لم تبارح الذكريات المرّة لشتاء 1975 ذاكرة الشعب الكردي حين أرغم التنسيق الثلاثي بين أميركا والعراق وإيران الشاه، الثورة الكردية في شمال العراق آنذاك على التوقف، وكانت قاب قوسين أو أدنى من نيل الاعتراف بمطالبها من قبل النظام العراقي. فكان من شأن المؤامرة الثلاثية تلك ان تقطع سبل الادامة عن الثورة، وأن تضعها في موقف حرج بين السحق والإبادة، وبين التوقف والقبول بالأمر الواقع. لم يستطع غبار السنوات الماضية من محو آثار ذلك الشتاء عن الشعب الكردي بعد، ليحمل الشتاء الحالي إليه نبأ الحبك الجديد لمخابرات أميركا وإسرائيل واليونان وتركيا الذي أوقع عبدالله أوجلان، زعيم الحزب العمال الكردستاني، في فخ الاختطاف. وفي الوقت الذي لا يمكن فيه تبرئة ساحة عبدالله أوجلان من الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها خلال مسيرة كفاحه، بحق حزبه وشعبه، إلا أن التدخل السافر من قبل أميركا وإسرائيل واليونان، لضرب تطلعات الشعب الكردي، لا مبرر له على الاطلاق. وهو ما يزيد من قائمة أعداء الأكراد، بغير ارادتهم وخيارهم، وهم في غنى عن ذلك. فهل هي أخطاء الأكراد وضعف في قدرتهم أو تقديرهم، أم هي قلة حيلة، وضيق في السبل. هولندا - كامل صاله ي