لندن - أ ف ب - دخلت شركة "انغلو اميركان بي ال سي" العملاقة للمناجم والتي نشأت من الاندماج بين شركتي "انغلو اميركان كوربوريشن" الجنوب افريقية و"مينوركو" المتفرعة عنها في لوكسمبورغ، امس الاثنين بورصة لندن، حيث تم ادراج اسهمها بين اسهم كبرى الشركات العالمية. وفي 31 كانون الأول ديسمبر 1998، بلغ رقم الأعمال السنوي ل"انغلو اميركان بي ال سي" 20.8 بليون دولار 19.44 بليون يورو وحجم أرباح الاستثمار 2.01 بليون دولار. وقال ناطق باسم الشركة في لندن ان رأس المال الاصلي للمجموعة الجديدة المطروح في البورصة يقدر بنحو 10 بلايين جنيه استرليني بين 15.1 بليون يورو و16.1 بليون يورو. ولدى الاعلان عن انشاء "انغلو اميركان بي ال سي" في تشرين الأول اكتوبر الماضي، أوضحت شركتا "انغلو اميركان كوربوريشن" و"مينوركو" انهما تريدان تبسيط انظمتهما الموضوعة مذ كانت جنوب افريقيا خارج المجموعة الدولية. وقال رئيس المجموعة جوليان اوجيلفي طومسون لصحيفة "فايننشال تايمز" اخيراً انه مع تبدل الوضع السياسي في جنوب افريقيا، بات في وسع المجموعة الجديدة الاستفادة من شمولية الاقتصاد ورفع العوائق عن تدفق رؤوس الأموال من خلال انشاء "مركز اساسي فريد من نوعه ذي امتدادات اكثر عالمية" في لندن. وأشار الى ان الغاية من اعادة التنظيم والانتقال الى لندن "ستكون تحسين اوضاع المساهمين". والمجموعة الجديدة صنيعة امبراطورية "اوبنهايمر" الجنوب افريقية الشهيرة في مضمار استخراج الألماس والذهب، والتي تملك اسهماً في شركة "دي بيرز" الجنوب افريقية التي تعتبر المنتج الأول والبائع العالمي للألماس، وفي شركة "انغلو غولد" الأولى لمناجم الذهب في العالم. وتملك "انغلو اميركان بي ال سي" نحو 23 في المئة من اسهم "دي بيرز" التي تملك بدورها 40 في المئة من اسهم "انغلو اميركان بي ال سي" فيما تملك عائلة اوبنهايمر 10 في المئة من اسهم شركة "انغلو". وبسبب تعقيدات تنظيمها، اضطرت المجموعة الى القيام بأكثر من ثلاثين عملية تنازل وشراء او مبادلات لاتمام الاندماج، ما ادى الى تأخر دخولها بورصة لندن والذي كان مقرراً اواخر آذار مارس الماضي. لذلك، فإن اعادة التنظيم المعقدة، وكل الحصص المتقاطعة، تقلق المستثمرين البريطانيين بسبب غموض عملية اتخاذ القرار، اضافة الى الادارة العائلية للمجموعة والمتميزة بمجلس ادارة يهيمن عليه سليل اوبنهايمر، وهو حالياً نيكي، حفيد المؤسس ونائب رئيس "انغلو اميركان كوربوريشن" رئيس "دي بيرز". وقال جوليان طومسون ان "اي قرار لم يطرح للتصويت" خلال وجوده منذ 42 عاماً في "انغلو اميركان كوربوريشن". وأضاف "ان القرارات تتجه اليوم الى ان تكون أكثر جماعية، لكن اذا كان الرئيس يدعم شيئاً ما فإنه يمر". ويعترف طومسون الذي سيبقى رئيساً ل"انغلو اميركان بي. ال. سي" شاغلاً منصب الرئيس والمدير العام حتى سنة 2002 على الأقل، لدى الفصل بين المنصبين، بضرورة اعطاء ضمانات للسوق. ووعد بأن يجعل من "انغلو اميركان بي. ال. سي" نموذجاً في الشفافية. وقال انه "لم تتم ادارة المجموعة خدمة لمصالح عائلة اوبنهايمر فقط، انما لما فيه مصلحة كل المساهمين". وتأمل "انغلو اميركان بي. ال. سي" في دخول مؤشر "فايننشال تايمز" لكبرى الشركات المئة المسعرة ابتداء من حزيران يونيو المقبل بعد موافقة لجنة المؤشر التي تدرس الملف.