في خطوة تستهدف حماية الصناعات التقليدية المصرية من الاندثار، وإحياء نمط العمارة الاسلامية في طرزها المختلفة، نفذت إحدى الشركات المصرية المتخصصة في مجال الاستثمار العقاري مشروع "خان العزيزية"، والذي يُعد استنساخاً لحي خان الخليلي أحد أشهر أحياء قاهرة المعز الفاطمية، وذلك بنمطه المعماري المملوكي والعثماني، وإحياء كل ما فيه من صناعات يدوية نادرة وتراث مصري قديم أوشك على الاندثار. وخان الخليلي الجديد أو "خان العزيزية" أنشئ على مساحة 23 فداناً في أول طريق مصر - الاسكندرية الصحراوي، على بُعد سبعة كيلومترات فقط من أهرامات الجيزة، وهو أيضاً على مقربة من موقع المتحف المصري الجديد وعدد من أشهر فنادق الخمسة نجوم. المدير الإداري للمشروع المهندس أشرف المسلمي يقول: إن اختيار محافظة الجيزة لتشييد المشروع سببه أنها المحافظة السياحية الأولى في الجمهورية، إذ تحتوي على الأهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع، بالإضافة إلى الفنادق العالمية، والموقع المختار للمتحف المصري الجديد. أما "خان العزيزية" فهو صورة طبق الأصل لحي "خان الخليلي" بنمطه المعماري الذي أوشك على الإندثار نتيجة الطرز المعمارية الحديثة التي شوهت جمال المنطقة التاريخي، في القاهرة القديمة، والتي تعد من أهم المزارات الإسلامية في مصر، كما أن الحرف التقليدية القديمة تواجه الانقراض بسبب عدم الاهتمام بها، مثل: النقش على النحاس، والحفر على الخشب، وصناعة اللوحات المصرية المطرزة أو الخيامية. من جهة أخرى، فإن حي خان الخليلي القديم الموجود في قلب القاهرة، يصعب الوصول إليه نتيجة الزحام الشديد، ما يجعل السائح والمواطن المصري على حد سواء يعيد التفكير غير مرة قبل زيارة هذا الحي المميز. أمان خان العزيزية فيوفر فرصة التسوق من خلال حي تجاري كامل، كما يفوح منه عبق التاريخ، لذلك فإن خان العزيزية لا يعد مجرد مشروع تجاري، بل هو مشروع معماري سياحي في المقام الأول. ويشير المسلمي الى أن خان العزيزية يحوي نماذج للأحياء الشعبية الأصيلة في القاهرة الفاطمية، مثل: الغورية والأزهر والحسين وبين القصرين، بالإضافة إلى نماذج للميادين الرئيسية وبعض المقاهي التي تقدم المشروبات المصرية التقليدية الباردة والساخنة مثل: الكركديه والحلبة والعرقسوس والتمرهندي وحمص الشام والنارجيلة. كما يوجد في الخان مطاعم المشويات على غرار المطاعم الموجودة في الحسين، ومطاعم تقدم الأكلات الشعبية مثل: الكشري والفطير المشلتت والفول والفلافل، كذلك مطاعم الوجبات السريعة، ومحلات المشغولات الذهبية والفضية، وجلاليب كرداسة المشهورة ومحلات العطارة والبخور. والمباني المشيدة هناك تعلوها القباب والمشربيات والزخارف الإسلامية والبوابات الخشبية ذات التكوينات الهندسية الرائعة، بالإضافة إلى استخدام "المشكاوات" في الإنارة. كما تم تنفيذ نماذج لأبواب القاهرة القديمة: الفتوح والمتولي وباب زويلة. والحي التجاري في الخان يتكون من مجموعات من المباني لا يزيد ارتفاعها على دورين ما يناسب العمارة الإسلامية. والمجموعة الواحدة تتكون من 20 محلاً مساحة كل منه 40 متراً مربعة مقسمة على طابقين. ويبلغ عدد المحلات في الخان نحو ألفي محل، ومنها محلات ذات طابق أرضي فقط، وعددها 100 محل. ويحوي الخان أيضاً مجموعة من الاستديوهات الفنية والمكاتب الإدارية والعيادات. ويقول المسلمي: إن المساحة المبنية لا تمثل سوى 40 في المئة من مساحة المشروع، أما الباقي فهو مسطحات خضراء ومواقف للسيارات والباصات السياحية. والمشروع يتسم بالتمييز الشديد والرقي لبُعده عن التلوث والضجيج. كما أنه يشبه الحي المغلق لتوفير الحراسة والأمن. ويتصل المشروع بعدد من المحاور الرئيسية التي تصب في أول الطريق الصحراوي، هي شارعا الهرم وفيصل، ومحور امتداد طريق 26 يوليو الجديد الذي يصب على بُعد كيلومترين من المشروع، بالإضافة إلى مجموعة من المحاور الصغيرة كرداسة - أبو رواش.