قال نائب المنسق العام لمهرجان دبي للتسوق حسين لوتاه إن القيم التي رفعها المهرجان في دوراته السابقة كانت سبباً اضافياً لنجاحه، معتبراً أن العائلة والتسوق يرتبطان ببعضهما، خصوصاً أن المحور الأساسي لتحرك الأسواق يرتكز على العائلة. وأضاف: "لدينا توجيهات صريحة من ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالتركيز على القيم العربية والإسلامية عند اختيار مساحات فعاليات المهرجان وتوزيعها، إذ أن تلك القيم هي الطريقة المثلى للوصول إلى الاستقرار العائلي الذي يؤدي بدوره إلى مناخ ايجابي ينعكس على التسوق". وذكر ان ممارسات دبي على صعيد دوائرها المختلفة تنطلق من الشعارات التي رفعها المهرجان في دورته الحالية وأنشطته المختلفة على مدار أسابيعه الأربعة "فمثلاً لو أخذنا حسن المعاملة، وهو شعار الأسبوع الأول، نجد أن دبي تمارس دائماً هذه القضية التي يلمسها الزائر عند وصوله إلى المطار وحتى خروجه منه بعد اتمام زيارته، فحسن المعاملة تعني بمفهوم أشمل خدمة زوار المدينة". وأضاف ان "الترابط والتلاحم هو شعار الأسبوع الثاني. واعتقد ان سبب نجاح دبي في تنظيم مهرجانها للتسوق ينطلق من هذه القاعدة، إذ أن إدارة المهرجان التي تضم ممثلين عن مختلف الدوائر، تعمل كفريق واحد، والتحدي الأكبر في نجاح الفريق الحكومي هو التعاون الوثيق مع القطاع الخاص. فقلما تجد فريقاً متكاملاً في العالم يمثل القطاعين العام والخاص يعمل بشكل مشترك ومنسجم". وأشار لوتاه إلى أن الأسبوع الثالث يحمل شعار الامانة "التي نحرص عليها كإدارة فريق المهرجان ونمارسها يومياً، ونحض الأطراف الأخرى على ممارستها، فإدارة المهرجان أعطت وعوداً عدة للطرف الثاني، وهو الأسواق، ونفذتها سواء بالتسهيلات العديدة أو بالترويج لأنشطة رعاة المهرجان. أما الجانب الثاني فيجب ان يكون صادقاً في تعاملاته مع جمهور المستهلكين، ففي التنزيلات مثلاً يجب أن تكون حقيقة ومن يخالف أو يخادع يتعرض لعقوبات، وهو ما حصل في السابق". وقال: "الأسبوع الرابع يحمل شعار التميز، ونحن كإمارة أو مهرجان نؤمن بالجودة، ونسعى إلى أن نكون متميزين، سواء عن طريق ما نقدمه للمجتمع أو للأسواق. وحكومة دبي تولي هذه القضية أهمية كبرى، فإلى جانب الجوائز التي توزع سنوياً على الشركات التي تطبق الجودة بمعاييرها العالمية، هناك جوائز للتميز بين الدوائر الحكومية لحضها على تقديم الأفضل في إطار التنافس بينها". ولكن أين موقع مهرجان دبي أمام سيل المهرجانات التي انطلقت بعده في الإمارات نفسها، والمنطقة العربية أيضاً؟ - لا أعتقد ان كثرة المهرجانات مضرة، لا بل أن تعددها مفيد للدول والمدن. لكن من هو الأفضل والأكثر تميزاً وتنوعاً؟ الحكم في النهاية هو المستهلك أو الزائر. المهرجانات العربية تكمل بعضها بعضاً، ودائماً ندعو إلى التكامل العربي على الصعيد السياحي، ويمكن لهذه المهرجانات ان تكون نواة لايجاد سياحة عربية متكاملة. ما سر نجاح دبي في ايجاد مهرجان متميز، هل هو الحكومة أم القطاع الخاص؟ - نعمل كفريق واحد، ونجاح دبي يعود إلى الآلية التي تتفاعل بها الحكومة مع القطاع الخاص، وهو ما يولد النجاح. الحكومة تريد في النهاية أن ترى اقتصادها منتعش وأسواقها مزدهرة وفي حركة دائمة، ومن يقوم بذلك هو القطاع الخاص، لذلك هي مقتنعة بدوره في تحريك الاقتصاد، وبالتالي فإنها تقوم بمساعدته وتزيل المعوقات التي تعترض نجاحه، وهذا ما يحصل في الإمارة. من ينفق على المهرجان وما هي موازنته؟ - القطاع الخاص هو الذي يقوم بذلك لجهة تغطية الموازنة التي تبلغ نحو 50 مليون درهم 13 مليون دولار تأتي من رعاية الشركات والمجموعات التجارية للمهرجان، ومن رسوم المشاركة في هذا الحدث للمتاجر الراغبة بذلك. وفي مقابل ذلك تقدم الحكومة إلى جانب التنظيم والإدارة وتفريغ الكوادر من مختلف الدوائر، التسهيلات المختلفة والتنظيم والكهرباء والماء والأمن والاستقبال، وجميع النواحي اللوجستية... إنها بعبارة أشمل تقوم بكافة جوانب التنظيم، إذ أن العاملين في المهرجان خلال أيام يتجاوز الألف. كانت سحوبات السيارات من الجوانب الجاذبة للمهرجان، لماذا توقفت هذه السنة؟ - بالفعل تم إلغاء سحوبات السيارات هذه السنة لأننا رغبنا في أن نشجع الجوائز المرتبطة بالتسوق. هناك جوائز للفوز بسيارات وسيتم توزيع قسائم عند الشراء بمبلغ 100 درهم، تؤهل المتسوق للفوز بالسيارات، وهناك قسائم عند الشراء بمبلغ 500 درهم للفوز بكيلوغرام ذهب يومياً عند شراء الذهب، إضافة إلى ذلك معظم الرعاة لديهم سحوبات خاصة، وعند احصاء الجوائز يمكن تقدير مبالغها بأكثر من مليوني دولار، إضافة إلى خمسة ملايين دولار جوائز سباق للفروسية سيقام ضمن فعاليات المهرجان. ونعتقد أن المهرجان سيكون هذه السنة الأكثر ازدحاماً في أنشطته وفاعلياته، إذ يتجاوز عددها 360 نشاطاً تغطي كل القطاعات. أما عدد المتاجر المشاركة ضمن الحدث فيتجاوز 2500 ويعد بمفاجآت عدة ستظهر في الأسابيع المقبلة.