بغداد، عمان - "الحياة"، أ ف ب - تزين العراق بأحلى ما عنده من زينة للاحتفال بالذكرى الثانية والستين لميلاد الرئيس العراقي صدام حسين، وتنظم بهذه المناسبة منذ ايام احتفالات تشمل مسيرات عسكرية وتظاهرات ومعارض في بغداد والمحافظات العراقية، وستتوج هذه الاحتفالات بمهرجان ضخم يقام غداً في تكريت، شمال العراق، مسقط رأس صدام حسين. واعتبرت صحيفة "بابل" ان العراق ورئيسه "واحد". وتتوافد يومياً على بغداد وفود من المدعوين بالحافلات آتية من الاردن وسورية ولبنان وروسيا ومن انحاء اخرى، كما وصل الى العاصمة العراقية وفد من 150 رياضياً روسياً وفريقان لكرة القدم من ارمينيا للمشاركة في الدورات الرياضية التي تنظم بهذه المناسبة في استاد الشعب في بغداد. واضيفت صور جديدة، للرئيس الذي يقدم على انه "نبوخذ نصر العصر الحديث"، الى الصور العملاقة الكثيرة في بغداد. وعلقت على طول شوارع المدينة مصابيح كهربائية ملونة ترسم قلوبا حمراء. ووصل جو العيد الى موقع الحدود مع الاردن حيث ازدحمت بالزينة صالة الاستقبال المخصصة للشخصيات المهمة. وسيدشن غداً بهذه المناسبة سد على احد روافد نهر دجلة يدعى "العظيم" بلغت كلفته عشرة ملايين دولار. وتعتبر الحكومة ان بناء السد الذي بدأ عام 1996، ويقع على بعد 180 كيلومتراً شمال شرقي بغداد من دون أي مساعدة اجنبية، يشكل "ملحمة وطنية" عمل فيها اكثر من ألفي عراقي. وبدأ العراق بالاحتفال بذكرى ميلاد الرئيس صدام حسين منذ عشر سنوات واتخذ العيد ابعادا اكبر سنة بعد سنة. وكان صدام حسين، الذي يتولى الحكم منذ عشرين عاماً، طلب ان يفتتح مسجد في كل ذكرى لميلاده وان يتم وضع حجر الاساس لمسجد آخر. وأفادت وكالة الانباء العراقية انه ستفتتح هذا العام خمسة مساجد، اربعة منها في بغداد والخامس في محافظة صلاح الدين التي تعتبر مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي، اكبر مدنها، إضافة الى وضع حجر الاساس لمسجد جديد في مدينة الموصل شمال العراق. كما سترفع كنيسة لاتينية الستار عن تمثال بالحجم الطبيعي للرئيس صدام حسين في شارع الجمهورية في بغداد. وتتنافس الوزارات في الزينة والشعارات التي تمجد الرئيس، ووضعت مصابيح كهربائية وصور جديدة له على المبنى الكبير الذي تحتله وزارة الثقافة. ويعرض التلفزيون يومياً مشاهد لجنود في مسيرات عسكرية في المدن وكوادر حزب البعث الحاكم في جولات، ومعارض كتب وآلافاً من قوالب الحلوى التي يجري تحضيرها للمناسبة. وتزدحم المحلات بالاسهم النارية كما تزين بعض المنازل بالمصابيح الكهربائية الملونة. وكتب على احدى اللافتات "بمولدك ولد العراق وتحت قيادتك ازدهر". الى ذلك اعتبرت صحيفة "بابل" ان العراق ورئيسه صدام حسين "واحد". ونشرت الصحيفة التي يديرها عدي صدام حسين، النجل الاكبر للرئيس العراقي، ان الاحتفالات التي تنظم بهذه المناسبة هي "تأكيد جديد على ان شعب العراق خلف قائده صدام حسين ومعه وتحت قيادته في السراء والضراء". واضافت ان "العراق وصدام حسين واحد سواء فهم الاعداء هذه الحقيقة ام لا". واعتبرت "بابل" الاقبال الشديد هذا العام على الانخراط في دورات التدريب على حمل السلاح بمثابة "هدية الشعب الوفي لرئيسه وقائده المجاهد صدام حسين في عيد ميلاده الميمون". من جهة اخرى ذكرت مصادر عراقية ان ما اعلنته بغداد عن "مؤتمر دولي يهدف الى تحريك الرأي العام ضد الحظر المفروض على العراق" سيحضره عدد كبير من الاحزاب والشخصيات السياسية العربية والاجنبية وتبدأ اعماله في الأول من أيار مايو المقبل في محاولة للتقليل من طابع "الولاء الشخصي للرئيس صدام حسين"، فالمشاركون في المؤتمر وصلوا بغداد اصلاً لحضور "احتفالات ضخمة" بعيد ميلاد الرئيس العراقي في الفترة من 25 حتى 30 نيسان ابريل الجاري. وكان العراق وجه دعوات الى خمسة آلاف شخصية عربية وأجنبية لحضور احتفالات صدام بذكرى ميلاده الثاني والستين التي ستصل ذروتها غداً الأربعاء في مسقط رأسه مدينة تكريت التي ستشهد احتفالاً عسكرياً وحزبياً يحضره نائب الرئيس عزت الدوري، بينما تشهد بغداد "احتفالاً خاصاً" يقتصر على مجموعة مقربة يحضره الرئيس العراقي. وأشارت المصادر ذاتها الى وصول وفود من روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا واسبانيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا والنمسا وروسيا وكندا تضم سياسيين ومفكرين وفنانين ورجال اعمال "اكدوا في مواقفهم عدالة الموقف العراقي وفضحوا النتائج الهمجية للحصار المفروض على العراق". وألمحت الى شخصيات قومية ووطنية عربية ستحضر "احتفالات شعبنا بعيد ميلاد قائده" وقالت ان الدعوات وجهت لسياسيين ومثقفين وكتّاب من الأردن وفلسطين ولبنان والسودان واليمن ودولة الامارات العربية وتونس والجزائر والمغرب، اضافة الى عدد كبير من الشخصيات المصرية بينهم خالد نجل الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر. وكانت السلطات العراقية دعت اكثر من 500 شخصية اردنية لحضور احتفالات ذكرى ميلاد صدام مؤكدة انها ستتحمل نفقات النقل والاقامة للمدعوين الذين توزعوا ما بين الاحزاب السياسية والنقابات المهنية والكتاب والصحافيين ورجال الاعلام.