نعت المملكة العربية السعودية المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي توفي أمس اثر أزمة قلبية قبل وصوله الى مستشفى القوات المسلحة في منطقة الهدا التابعة لمدينة الطائف. راجع ص2 و3 وجاء في بيان صدر عن الديوان الملكي أن الصلاة على جثمان ابن باز حاضراً ستكون في الحرم المكي الشريف بعد صلاة الجمعة، بحضور ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، بينما تقام صلاة الغائب في المسجد النبوي الشريف وكل مساجد المملكة. وتضمن البيان تعزية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وولي العهد، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز "لأسرة الفقيد والشعب السعودي والعالم الإسلامي". وأوضح ان وفاة ابن باز خسارة كبيرة للمسلمين، إذ "فقدوا بفقده عالماً جليلاً كرس كل حياته في سبيل العلم وخدمة الاسلام والمسلمين على اختلاف أوطانهم في أنحاء المعمورة". وبعد إعلان النبأ توافد تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز وطلبة العلم في أنحاء المملكة إلى مكةالمكرمة للصلاة على جثمانه والمشاركة في تشييعه في مكةالمكرمة. وكان الشيخ ابن باز يقيم في الفترة الأخيرة من حياته في مدينة الطائف، ويراجع مستشفى القوات المسلحة لتلقي العلاج من سرطان المريء الذي أصيب به قبل أشهر، ودخل آنذاك مستشفى الملك فيصل التخصصي لبضعة أيام. وكان غادر المستشفى قبل وفاته بيوم بعدما أمضى فيه أياماً لاحساسه بآلام في البطن. وذكرت مصادر طبية اتصلت بها "الحياة" أن الفقيد عانى في الأشهر الماضية من تفشي السرطان في الأمعاء وباقي الجهاز الهضمي. وعانى الشيخ ابن باز، 89 عاماً صعوبات صحية أخرى في السنوات الأخيرة، منها آلام في الركبتين وضعف في القلب، ضاعف خطورتها عدم ركونه إلى الراحة ومواصلته العمل ومتابعة أحوال الناس حتى آخر لحظة. وذكر مستشاره الدكتور محمد الشويعر أنه بعد خروجه من المستشفى التخصصي صباحاً ذهب إلى المكتب مباشرة وتابع أعماله. وعرِف الشيخ ابن باز بجهوده الدعوية المتواصلة ودأبه في تصحيح المخالفات، وسماحته في التعامل مع قضايا الناس، وحرصه على الدرس في كل وقت منذ كان قاضياً في الخرج قبل أكثر من أربعين سنة. وخاض مناقشات حول قضايا دينية، وكان رفيقاً بمخالفيه، يخصص يومه بالكامل للفتاوى والدرس والصلوات، وحظي باحترام العلماء المسلمين في الدول الإسلامية.