يصعب ان تذكر الصناعة أو القطاع الخاص في اليمن من دون ان تذكر مجموعة "شركات هائل سعيد انعم وشركاه"، فهي الأولى من دون منازع في مجال الصناعة والتجارة وتمتلك نحو 22 شركة متنوعة النشاط داخل اليمن وخارجه، وتوظف نحو 12 ألف عامل وفني 98 في المئة منهم يمنيون. ويقول عضو مجلس الادارة الحاج عبدالواسع هائل سعيد ان نشاط المجموعة يعود الى عام 1938 عندما بدأ مؤسسها المرحوم الحاج هائل سعيد واخوانه في مزاولة نشاط تجاري محدود في عدن. ومع حلول عام 1950 كانت المؤسسة تتبوأ مركزاً متقدماً في الأعمال التجارية على مستوى اليمن كلها. وفي مطلع السبعينات بدأت المؤسسة في بناء الشركات الصناعية، واستطاعت ان تقود العمل في مجال الانتاج عبر نقاط تحول مهمة حققت للصناعة اليمنية هيكلاً متكاملاً يتميز بالقوة والتطور المستمر. كما دخلت المجموعة مجال التنمية الزراعية والحيوانية، فأنشأت المزارع لإنتاج الحبوب والخضر والفواكهة وتربية الماشية مستخدمة في ذلك الأساليب الحديثة في الزراعة والري. وأضاف الحاج هائل: "في اطار هذا التطور الكبير أسست المجموعة ادارة صناعية لمساعدة الشركات الصناعية في التخطيط وتصميم النظم وتطوير الانشطة الادارية والمالية والفنية والتسويقية. وفي مطلع السبعينات وسعت المجموعة أعمالها خارج اليمن من خلال أنشطة ومكاتب في الشرقين الأوسط والأقصى وأوروبا". وذكر ان 29 عاماً من نشاط المجموعة الصناعي "حفل بالمشاريع الرائدة في اليمن والتي أوجدت مجالات واسعة لامتصاص جزء من البطالة وحققت أفضل المردودات الاقتصادية للدولة عبر رفد موازنتها ببلايين الريالات. كما تمكنت المجموعة من احلال المنتجات الوطنية بدلاً من تلك المستوردة. وأصبحت منتجاتها خير سفير لليمن في الاسواق الخارجية. وهذا يفرض بلا شك الاخذ بأسباب تنمية القطاع الصناعي وتوفير مناخ مناسب لتحريك آلية الاستثمار. وأكد عضو مجلس الادارة "ان اليمن بلد غني بثرواته الطبيعية المتنوعة والفرص فيه متعددة للاستثمار لكنه بحاجة الى العديد من المشاريع التي تلبي حاجات المواطن وتهيئة المناخات للراغبين في العمل". وأعرب عن اعتقاده بأن من أهم وسائل تشجيع القطاع الصناعي اليمني ايجاد البنية التحتية التي تساعده في توفير المواد الخام من الداخل وتوسيع قاعدة التبادل التجاري مع الدول العربية والصديقة. وطالب الحاج عبدالواسع هائل وهو ايضاً عضو في مجلس النواب الحكومة بمكافحة التهريب الذي يهدر بلايين الريالات ويقدم الى السوق اليمنية سلعاً مغشوشة تضر بصحة الانسان والبيئة ويضع الصناعة الوطنية في موقف لا تحسد عليه ازاء المنافسة الاجنبية غير العادلة. واشاد بالخطوات التي اتخذتها الحكومة أخيراً لتفعيل مكافحة التهريب، لكنه رأى أنها لا تزال في بداية الطريق. واكد ان الصناعيين في اليمن "لا يخشون المنافسة الخارجية فهم واثقون من جودة منتجاتهم وقدرتها على المنافسة بل يطالبون بتوفير الظروف المتكافئة في العمل خصوصاً أنهم يعانون من تعدد أنواع الرسوم والضرائب على المواد الخام والانتاج والاستهلاك". يذكر ان لدى "مجموعة هائل سعيد انعم وشركاه" شركات في صناعة الحلويات والبسكويت بأنواعها والعصائر والزيوت وأنواع السمن والاسفنج ومواد التغليف والمواد الغذائية ومنتجات الألبان. وحصلت سبع شركات من المجموعة على شهادة الجودة العالمية أيزو 9002 وتخطط بقية الشركات للحصول عليها. كما تمتلك المجموعة شركات تجارية للتسويق التجاري والملاحة البحرية والتأمين والسفريات تعمل جنباً الى جنب مع شقيقاتها في مجال الصناعة. وبدأت المجموعة في تنفيذ سلسلة من المشاريع الكبيرة في مختلف محافظات اليمن أهمها فندق خمس نجوم في مدينة تعز وضع حجر الاساس له الرئيس علي عبدالله صالح ومستشفى كبير متخصص بكلفة اجمالية تزيد عن 40 مليون دولار. كما تعمل حالياً في انشاء صوامع غلال ومطاحن في المنطقة الحرة في عدن بتكلفة 45 مليون دولار. وأنشأت المجموعة مجمعاً صناعياً في حضرموت افتتحه الرئيس اليمني العام الماضي، كما تدرس اقامة مشروع كبير لانتاج الاسمنت في الحديدة على البحر الأحمر كلفته 45 مليون دولار سيهتم الى جانب تأمين الطلب المحلي بتصدير الفائض الى الاسواق المجاورة في شرق افريقيا. وتعمل المجموعة في مصر والسعودية وبريطانيا وماليزيا واندونيسيا واثيوبيا ولديها شركات مصنعة في هذه الدول فضلاً عن مكاتب للاستيراد والتصدير. وقال الحاج عبدالواسع هائل: "ان النشاط الاقتصادي لا يمكن ان يتجرد من القيم النبيلة لذا أفردت المجموعة قطاعات خاصة لإدارة العمل الخيري والصحي والاجتماعي فأسست الجمعية الخيرية عام 1971 التي تقدم خدمات اجتماعية وصحية متكاملة. كما أسست عام 1996 مؤسسة السعيد للثقافة والعلوم التي منحت لمدة عامين جائزة المرحوم هائل سعيد أنعم في مختلف فروع العلم والمعرفة وقيمتها ستة ملايين ريال". ويقام احتفال سنوي في 23 نيسان ابريل في ذكرى وفاة مؤسس المجموعة لتوزيع الجوائز على الفائزين، ويحضر الاحتفال مسؤولون وشخصيات فكرية واعلامية وثقافية في اليمن. وتركز "مجموعة هائل سعيد انعم وشركاه" على أعمال التأهيل والتدريب وتطوير القدرات وأنشأت لهذه الغاية مركزاً للتدريب الفني والاداري الذي يعد ورشة ميدانية للكوادر واكتساب الخبرات والمعارف من خلال الدورات المستمرة. وتملك المجموعة وكالة خاصة للاعلان تعتبر الأقدم والأعرق في اليمن وهي "وكالة ماس للاعلان" التي يقودها فريق من الفنيين والمصممين.