أقرت دول حلف الاطلسي امس مفهوماً جديداً لاستراتيجية الحلف، يعطيه مرونة اوسع في استخدام الخيار العسكري في قضايا تتجاوز مهماته الاقليمية المتمثلة في الدفاع عن الدول الأعضاء. وبين المهمات الاضافية التدخل عسكرياً في دول أوروبية غير منضوية في الحلف، كما يحصل الآن في يوغوسلافيا، او في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ومواجهة "تحديات مثل انتشار اسلحة الدمار الشامل، والارهاب الدولي" راجع ص6 و7. في غضون ذلك اعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان وزير الدفاع وليام كوهين امر بنشر دبابات ومدرعات وقطع مدفعية في البانيا مما يرفع الى 5500 عدد الجنود الذين ارسلوا مع المروحيات الهجومية "اباتشي". واتفق على المفهوم الجديد لاستراتيجية الاطلسي خلال قمة واشنطن بعدما قدمت الولاياتالمتحدة وبعض الاعضاء الأوروبيين، خصوصاً فرنسا، تنازلات في قضيتين رئيسيتين: مدى الاستقلالية عن الحلف الذي يسيطر علىه الاميركيون، الى ان تتوافر قوة مشتركة جديدة ينوي الاتحاد الأوروبي الغربي تشكيلها، والمدى الذي يجب فيه اشراك مجلس الأمن في العمليات التي ينفذها الاطلسي خارج اوروبا. ويحرص "المفهوم" الجديد على الاعتراف بأولوية مجلس الأمن في مجالات حماية السلام والأمن الدوليين، من دون ان يعني ذلك ان على الحلف الحصول على تخويل من المجلس قبل تنفيذ اي عملية عسكرية. هوية امنية - دفاعية اما القوة الأوروبية المشتركة العتيدة فاتفقت الدول الأعضاء على تشكيلها بحسب تصور برنامج "الهوية الامنية والدفاعية لاوروبا" الذي وضعه الاطلسي، مما يعني انها ستكون ضمن اطار الحلف، ويشكل هذا تطميناً لدول مثل تركيا لا تتمتع بعضوية الاتحاد الاوروبي. وقال الرئيس بيل كلينتون امس في كلمة افتتاح قمة الحلف ان "ازمة كوسوفو ركزت الاضواء على اهمية حلف الاطلسي والدوافع لتحديثه لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين". واضاف: "نلتزم اليوم خطة شاملة للقيام بذلك، تعزز قدراتنا على التعامل مع صراعات خارج حدودنا، لحماية مواطنينا من الارهاب واسلحة الدمار الشامل". الشرق الاوسط ونفى مسؤولون اميركيون ان تكون التغييرات في مهمات الحلف تعني تحوله الى "شرطي دولي" واشاروا على سبيل المثال، الى ان الاطلسي لن يتدخل في ازمات في جنوب آسيا او شرقها، الا ان التعريف الجديد لاهتماماته الاقليمية يحمل امكان تدخله في دول اوروبية ليست اعضاء فيه، او في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وقال الناطق باسم مجلس الامن الوطني الاميركي مايك هامر ل"الحياة": "اننا لا نتكلم على شرطي دولي او حلف اطلسي عالمي بل عن قضايا مثل كوسوفو الى تقع خارج مناطق الحلف لكنها ذات اهمية مباشرة لمصالحه" واكد مسؤول آخر في البيت الابيض ل"الحياة" ان العالم العربي بين المناطق التي يجيز الحلف لنفسه حرية التدخل فيها، وقال ان التعريف الجديد للاهتمامات الاقليمية "يمكن ان يشمل الخليج وشمال افريقيا. ولكن مع وجود خطرين جديدين مثل الارهاب واسلحة الدمار الشامل يمكن تصور عملية دفاع وقائية يقوم بها الاطلسي خارج منطقته الأوروبية الاصلية". وعن صيغة التعامل بين الاطلسي ومجلس الأمن قال هامر: "اظهرت قضية كوسوفو استحالة الحصول على موافقة من المجلس للتحرك باتجاهها فيما كان التحرك ضرورياً بالنسبة الى الاطلسي، وكانت هناك موافقة دولية واسعة عليه. لذلك لا يمكننا اعطاء دول اخرى حق النقض على قرارات الاطلسي. مع ذلك نرحب بموافقة الأممالمتحدة ونحاول الحصول عليها حيثما امكن".