قليلة هي الاسماء الشهيرة التي تأكد انتقالها من ناد اوروبي الى آخر مطلع الموسم المقبل، كالانكليزي ستيف ماكمانمان الذي سيترك ليفربول الى ريال مدريد والفنلندي ياري ليتمانن الذي سيغادر اياكس الى برشلونة والاوكراني اندري تشفتشينكو الذي سيلعب مع ميلان بعدما ترعرع في دينامو كييف والالماني فريدي بوبيتش الذي لن يترك بلاده لكن سينتقل من شتوتغارت الى بوروسيا دورتموند... ونركز على اوروبا باعتبار ان الاحصائيات تقول ان 60 في المئة من موازنة كرة القدم العالمية التي تقدر بنحو 20 بليون دولار تملكها خمس دول من القارة العجوز هي انكلترا وايطاليا والمانياواسبانياوفرنسا... وليس هناك معايير للسيطرة على قيمة انتقالات اللاعبين، وهي تخضع لقانون واحد هو قانون الاكثر ثراء... ومنذ قانون بوسمان 1996 الذي كفل حرية انتقال اللاعبين بين الاندية الاوروبية بدأت الرقام القياسية تتساقط: البرازيلي رونالدو من ايندهوفن الى برشلونة لقاء نحو 17 مليون دولار في تموز يوليو 1996 والانكليزي الن شيرر من بلاكبيرن الى نيوكاسل لقاء 20 مليوناً في الشهر الذي تلاه ورونالدو من برشلونة الى انتر ميلان لقاء نحو 31 مليوناً في تموز 1997 والبرازيلي دينيلسون من ساو باولو الى بيتيس لقاء 34 مليون دولار الصيف الماضي... من ترى سيكون صاحب الرقم القياسي الجديد؟ السقف سيُخترق بالتأكيد، مع التذكير بأن هناك بنوداً خرافية في فقرات عدد من لاعبي اسبانيا. مثلاً لا يقدر ماكمانمان على ترك ريال مدريد قبل نهاية عقده الا اذا دفع او اذا دفع ناد آخر يريد ان يضمه الى صفوفه 100 مليون دولار، ورفع ريال القيمة الى 150 مليوناً بالنسبة الى البرازيلي روبرتو كارلوس. اما انتقال دينيلسون قبل نهاية عقده فيعني دفع 450 مليون دولار لبيتيس. ومن الاندية التي تريد ان تغير جلد لاعبيها هناك ريال مدريد الذي يتمسك ب 4 لاعبين لا يمكن المس بهم هم روبرتو كارلوس وهييرو وراوول والهولندي سيدورف. اما الآخرون فبامكانهم الرحيل لان المدرب الويلزي جون توشاك، وهو الرابع في هذا المنصب خلال 3 سنوات، يريد ان يشكل فريقاً جديداً. عموماً ، فان لائحة ابرز المرشحين لمغادرة انديتهم مع نهاية الموسم الحالي بعد اسابيع قليلة هم: المغربي مصطفى حجي 28 عاماً: لاعب وسط ديبورتيفو كورونيا الاسباني. متعاقد حتى العام 2002 وثمنه الحالي نحو 5 ملايين دولار ولعب في الماضي مع فريق الدرجة الثانية الفرنسي نانسي لا يزال شقيقه يوسف في الفريق ثم في البرتغال قبل ان ينتقل الى اسبانيا. افضل لاعب افريقي لعام 1998، ولم يخف رغبته في العودة الى فرنسا. سريع وفعال ويصلح كمهاجم. الالماني توماس هيلمر 33 عاماً. سيصبح حراً في نهاية الموسم بعد سنوات طويلة امضاها في الدفاع مع بايرن ميونيخ. كان يأمل بان يبقى في بايرن ويعتزل في صفوفه لكنه عدل عن قراره عندما عين اوتمار هيتسفيلد مدرباً للفريق مطلع الموسم، وهذا الاخير لم ينس كيف تخلى عنه هيلمر عندما كان مدرباً لدورتموند عام 1992. ولن يدفع المهتمون مبلغاً طائلاً لان بايرن لن يتقاضى شيئاً. البرازيلي ماريو جارديل 25 عاماً: ينتهي عقده مع بورتو البرتغالي عام 2003، وثمنه نحو 20 مليون دولار. افضل هداف في البرتغال في الموسمين الماضيين برصيد 30 و26 هدفاً، لم يبرز في منتخب بلاده لانه لم يلعب معه الا 4 مباريات وهو يرى ان فرصته ستصبح اوفر لو لعب لناد اسباني او ايطالي او انكليزي. الارجنتيني كلاوديو لوبيز 24 عاماً: مع فالنسيا الاسباني حتى 2002. ثمنه نحو 25 مليون دولار. من افضل الهدافين في الملاعب الاسبانية وقد هز شباك برشلونة الشهير 7 مرات في المباريات الاربع الاخيرة بين الفريقين، ولا يستبعد ان يكون من نصيب برشلونة او ريال مدريد او حتى يوفنتوس او فيورنتنيا او انتر ميلان. اليوغوسلافي بردراغ ميياتوفيتش 30 عاماً: مهاجم ريال مدريد، انضم الى الفريق قبل 3 مواسم لقاء 9 ملايين دولار ويساوي حالياً 13 مليوناً. مرتبط بعقد حتى 2003 ويريد البقاء لكن النادي قد يضطر الى بيعه لانه يريد بناء فريق