وصفت السفارة الايرانية لدى السعودية الزيارة التي سيقوم بها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز بأنها "تاريخية". وأكدت ان الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي سيزور السعودية قريباً، خلافاً لأنباء ذكرت ان خاتمي الغى زيارته الى السعودية. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة أن الأمير سلطان سيبدأ زيارته في السادس من آيار مايو المقبل، وأن زيارة خاتمي ستكون بعد ذلك التاريخ بأسابيع. وقالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" أن "اتفاقات مهمة ستوقع بين الرياض وطهران خلال الزيارتين، وستساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات السياسية والعسكرية بين البلدين". وعلقت السفارة على الزيارة موضحة ان ايران "تتطلع الى العلاقات الأخوية القائمة بين أبناء هذه المنطقة الحساسة الاستراتيجية - حكومات وشعوباً - لتدخل مرحلة جديدة تشهد خلالها تطوراً عميقاً تاريخياً مرة أخرى. واذا كان أبناء المنطقة مازالوا يتنعمون ويبتهجون بثمرات ماشهدوا من قبل من زيارات متبادلة بين كبار المسؤولين الايرانيين والسعوديين محتفظين بحلاوة ذكراها في خواطرهم، فان زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام بالمملكة العربية السعودية الى الجمهورية الاسلامية الايرانية، تأتي لتملأ قلوب مسلمي المنطقة بمزيد من الفرح والابتهاج، وتزيد الروابط الاخوية المتينة التي تربط بين شاطئي الخليج متانة ووثوقاً، وتمهد الأجواء أمام حكومات المنطقة من أجل الاستخدام الأمثل للثروات الكبيرة التي وهبها الله تعالى لشعوبها". وأكدت السفارة الايرانية ان الزيارة تأتي "في ظل الظروف الحساسة الراهنة التي تسود المنطقة، وفي هذا الوقت الذي أصبح العالم الاسلامي بحاجة الى وحدة أبنائه وتضامنهم المطرد". واعتبرت انها تدل على "التوجه الواضح للحكومتين المقتدرتين والمؤثرتين في الساحة الاسلامية والوسط الاقليمي والعزيمة الراسخة لديهما على تعزيز الأخوة والوداد وحسن الجوار والاستخدام الأمثل للطاقات الضخمة المتاحة لدى البلدين لخدمة مصالح شعوب المنطقة والشعوب المحبة للسلام في العالم". وزاد البيان الايراني:"ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، انطلاقا من معرفتها التامة بمايتمتع به سموالأمير سلطان من مكانة متميزة على الصعد الوطنية والاقليمية والدولية، وعلى ضوء ماتعهده من سموه من مواقف حكيمة سواء فى المسائل الثنائية أو الاقليمية أو الدولية، وما لدى سموه من خبره قوية وحنكة فائقة فى القضايا الدولية، فقد استعدت لاستقبال ضيفها الغالي و أعدت برامج موسعة دقيقة لهذه الزيارة، ولاشك أن هذه الزيارة المباركة سوف تساعد البلدين - ان شاء الله - على استكمال مسار تطوير علاقاتهما الأخوية بأفضل وجه ممكن، واتخاذ الخطوات الأساسية لتأطير هذه العلاقات بجميع جوانبها فى أطر نظامية متينة سيما فى مجال التعاون العسكري الأمني الواسع النطاق، الذي أصبحت منطقتنا في أمس الحاجة اليه، حتى يفتح الجانبان بذلك صفحة جديدة فى تعزيز العلاقات الودية على صعيد المنطقة". واعتبر البيان أن "تاريخ الشعوب المسلمة فى المنطقة يتطلع الى تسجيل منعطف رائع مبارك من خلال الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس سيد محمد خاتمي الى المملكة العربية السعودية فى مستقبل غير بعيد، لتوفر أجواء ملائمة لنشر روح الاخاء والثقة المتبادلة، بشكل يؤدي الى ابعاد المنطقة من حالات التوتر والأزمات المضرة للجميع والتجارب المرة الماضية، والقضاء على بعض مايشاهد حالياً من هواجس مقلقة وأحداث غير مرغوب فيها". وأشارت السفارة الاىرانية في الرياض الى أن "ما يتوقع ابرامه خلال زيارة الأمير سلطان لطهران من اتفاقات مفيدة في مختلف الجوانب والمجالات، يبعث على الأمل بأن تتوفر عناصر الرقي والتقدم والعز والرفعة لجميع الشعوب المسلمة فى المنطقة فى ظل الاستقرار الاقليمي بعيداً عن تواجد القوى الأجنبية".