عاصفة اتحادية دامت 10 دقائق فقط لكنها كانت كفيلة باقتلاع جذور فريق الشباب وبلوغ المباراة النهائية لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين في كرة القدم التي ستجمع بالتالي بين قطبي جدة الاتحاد والاهلي يوم الجمعة على استاد رعاية الشباب في عاصمة المنطقة الغربية. وفي اياب الدور نصف النهائي في جدة، امام 20 الف متفرج، انتفض بهجا ورفاقه من حلاوة الروح بعدما نازع فريقهم طويلاً وتمكنوا من خطف الفوز على الشباب 2-1 مباراة الذهاب 2-2 في الرياض في مباراة اقل ما يقال عنها انها مثيرة. ولم يكن اي من هواة التوقع أو ادعاء المعرفة بالفريقين قادراً على الجزم بهوية الفريق الفائز حتى قبل نهاية اللقاء بدقيقة، لأن الاتحاد وضيفه الشباب لعبا من اجل الفوز ولم يخططا للذهاب الى حلبة الوقت الاضافي او مقصلة الركلات الترجيحية. وبرغم خسارة الشباب وخروجه من اكبر بطولات الموسم الا انه ابقى لنفسه ما يمكن ان يحفظ له هيبته كبطل لكأس ولي العهد. اما الاتحاد، فكاد يتجرع مرارة الخسارة الى ان اثبت انه فريق الموسم السعودي، وهو الساعي الى لقب رابع غير مسبوق باعتبار انه احرز فعلاً في الموسم الجاري كأس الاتحاد السعودي وكأس اندية الخليج و كأس الكؤوس الآسيوية. لم يكن اللقاء سهلاً على أي من الفريقين، وادرك مدرب الاتحاد ديمتري هذه الحقيقة منذ البداية، وتخلى في تشكيلته عن تحفظه الدفاعي المعتاد وظهر للمرة الاولى بزي المهاجمين حيث اشرك اكثر من لاعب من اصحاب النزعات الهجومية في وسط الفريق وتدرج مع توالي الاحداث حتى حول فريقه الى لاعبين يمتلك غالبيتهم ميلاً هجومياً. دفع ديمتري في البداية بحسين الصادق حارساً للمرمى، ومحمد الخليوي واحمد جميل ومحمد الصحفي واحمد خريش وعلي سهيل مدافعين، وفهد الخطيب ومحمد نور والانكليزي داليان اتكينسون لاعبي وسط، وحمزة ادريس وسليمان الحديثي مهاجمين، وحاول تعويض غياب ابرز لاعبيه خميس الزهراني الذي تخلف عن اللقاءللايقاف. ولم يكن مدرب الشباب فرانسيسكو اقل حماسة من نظيره واشرك مجموعة رأى ان بإمكانها توفير غطاء آمن لمرماه وسيطرة جيدة على منطقة الوسط. فدفع بالحارس راشد المقرن، والمدافعين صالح الداوود ومحمد الحمدان وصالح صديق ومحمد الشمراني ولاعبي الوسط الكويتي بدر حجي وفهد السبيعي وخالد الحوطي ومرزوق العتيبي والمهاجمين عبدالله الشيحان ومهند المجرشي، وحاول تعويض غياب أبرز لاعبي خط الوسط في الفريق سالم سرور عندما اشرك المهاجم مرزوق العتيبي في منطقة المناورات. وهجم لاعبو الاتحاد مع انطلاق صافرة البداية، وكاد حمزة ادريس يحرز هدفاً مبكراً وهو في مواجهة المرمى لكنه سدد في الخارج، وكرر خريش تهديد مرمى راشد المقرن وارسل كرة متقنة الى داليان الذي سددها برأسه قريبة جداً من القائم 7، واعلن مجرشي حضور فريقه الشباب فسدد بقوة بعيداً عن المرمى 14. وتواصلت هجمات الاتحاد وجهز خريش كرة الى حمزة ادريس الذي اهدرها في مواجهة المرمى 25، وعاد داليان مرة اخرى وسدد كرة اخترقت جدار الصوت الشبابي لكنها مرت قريبة من العارضة 36. ثم احتسبت ركلة حرة للشباب وتقدم قلب الدفاع صالح الداود للاستفادة منها لكن دفاع الاتحاد ابعدها فلم يتراجع الداوود الى مركزه الاصلي وعندما مررت له الكرة طويلة كسر مصيدة التسلل وانفرد بالحارس حسين الصادق ووضع الكرة في المرمى الخالي محرزاً هدفاً شبابياً 37. اصاب هدف الداوود لاعبي الاتحاد بالدوار فبعد ان هاجموا بضراوة ووصلوا الى المرمى بحثاً عن الفوز صاروا امام مهمة احراز التعادل، واخذوا يشنون هجمات مركزة عن طريق سليمان الحديثي الذي سبب صداعاً مزمناً لمدافعي الشباب. وبرغم هجمات الاتحاد الا ان الشباب بدأ يفرض سيطرته على وسط الملعب واخذ لاعبوه يهددون مرماه بهجمات منظمة يقوم على تجهيز اخطرها بدر حجي، وسدد السبيعي كرة قوية مرت اعلى المرمى 40، واتبعه مرزوق العتيبي بكرة مماثلة 43. ومع بداية الحصة الثانية جدد ديمتري حيوية الفريق فاستعان بالمغربي بهجا مكان الحديثي واشراك خالد الشمراني صاحب النزعة الهجومية بدلا من فهد الخطيب المكلف دوراً دفاعياً، ومنح قراره تفوقاً هجومياً. واستهل بهجا جهوده بالانفراد بحارس المرمى لكن زميله داليان قطع عليه الطريق وسدد بدلاً منه خارج المرمى 52، ورد الشيحان بتسديدة خطيرة لم يكتب لها النجاح 55، وانفرد بهجا بالمرمى لكن الحارس المقرن اجهض محاولته 60، وتعملق حارس الاتحاد حسين الصادق وتصدى للعتيبي المنفرد 61. وشهدت احداث اللقاء تغييراً جذرياً في خط الوسط بعدما خرج بدر حجي واشترك مكانه سعيد العويران فتنفس مدرب الاتحاد الصعداء لانه أمن مخاطر التموين المتقن لمهاجمي الشباب وهو الدور الذي لعبه حجي ببراعة طوال فترة وجوده في الملعب 74... ثم كانت الدقيقة 81 عندما تمكن حمزة ادريس من استغلال حال الفوضى التي صنعتها كرة بهجا بمدافعي الشباب وحارسهم، وادرك التعادل، وسدد ادريس رأسية متقنة نحو المرمى 86، ونفذ بهجا محاولة كانت اقرب الى النجاح لولا تسرعه 88، واقتحم بهجا المنطقة و"هز وسطه" وتخطى الدفاع وسدد من تحت يد المقرن محرزاً هدف الخلاص الاتحادي في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع.