أجمع المشاركون في ندوة المائدة المستديرة عن "هجرة العقول العربية" ضمن اطار المؤتمر السابع للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي العرب المنعقد حالياً في الرياض على بقاء العقول العربية في المهاجر. وقال وزير التعليم العالي السعودي الدكتور خالد العنقري في افتتاح الندوة التي شارك فيها أربعة من الخبرات العربية المهاجرة وهم الدكتور منير نايفة، جبّار طياب، سالم شعيب، أمين ارناوؤط، "أنه في ظل التطور في وسائل الاتصال الانترنت وغيرها اصبح في الامكان تحقيق الاستفادة من تلك الخبرات من دون الحاجة الى عودتها الى اقطارها" مشيراً الى "ان محاولات اعادة العقول العربية لم تتحقق بسبب عوامل بطء النمو والتطور التقني في مؤسسات البحث العلمي في الوطن العربي مقارنة بالدول الغربية". وتحدث خلال الندوة، الدكتور منير نايفة من جامعة الينوي في الولاياتالمتحدةالامريكية، فأوضح ان الخبرات العربية تعادل الخبرات الاجنبية"، مقترحاً اصدار بريد الكتروني للعلماء في المهجر وحصر وتدوين اسهاماتهم، واشار الدكتور نايفة الى "ان العلماء العرب افضل عطاء لولا عدم توافر الامكانات التي لا توجد الا في الغرب والتي اعطتهم خبرات اضافية". وقال: "نريد أن نكون سفراء لعلمائنا وبلداننا في الداخل في الدول الغربية" مشيراً الى "ان اثنين في المئة من العلماء المتميزين في اميركا ينحدرون من أصل عربي". ثم تحدث الدكتور جبار طياب من جامعة اوكلاهوما عن تجربته الذاتية في مجال التواصل مع وطنه الأم الجزائر المتمثلة في تأسيسه برنامجاً للدراسات العليا في مجال هندسة البترول في الجزائر بالتعاون مع جامعة اوكلاهوما في تخريج 100 مهندس يحملون شهادة الماجستير في الهندسة البترولية ويعملون حالياً في شركة النفط الوطنية الجزائرية مؤكداً ان البرنامج نجح في الحد من تسرب المهندسين الجزائريين الذين يذهبون للدرس في الغرب ولا يعودون" اما الدكتور أمين أرناؤوط فقد اقترح معهداً عربياً للعلوم والتكنولوجيا في الوطن العربي يتكوّن من علماء نصفهم من المهجر والنصف الآخر من الداخل، لاستثمار الموارد المهمة التي اكتسبها العلماء العرب في المهجر والامكانات المادية والبشرية في المنطقة لحثّ مسيرة العلوم والبحث العلمي في الوطن العربي". الدكتور سالم شعيب من المعهد القومي للصحة والبحوث الطبية في فرنسا اشار الى "وجود اشكاليات في ميدان البحث" داعياً الى "تهيئة علمية مناسبة لنشأة البحث العلمي والاستفادة من العقول العربية المهاجرة". بعدها فتح باب النقاش والمداخلات من الحضور، فتحدث وزير التعليم العالي الفلسطيني عن "تجربة سابقة في استقطاب العلماء العرب في المهجر لم يكتب لها النجاح"، وطالب "باتباع استراتيجية جديدة تتجاوز اخطاء التجربة السابقة". ثم تحدث وزير التعليم العراقي الذي شكك في سماح الجامعات الغربية للعلماء العرب العاملين فيها بالمساهمة في نقل التقنية وتوطينها في العالم العربي.