قرأت في عدد "الحياة" - 13201 الصادر يوم الجمعة 30 نيسان ابريل الماضي وفي صفحة "الرأي" مقال السيدة راغدة درغام وأدركت من خلاله مدى حرصها على الشعب العراقي وتألمها لما اصابه من جراء الحصار الظالم. واستعانت، لكي تثبت صدقية ما ذهبت اليه، بتقرير صادر عن مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، كما استعانت بمقال كتبه البروفسور المساعد غريغوري غاوز في مجلة "فورين افيريز". في الوقت الذي اشكر السيدة درغام على صدق مشاعرها اتجاه الشعب العراقي، اود ان انبهها بأنها وقعت في فخ اعلام النظام ومروجيه في الخارج. لست مع الحصار الاقتصادي. فالحصار سلاح شامل ذو حدين يؤثر حده الاقوى في الضعفاء الذين يُمثّلون الأكثرية الصامتة، التي تتلقى الضربات بصراخ مكتوم. صحيح ان الحصار الذي دام لتسع سنوات، اضرَّ بالشعب العراقي اكثر مما اضرَّ بالنظام لكن من المسؤول عن ذلك؟ .... ان نقل معلومات عن تقارير منقولة عن اجهزة الاعلام العراقية او المؤيدة للنظام، يؤدي الى الوقوع في فخ الترويج لما تريد ان تروجه هذه الاجهزة واكسابه صدقية على حساب الحقيقة، وتحقيق اهدافها باستغلال معاناة الشعب العراقي كدعاية للنظام في صراعه ضد شعبه ومحيطه والعالم. كان بامكان النظام ان ينهي كل هذه المأساة، اما بتطبيق كل قرارات مجلس الأمن او التخلي عن الحكم، بدلاً من اللجوء الى لعبة القط والفأر مع الأممالمتحدة بأمل التهرب من تطبيق العقوبات والاحتفاظ بأسلحة الدمار الشامل .... هناك شك في صحة الارقام التي اوردتها التقارير. فمن اين حصل عليها الباحثان، نحن نعرف مدى انغلاق النظام وعدم سماحه لأي معلومات بالتسرب الا ما يريد تسريبه هو وعن طريق قنواته التي تزيف الحقائق .... ارجو ان اوضح للسيدة درغام حقيقة بأن الشعب لن يستفيد من الاموال لو رفع الحصار، فليس من اولويات النظام الشعب ومعاناته، وانما من اولوياته حفاظه على السلطة وتحقيق اطماعه المريضة ... سوف تذهب الاموال لاعادة بناء الاجهزة القمعية والتسليح لابتزاز الدول الاقليمية ودول العالم .... اما الشعب فلن يحصل سوى على الفتات، بحجج كثيرة منها اعادة البناء، والاستعداد للمنازلة الدائمة مع طواحين الهواء. عمان - محمد البهادلي