"مشروع عملاق تدخل به مصر القرن المقبل" هذا هو الوصف الذي اختاره الرئيس حسني مبارك للتعبير عن اعتزازه بمشروع قطار الانفاق مترو عندما افتتح، قبل اسابيع، مرحلة جديدة من توسعات المشروع المرحلة قبل الاخيرة في الخط الثاني الذي تتجاوز كلفته نحو 4.3 بليون دولار ويموّل محلياً في الجانب الاكبر منه، اضافة إلى مساهمات اجنبية محدودة تتعلق بتصميم المشروع وتوفير متطلباته من التكنولوجيا المتقدمة. وتمتد شبكة المترو التي تعتبر المشروع الرئيسي لتطوير خدمات النقل العام في القاهرة على طول 59 كيلومتراً، لتخدم نحو 4 ملايين مواطن يومياً على جانبي خطوطه التي تربط محافظات اقليم القاهرة الكبرى الثلاث، القليوبية في الشمال والجيزة في الجنوبوالقاهرة في الوسط، عبر شبكة من الانفاق تمتد اسفل منطقة وسط العاصمة المزدحمة وتعبر نهر النيل بفرعيه. ويذكّر خبراء بأن انجاز هذا المشروع، الذي يعتبر أحد أكثر مشاريع الأنفاق طموحاً في الدول النامي، كان المخرج الوحيد من أزمة اختناقات المرور المزمنة في العاصمة، التي يتجاوز سكانها 12 مليون شخص ويجري في شوارعها ما يزيد على 7.1 مليون سيارة يومياً. وتمثل التوسعات الجديدة المرحلة الثالثة في الخط الثاني بطول خمسة كيلومترات من محطة السادات في ضاحية التحرير الى جامعة القاهرة مروراً بأسفل نهر النيل ليربط محافظاتالقاهرة والجيزة والقليوبية بخط واحد للمترو. ويتكامل هذا الخط الذي يمتد 19 كيلومتراً مع خط لمترو انفاق القاهرة بدأ العمل به قبل 11 عاماً ليربط بين ضاحية حلوان الاصطناعية في اقصى جنوبالقاهرة وضاحية المرج في اقصى شمالها الشرقي بطول 43 كيلومتراً. ومن المقرر أن يستكمل المشروع بمرحلة ثالثة تربط منطقة الدراسة ذات الطابع التاريخي الاسلامي في شرق القاهرة بمنطقة امبابة في اقصى الغرب عبر نفق آخر يعبر اسفل نهر النيل. ويتيح استكمال هذه الشبكة الهائلة ربط شبكة سكة حديد الوجه القبلي في جنوب مصر بشبكة خطوط دلتا الوجه البحري في شمال مصر من دون اضطرار القطارات العاملة على هذه الخطوط إلى اجتياز قلب العاصمة ما يعني تخفيف عبء ثقيل تنوء به القاهرة حالياً. ولا تقتصر اهمية الشبكة على تخفيف اعباء الاختناقات المرورية في العاصمة، وانما يعلق سكان القاهرة آمالاً على استكمال هذا المشروع لحمايتهم من معدلات التلوث العالية في المدينة عبر تخفيف اعداد آلاف السيارات والمركبات التي تلقي سمومها في سماء العاصمة. وصادفت هذه الرغبة سعياً حكومياً في الاتجاه نفسه عبر التوسع في تخصيص مساحات انتظار للسيارات بجوار محطات المترو مع ربط هذه المحطات بشبكة باصات دائرية تنقل ركاب المترو إلى مناطق سكنهم أو عملهم ما يتيح في النهاية خفض اعداد السيارات المندفعة في شوارع العاصمة. اما محطات المترو نفسها سواء تلك التي تختفي تحت الارض او التي تظهر فوقها، تشهد نظاماً صارماً للحفاظ على نظافتها ومرافقها، الامر الذي يجعل سكان القاهرة يأملون بأن تنتقل هذه العدوى الجيدة مستقبلاً الى شوارعها ومرافقها ما دامت نجحت في خطوط المترو على مدى الاعوام الماضية.