أكد مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية امس ان النظام العراقي يعاني من "التفتت الداخلي" وان العد التنازلي بدأ فعلياً لانهياره النهائي، فيما توقعت مصادر اميركية اخرى إطاحة النظام العراقي قبل نهاية هذه السنة. وقال المسؤول ل"الحياة" على هامش اجتماع في لندن شاركت فيه 11 حركة عراقية معارضة لنظام الرئيس العراقي صدام حسين، إنه "لم يعد هناك كثير من الوقت،" وانه "من الضروري تحقيق حد معقول من التضامن والاجماع بين الفصائل العراقية المعارضة في اسرع وقت للنهوض بمسؤوليات تمثيل الشعب العراقي بمختلف انتماءاته وتوجهاته السياسية في المرحلة القادمة". وقال فرانك ريتشياردوني، المكلف ملف المعارضة العراقية في وزارة الخارجية الاميركية، ان هناك "ارادة سياسية جديدة" لدى الولاياتالمتحدة لإحداث التغيير في العراق، وان هناك ايضا "حساً اكبر بضرورة الاسراع في ذلك". وأوضح في خطاب ألقاه في الجلسة الافتتاحية لاجتماع فصائل المعارضة، ان التحضيرات للمستقبل العراقي "ما زالت ناقصة وان الوقت المتوافر لاستكمالها يقصر باستمرار". ودعا ريتشياردوني الى "توحيد وتوسيع قاعدة" المعارضة العراقية، مشيراً الى ضرورة التمهيد سياسياً لمرحلة ما بعد إطاحة النظام العراقي جنباً الى جنب مع العمل لاسقاط النظام الحاكم. واضاف ان المعارضة العراقية والقوى التي تدعمها بما فيها الولاياتالمتحدة "يجب عليها ان تفعل كل ما في وسعها بما تبقى من وقت لضمان ان يكون التغيير ملبياً لآمال كل العراقيين بالسلام والحرية والديموقراطية". وجدد ريتشياردوني، في الاجتماع الذي عقد في فندق في وندسور كان مقراً للرئيس الفرنسي شارل ديغول عندما كان يقود المقاومة الفرنسية لتحرير بلاده، دعم الولاياتالمتحدة للمعارضة العراقية، مؤكداً على ان بلاده ستدعمها "اليوم وغداً، بل ايضا بعد ان تعودوا الى بغداد والموصل وكركوك والبصرة والرمادي، والى الجبال والسهول وكل انحاء العراق من زاخو الى الفاو". وقال رئيس المجلس التنفيذي للمؤتمر الوطني العراقي الدكتور احمد الجلبي ل"الحياة" ان واشنطن "وفرت فرصة تاريخية" من خلال انجاز قانون تحرير العراق، وان امام المؤتمر الوطني فرصة لإعلان الوحدة والبدء بتنفيذ عمل جماعي يستهدف تحقيق طموحات وآمال الشعب العراقي. وبحث اعضاء "المؤتم" المشاركون في اجتماع امس فكرة تشكيل حكومة انتقالية في شمال العراق وجنوبه، كما سيناقشون، إجراء انتخابات للجمعية الوطنية تمهيداً لاختيار قيادة واعضاء المجلس التنفيذي. وفي كلمة مشتركة قرئت على اجتماع المعارضة امس، قال عضو مجلس الشيوخ الاميركي جيسي هيلمز، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية، وعضو مجلس النواب بنجامين غيلمان، رئيس لجنة العلاقات الدولية في المجلس، انه من الضروري ان تسارع المعارضة العراقية الى التوحد للحصول على دعم العراقيين وتطوير خطة لمستقبل العراق يمكن للولايات المتحدة ان تدعمها. وطالب عضوا الكونغرس بتجاوز الخلافات الجانبية الشخصية وغير الشخصية بين فصائل المعارضة.