أثار التصريح الذي أدلى به رئيس شركة "ديملر - بنز" الألمانية لصناعة السيارات يورغن شريمب، عن عزمه وقف تمويل المصنع الذي ينتج سيارات "سمارت" في منطقة موزيل الفرنسية، إذا لم تشهد المبيعات تحسناً ملموساً في غضون أشهر، صدمة الممولين والعاملين في المصنع البالغ عددهم 1800 شخص. وقال شريمب في تصريح نقلته الصحف الألمانية أمس إنه إذا لم تحقق "سمارت" تقدماً في حجم مبيعاتها يتجاوز 80 ألف سيارة بحلول نهاية سنة 1999، فإن شركته ستتوقف عن تمويل انتاج هذا النوع من السيارات الذي بدأ منتصف عام 1998. وكان يتوقع أن يبلغ حجم المبيعات نحو 220 ألف سيارة في غضون سنة، إلا أن مبيعات "سمارت" لم تتجاوز 60 ألف سيارة حتى الآن. ويذكر ان مشروع "سمارت" بدأ عبر شراكة بين "ديملر - بنز" و"مجموعة سواتش" السويسرية للساعات. لكن الأخيرة فضلت التخلي عن مساهمتها في المشروع التي بلغت 19 في المئة. واعتبرت سيارة "سمارت" لدى اطلاقها بأنها غير آمنة ومرتفعة السعر. وعلى رغم التعديلات التقنية التي ادخلت عليها وخفض سعرها، إلا أنها لم تنجح في تحقيق الرواج الذي توقعه مصمموها، على رغم الحملة الاعلانية التي رافقت اطلاقها. وقدرت "ديملر - بنز" الكلفة التي تترتب عليها في حال إقدامها على اغلاق مصنع موزيل، الذي كان افتتح بحضور الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني السابق هلموت كول، بنحو 10 بلايين فرنك فرنسي. وفاجأ هذا الموقف الألماني المسؤولين الفرنسيين المحليين في موزيل الذين ساهموا بمبلغ مقداره 450 مليون فرنك في انشاء مصنع "سمارت". كما فاجأ العاملين فيه الذين كانوا يتوقعون من "ديملر - بنز" المزيد من الدعم، خصوصاً أنها انفقت حتى الآن ما قيمته 8 بلايين فرنك في إطار المشروع. وتفيد الاحصاءات المتوافرة لدى النقابيين المحليين أنه في حال عدم نجاح "سمارت" في تحسين مبيعاتها ونفذت الشركة الألمانية تهديدها بوقف التمويل، فإن هذا القرار سيؤثر على المستوى العام للبطالة في فرنسا الذي انخفض بنسبة 15.1 في المئة أخيراً، نتيجة الوظائف التي أمنها المشروع في مصنع موزيل وفي المصانع الأخرى التي تنتج قطعاً للسيارات.