من شبه المستحيل اجراء مقابلة معه، بل من الصعب الوصول حتى الى سكرتيرته لمعرفة أفضل الطرق لطرح بعض الأسئلة عليه: انه نقولا حايك، اللبناني الأصل، منقذ صناعة الساعات في سويسرا، والذي أعاد صوت "التكتكة" الى ساعاتها كما وصفه فيلم وثائقي عنه في ال"بي.بي.سي" قبل بضعة أعوام. لكن شكوكي بأنه يتفادى الصحافة خصوصاً العربية تبددت بعض الشيء عندما تقدمت اليه في مناسبة "يوم اوميغا" التي تملكها مجموعته بالإضافة الى ماركات عالمية أخرى في "بازل 99"، عارضاً بطاقتي الشخصية وكتاب رائد الفضاء الاميركي جين سيرنان لكي يوقعه. فكتب حايك: "مع أطيب التمنيات... ومع الاعتزاز بالإرث المشترك". معلوم ان حايك الذي يرأس "مجموعة سواتش" اكبر مصنع لساعات اليد في العالم، ولد عام 1928 في لبنان. وهو احد مؤسسي "مجموعة سواتش" مقرها في بيين/ سويسرا ورئيس مجلس ادارتها، رئيسها التنفيذي منذ عام 1986. ويعود الفضل لحايك في اخراج صناعة الساعات السويسرية من كبوتها مطلع الثمانينات بعدما هندس عملية الدمج بين مجموعتي صناعة الساعات SSIH وASUAG من اكبر مصانع الساعات في العالم آنذاك لتفادي تصفيتهما. وكانت المجموعتان تملكان بعض أهم الماركات مثل "أوميغا" و"تيسو" وغيرهما. وكُلف حايك الذي كان في ذلك الوقت رئيساً ل"حايك انجنيرنغ"، مهمة تقويم فرص بقاء المجموعتين اللتين عانتا من غزو الساعات اليابانية الرخيصة في السبعينات ومطلع الثمانينات. وعلى رغم ان معظم المصارف قدر بأن فرص بقاء المجموعتين ضئيلة، الا ان الاجراءات التي اقترحها حايك نجحت في احيائهما عن طريق دمجهما واطلاق ساعة رخيصة ذات جودة عالية وتصاميم فنية جذبت الشباب وسميت "سواتش". وتولى حايك رئاسة المجموعة الجديدة التي عرفت منذ عام 1986 وحتى 1998 باسم "اس ام اتش" الى ان غيرت اسمها الى "مجموعة سواتش" عام 1998. واحتلت "مجموعة سواتش" في معرض "بازل 99" للساعات وساعات اليد والمجوهرات، مركز الصدارة في الصالة الجديدة للساعات. وتعتبر المجموعة حالياً أكبر مصنع لساعات اليد في العالم، وتمثل مبيعاتها بين 22 و25 في المئة من اجمالي المبيعات في العالم. وانتجت عام 1998 نحو 119 مليون ساعة أو جزء لتحويل الحركة، فيما تبلغ مبيعاتها السنوية نحو 3.2 بليون فرنك سويسري نحو 2.13 بليون دولار اميركي. وأضافة الى صنع الساعات، فإن نشاط "سواتش" يشمل الأبحاث وتطوير التكنولوجيات الحديثة. كما انها تنشط في قطاع الخدمات الذي يشمل قياس الوقت في معظم الألعاب الأولمبية وأحداث رياضية عالمية اخرى. ومن نشاطاتها المتعددة ايضاً مشروع وضعته مع "مرسيدس بنز" الالمانية لصنع سيارة صديقة للبيئة عام 1994، نجم عنه انتاج سيارة "سمارت" في تموز يوليو 1998. لكن التعاون مع "مرسيدس" توقف في تشرين الثاني نوفمبر من العام نفسه. وتقديراً لخدماته للصناعة السويسرية، حاز حايك ألقاباً فخرية عدة، فيما عينته اكثر من دولة أوروبية خصوصاً المانيا وفرنسا في مناصب استشارية أو علمية. وقدمت مجموعة "سواتش" في "بازل 99" منتجات وموديلات عدة بينها "أوميغا دوفيل" المزودة بحركة "COAXIAL" الثورية الجديدة و"أوميغا سبيدماستر". وشارك في التقديم رائد الفضاء الاميركي الكابتن جين سيرنان الذي وقع كتابه: "آخر رجل على القمر" ولاعبة التنس العالمية مارتينا هينغس. ومن المنتجات المحدودة العدد، طرحت الشركة مثلاً لمناسبة الذكرى ال30 للهبوط على القمر مجموعة من 9999 ساعة كرونوغراف "سبيد ماستر" مدموغة من الخلف بشعار مهمة "ابولو 11" مع الكلمات الأولى التي تفوه بها نيل ارمسترونغ، أول رجل يهبط على القمر: "... لقد حط النسر".