا بعد يا وزارة المياه إحياء مناطق على حساب موت مناطق أخرى أليس هذا بظلم بين لكل مزارع أنشأ مزرعته وكلفته الكثير من المال والجهد ويقوم بريها من خلال بئر لا يتجاوز عمقه 100 متر. وإجحاف في حق الأجيال القادمة. أملنا كبير في اللجنة التي تم تكوينها لهذا الغرض والتوجيه بإعادة الدراسة وتحويل المبالغ التي تم اعتمادها لتغذية محافظة العلا بالمياه المحلاة إلى محافظة خيبر. عبد المجيد سالم الإمام