كشفت مصادر رفيعة المستوى في المعارضة العراقية ل"الحياة" ان تصعيد بغداد حملتها على طهران لم يكن لمجرد الرد على اتهامات ايرانية بتورطها في مقتل نائب رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة الايرانية اللواء علي صياد شيرازي، بل "بسبب دفع طهران 1500 من عناصر فيلق بدر في عملية واسعة نفذت في جنوبالعراق قبل أيام". واكدت ان القوات الايرانية زودت "فيلق بدر" الذي يعد الذراع العسكرية ل"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" بزعامة السيد محمد باقر الحكيم صواريخ مضادة للدروع. وأوضحت المصادر ان "تلك العناصر دخلت العراق من مناطق حدودية واسعة تمتد بمحاذاة العمارة الى الكوت، واشتبكت مع قوات عراقية واخرى تابعة لمنظمة مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة التي كانت تبنت عملية اغتيال شيرازي في طهران. وأشارت الى ان عناصر "فيلق بدر" ال1500 "انسحبوا من جنوبالعراق بعد الاشتباكات التي استمرت أياماً"، نافية في الوقت ذاته معلومات عن دخول قوات من الفيلق المناطق الكردية في الشمال. الى ذلك، يصل الى لندن اليوم السفير فرانك ريتشياردوني منسق الاتصالات بين واشنطن والمعارضة العراقية. وعلمت "الحياة" انه سيعقد اجتماعات مع شخصيات في "المؤتمر الوطني" وشخصيات مستقلة، ثم يبدأ جولة على دول عربية بينها مصر والسعودية والأردن والكويت. وهو كان نجح في تأمين انعقاد اجتماع للمجلس التنفيذي للمؤتمر في وندسور قرب لندن أخيراً، مما سهل انتخاب قيادة موقتة للمجلس بانتظار انتخابات متوقعة في الصيف. ويناقش "المؤتمر الوطني" الآن تشكيل لجان التنسيق العسكري مع الجانب الاميركي لتطبيق "قانون تحرير العراق" الذي تقدم واشنطن بموجبه مساعدات عسكرية للمعارضة من أجل تغيير نظام الرئيس صدام حسين. وقالت أوساط في المعارضة ل"الحياة" ان التوجه الآن يركز على "وضع جدول زمني لتطبيق القانون" مشددة على أهمية ان تمنح ادارة الرئيس بيل كلينتون شمال العراق "حماية عسكرية كاملة كي يمكننا العمل لتغيير النظام انطلاقاً من مناطق الأكراد". وفسرت الحماية الكاملة ب"توسيع المنطقة الآمنة، جغرافياً ونوعياً، من خلال اعلان فرض حظر على تحريك بغداد دروعاً ومدفعية ثقيلة وصواريخ باتجاه الشمال". وعلم ان "المؤتمر" يسعى الى "استقطاب أطراف سُنّية مهمة" في العراق ويجري "اتصالات مع ممثلي قبائل سنّية معروفة غرب البلاد".