يتساءل الكثيرون من عشاق الرياضة في العالم العربي عن الاسباب الحقيقية وراء عدم وجود مصر، ام الدنيا كما يقول اهلها، بين دول الصدارة في معظم المسابقات العالمية. ومصر كانت احدى الدول الرائدة في عالم الرياضة وفي مختلف الالعاب منذ بداية القرن الحالي. لكن المتابع لحال الرياضة المصرية والتردي الرهيب في الإدارة والتفرقة المستمرة في المعاملة يعرف جيداً أسباب هذا التراجع والانهيار. وكانت حادثة انسحاب الزمالك امام الاهلي في الدقيقة الرابعة من مباراتهما الاخيرة في الدوري المصري لكرة القدم محط دهشة وسخط عشاق الرياضة على اختلاف ميولهم، وحملت استمراراً جديداً للتدهور الاداري في الاندية والاتحادات. وقبل ان ينسى أحد تلك الواقعة جاءت احداث كرة اليد لتثير اشجان الجميع حزناً على ضياع العدالة وانتشار التفرقة المقيتة في التعامل بين الاطراف. الواقعة كانت وببساطة ان سبعة من لاعبي منتخب مصر الاول لكرة اليد خرجوا من الفندق عقب مباراتهم الرسمية ضد تركيا لتناول العشاء، وعادوا في ساعة متأخرة وقرر الجهاز الفني وقفهم وحرمانهم من اللعب في اليوم التالي ضد اليونان. غضب خمسة من هؤلاء اللاعبين وقرروا الرد على تلك العقوبة بتقديم اعتذار جماعي عن عدم الاستمرار مع المنتخب وعدم المشاركة في بطولة العالم المقبلة في مصر، ووقعوا مذكرة الاعتذار وغادروا الفندق عائدين الى منازلهم من دون الحصول على إذن. وعلى الفور قرر اتحاد اللعبة إحالة اللاعبين الخمسة الى التحقيق، وانتظر الرأي العام تحقيقاً عادلاً وعقوبات متساوية للنجوم ايمن صلاح وحسام غريب وأحمد العطار ومحمد الروبي ومحمود حسين. لكن المفاجأة كانت في الخطوات التي اتخذها الاتحاد، حيث ادعى مدرب الفريق كريم مراد انه اعطى لمحمود حسين إذناً لمغادرة الفندق لزيارة والدته المريضة، فقرر الاتحاد منحه البراءة الكاملة بهذه الحجة. وهو امر غير صادق على الإطلاق، لكن حاجة الاتحاد والمنتخب الى اللاعب كانت وراء "الكذبة الكبيرة". وحاجة المنتخب الى اللاعبين احمد العطار ومحمد الروبي دفعت الاتحاد الى اتخاذ عقوبة مالية فقط عليهما مع إعادتهما الى المنتخب. واخيراً، لم يكن الاتحاد والمنتخب في حاجة الى النجمين المخضرمين أيمن صلاح وحسام غريب العائدين الى الفريق بعد غيبة طويلة، ولذلك لم يتورع عن ابعادهما عن المنتخب ووقفهما واستمرار التحقيق معهما. منتهى الظلم في التفرقة بين خمسة اشخاص ارتكبوا الخطأ ذاته، الامر الذي ينذر باكراً بمستقبل غير مطمئن للمنتخب المصري في بطولة العالم التي ينظمها على ملاعبه في حزيران يونيو المقبل. ويتساءلون. لماذا تخسر مصر؟