سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في رسالة نشرت الصحافة الاسرائيلية مضمونها قبل وصولها الى أصحاب الشأن . اميركا تقر حق الفلسطينيين في تقرير مستقبلهم على أرضهم وتعدهم ب "نية" العمل لإكمال المفاوضات النهائية خلال سنة
وصلت رسالة الضمانات الاميركية للفلسطينيين الى الصحافة الاسرائيلية قبل وصولها الى "أصحاب الشأن" لعرضها على المجلس المركزي في اجتماعه اليوم الثلثاء قبل اتخاذه قراراً بخصوص إرجاء اعلان سيادة الدولة الفلسطينية المستقلة. وكشفت صحيفتا "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" العبريتان تفاصيل رسالة الضمانات التي بعث بها الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والتي تتضمن تعهد واشنطن بأن "يقرر الفلسطينيون مستقبلهم كشعب حر على أرضهم" مقابل موافقة السلطة على أرجاء موعد اعلان سيادة الدولة حتى شهر أيار مايو من العام 2000 المقبل أي بعد نحو عام. وتضمنت الرسالة التي وصفتها صحيفة "هآرتس" بأنها تاريخية، ستة بنود فصَّلتها على النحو التالي، وشملت تعليقاً على كل بند لمحللها السياسي اليكس فيشمان: "1- تتعهد الإدارة الاميركية بالعمل لضمان التنفيذ الفوري لكل التعهدات الاسرائيلية التي تم التوصل اليها في اتفاقات اوسلو، مع تشديد خاص على مذكرة واي ريفر، المقصود ب"التنفيذ الفوري" هو بعد الانتخابات في اسرائيل. ويشار الى ان اتفاقات اوسلو تتضمن المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار. 2- التجديد الفوري للمفاوضات حول التسوية النهائية بصورة حثيثة بنية استكمالها خلال سنة. لا يوجد التزام اميركي بإنهاء المفاوضات خلال سنة بل فقط "نية". 3- هدف المفاوضات بشأن التسوية الدائمة هو تنفيذ قراري مجلس الأمن 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام. يتناول قرار مجلس الأمن 242 الذي صدر في 22 تشرين الثاني نوفمبر 1967 انسحاب القوات الاسرائيلية من "أراضٍ محتلة" حسب الترجمة الاسرائيلية وليس "الأراضي" وانهاء حالة الحرب وحق دول المنطقة في العيش بسلام... وجاء في قرار 338 بوضوح ان على اسرائيل ان تنسحب من "مناطق" احتلت عام 1967. 4- يقرر الفلسطينيون مستقبلهم كشعب حر على أرضهم. خلال المحادثات في واشنطن طلب الفلسطينيون من الاميركيين ان يستخدموا في الرسالة مصطلح "حق تقرير المصير" لكن الاميركيين اختاروا استخدام صيغة اخرى. 5- رفع العلاقات بين الولاياتالمتحدة والفلسطينيين الى مستوى أعلى. المقصود ليس خطوة رسمية، بل توثيق فعلي للعلاقات بين الجانبين. 6- ويتحدث البند الأخير عن عمليات الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية باعتبارها "ذات أثر تدميري". حتى الآن استخدم الاميركيون تعبير "لا تساهم" في تطرقهم لسياسة اسرائيل الاستيطانية". وأشارت المصادر الصحافية الاسرائيلية الى ان كلينتون بعث برسالة موازية الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "ينتقد فيها بشدة" سياسة التوسع الاستيطاني والاجراءات الاحادية الجانب. واستفاق كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي اجرى مفاوضات مكثفة مع الاميركيين في الاسبوع الماضي في اطار المساعي لصياغة رسالة الضمانات الاميركية على سؤال من الاذاعة الاسرائيلية عن صحة ما أوردته الصحافة الاسرائيلية. وكان رد عريقات "لم يصلنا بعد شيء ونحن بالانتظار". ولاقى رد فعل عريقات صداه على لسان رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع أبو علاء الذي ترأس جلسة المجلس في رام الله للخروج بقرار حول مسألة اعلان الدولة. وأكد "أبو علاء" في الوقت ذاته ان مسألة اعلان الدولة "شأن فلسطيني داخلي لا يحق لأي دولة ممارسة الفيتو عليها". وتجنب المجلس التشريعي في توصيته المقدمة الى المجلس المركزي المطالبة الواضحة بإعلان سيادة الدولة الفلسطينية مكتفياً ب"التأكيد على انتهاء المرحلة الانتقالية والمضي قدماً في انجاز الدولة الفلسطينية". وجاء في التوصية التي حظيت بغالبية أصوات النواب الفلسطينيين ان المجلس "يعبر عن اسفه الشديد للموقف الاميركي الذي لم يعبر عن دوره المتوقع ولم يقم بردع اسرائيل لإيقافها عن انتهاكاتها للاتفاقات الموقعة اضافة الى ان الموقف الاميركي لم يصل الى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة". وتصرّف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمل" متجاهلاً ما يدور حوله بخصوص نية الفلسطينيين شبه المؤكدة إرجاء اعلان الدولة الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية. وهدد نتانياهو السلطة الفلسطينية باتخاذ اجراءات قاسية ضدها اذا ما تم الإعلان، وقال في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية ان اتفاقات أوسلو ومذكرة واي ريفر بعدها "ستعتبر لاغية في حال" اعلان الفلسطينيين دولتهم. وارسل نتانياهو الرسالة ذاتها الى الرئيس الفلسطيني عرفات من خلال مبعوثه الخاص اسحق مولخو مساء أول من أمس يحذره فيها من "مغبة الاقدام على هذه الخطوة". وبين "تهديدات" نتانياهو و"تطمينات" كلينتون، اعلن رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون أبو الأديب في غزة ان المجلس المركزي سيتخذ قراره "وفقاً للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني". وأشار أبو الأديب الى امكانية استمرار انعقاد جلسات المجلس الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية "لمواكبة الأمور". واضاف المسؤول الفلسطيني: "للاعلان متطلباته وللتأجيل متطلباته، ويجب ان يوضع خيار ثالث ورابع... والشعب الفلسطيني ناضل ومستعد للنضال بكل أشكاله".