أعاد العراق 18 ألف حاج من مواطنيه إلى داخل أراضيه بعدما رفض كل التسهيلات التي قدمتها الحكومة السعودية لاستضافتهم وتمكينهم من اداء فريضة الحج. وقال وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز: "وافقنا على كل الاشتراطات التي قدمها مسؤول عراقي لتمكين 18 ألف حاج عراقي من اداء مناسك الحج، لكنهم قرروا العودة الى العراق في الساعه 11.30 صباحاً بعد مفاوضات استمرت زهاء 12 ساعة". راجع ص6 وذكر الأمير نايف في مؤتمر صحافي عقده أمس في مكة أن "السلطات العراقية أمرت الحجاج بالعودة الى العراق"، مبدياً "ألم" القيادة السعودية وأسفها لذلك. وأضاف: "من المؤسف ان تستخدم الفريضة التي شرّعها الله للمسلمين في أغراض سياسية، ولا شك ان العالم العربي والاسلامي بل والعالم كله سيستنكر ذلك التصرف من القيادة العراقية". وكان نحو 18 ألف عراقي تجمعوا على مدى يومين على بعد 600 كلم من الحدود السعودية بدعوى حصولهم على إذن للدخول إلى الأراضي السعودية وأداء مناسك الحج". وأكد الأمير نايف أن "منافذ المملكة العربية السعودية مفتوحة لجميع المسلمين ولكل آت لأداء فريضة الحج، والمملكة لن تخضع الحج لأي اعتبارات سياسية"، مشيراً إلى أن استقبال السلطات السعودية لثلاث طائرات عراقية خرقت الحظر الجوي وأقلت حجاجاً عراقيين ينتظم في هذا الاطار. وزاد ان الحجاج العراقيين طالبوا بأن يؤدوا الحج بالأموال العراقية المحتجزة في المصارف العربية وفي السعودية تحديداً، "فأخبرناهم أن لا مانع لدينا من ذلك وان هذا أمر يبحث بين الحكومتين، ثم صدر أمر من الملك فهد بالتكفل بنفقاتهم". وأوضح ان ما يخص البنوك التجارية السعودية يوازي عشرة اضعاف ما للمصارف العراقية في السعودية، مقدراً حجم الأموال السعودية ب 57 مليون دولار تضاف إليها سبعة آلاف مليون ريال قروض قدمتها الحكومة السعودية الى العراق. ورحب الأمير نايف بالحجاج العراقيين في حال عودتهم وابدائهم الرغبة في اداء الحج. وقال رداً على سؤال ل "لحياة": "استقبلنا الرحلات العراقية الثلاث رغم وجود اشكال بين العراق والأمم المتحدة، ولم تكن لدينا نية لعدم استقبالها ولو اردنا لاعترضنا مسيرتها قبل هبوطها في مطار الملك عبدالعزيز الدولي". وشدد على أن السعودية "ستظل المسؤولة الوحيدة عن الحجاج عندما يصلون الى اراضيها وستتحمل كل تبعات وجودهم في اراضيها ولن تسمح بالعبث بأمن الحج وأمن الوطن أياً تكن المبررات". وتابع ان "الحجاج الايرانيين يتفهمون مسألة أمن الحج ولن يصدر منهم ما يعكر صفوه ولن تستثني السعودية حجاج أي دولة من منع القيام بما يسيء الى أمن الحج، ونحن في المملكة مستعدون لمواجهة أي حدث ومن أي نوع، معتمدين على الله ثم على شرف الواجب الذي نؤديه". وقال مسؤولون ايرانيون ل "الحياة" إن "السعودية وايران توصلتا الى قرار توفيقي في شأن قيام الحجاج الايرانيين بتظاهرة البراءة في موسم الحج، يستند الى ان يقوم حجاج ايران بهذه التظاهرة في مخيماتهم من دون مسيرات في الشوارع او جمهرة لبقية الحجاج". وكان الأمير نايف شهد تمريناً عسكرياً بقيادة قوات الطوارئ خصص لأعمال مكافحة الشغب في المناطق الآهلة بالسكان، لمواجهة أي حوادث خلال موسم الحج.