جديد. الارجنتيني اريل اورتيغا 25 عاماً: مهاجم سمبدوريا الايطالي منذ الصيف الماضي في مقابل 13 مليون دولار بعد موسم واحد في صفوف فالنسيا. مرتبط بعقد ينتهي في 2003 لكنه لم يقدم الكثير في اوروبا ولم يثبت انه مارادونا جديد. ابدى رغبته في العودة الى ناديه الارجنتيني ريفر بلايت لكن لا يبدو الاخير قادراً على دفع المبلغ المرقوم ليضمه مجدداً. الايطالي كريستيان بانوتشي 25 عاماً: مدافع ريال مدريد، مرتبط بعقد حتى 2003 وثمنه نحو 12 مليون دولار، قد يتوجه الى ميلان او انتر ميلان. الارجنتيني فرناندو ريدوندو 29 عاماً: لاعب وسط ريال مدريد ينتهي عقده في 2002. لاعب وسط متميز لكن الاصابات لاحقته طويلاً. قد يضمه روما او انتر ميلان لقاء 16 مليون دولار لان هناك ارجنتينياً سيخلفه في ريال مدريد هو ايستيبان كامبياسو. الكرواتي دافور سوكر 31 عاماً: مهاجم ريال مدريد ينتهي عقده في 2002 وثمنه نحو 10 ملايين دولار. هداف مونديال 1998 ورجل اعمال ناجح استثمر امواله في المانيا. يفضل البقاء في اسبانيا حتى لو بقي احتياطياً لان صديقته الاسبانية آنا اوبريغون هي من الاجمل في بلادها لكنه يعلم ان رئيس النادي لورنزو سانز مصمم على الاستغناء عنه... قد يتجه الى المانيا للاشراف على اعماله التجارية بعد الاعتزال. التشيلي ايفان زامورانو 32 عاماً: مهاجم انتر ميلان ينتهي عقده صيف 2000 وثمنه نحو 10 ملايين دولار. سيتخلى عنه ناديه في حال ضم الارجنتيني كلاوديو لوبيز. دينيلسون لكن ماذا عن نجوم البرازيل؟ ارتفعت اسهم ريفالدو، نجم برشلونة وحده، واثبت انه صفقة ناجحة منذ ان ضمه ناديه الصيف الماضي لتعويض رونالدو لقاء 31 مليون دولار. والذين حافظوا على مستوياتهم هم الداير وكافو مدافعا روما، وليوناردو لاعب وسط ميلان. والذين انخفضت اسهمهم هم رونالدو انتر ميلان وجيوفاني برشلونة وروبرتو كارلوس ريال مدريد وادموندو فيورنتينا. اما الذي اصبح نسياً منسياً مع انه اغلى لاعب في العالم نحو 40 مليون دولار مع العمولات فهو دينيلسون 20 عاماً! انضم الصيف الماضي الى بيتيس الاسباني قادماً من ساو باولو، وبدل ان يكون نجم الفريق اذا به يصبح احتياطياً. رأى فيه رئيس نادي بيتيس المليونير مانريل رويز لوبيرا لاعب القرن الحادي والعشرين لان استعداده البدني مميز ومهاراته فذة ورواغاته تذكر بمواطنه القديم والشهير غارينشيا. تهافت عليه 11 نادياً اوروبياً وحتى لا ينتقل الى ناد آخر قبل نهاية عقده عام 2008 تم تحديد ثمنه بنحو نصف مليار دولار اي ما يساوي كلفة بناء ملعب فرنسا الذي استضاف مونديال 98. كانت الصفقة عملية جنونية لكنها كانت مجال فخر للاندلسيين. ويبرر دينيلسون فشله باسباب عدة منها كثرة تغيير المدربين في النادي الذي تخلى عن لويس اراغونيس ثم البرتغالي انطونيو دي اوليفيرا والتشيلي فيسنتي كانتاتوري قبل ان يستعين بخافيير كليمنتي. وكل هذا في اقل من موسم واحد... ومع الاخفاقات المتتالية في الدوري وكأس اسبانيا وكأس الاتحاد الاوروبي وجهت اصابع الاتهام خارج الملعب الى المدرب وداخل الملعب الى دينيلسون فاصيب باحباط لم يخرج منه بعد. ومع ذلك لا يزال دينيلسون متمسكاً بالامل ويقول: "لم احضر الى اسبانيا كسائح، ولا يشتهي اي ناد آخر ضمي الى صفوفه لكن سيأتي اليوم الذي سألبي فيه طموح انصار النادي بعد شهر". وبعدما عين كليمنتي مدرباً في الاسابيع الاخيرة، وضع دينيلسون على مقاعد الاحتياطيين، ويقول الاخير: "سيسأل الجمهور البرازيلي بالتأكيد ماذا جئت افعل في بيتيس وانا الذي تنافست على ضمي اندية كبيرة كثيرة من قبل. لن استنكر ولن انتقد وسانتظر دوري فقط مع اعترافي بانني لم اكن جيداً مطلع الموسم". ولم يستسلم دينيلسون فبقي مواظباً الى ان فرض نفسه على مدربه وصار اساسياً لكن من دون ان يصل الى مستواه القديم. وربما يحتاج الى مزيد من الوقت حتى يتأقلم مع العيش في الاندلس تماماً كما حصل للنيجيري فينيدي، لذا فان رئيس النادي يؤكد انه سيكون ركيزة في فريق الموسم المقبل بعدما ضاع كل شيء في الموسم الحالي.