أقام مركز البحوث في جامعة الملك سعود ندوة عن مسيرة المرأة والتنمية في مئة عام يومي الأثنين والثلثاء الماضيين ناقشت شخصية المرأة السعودية من النواحي التعليمية والتربوية والاجتماعية والأدبية والاقتصادية. وفي كلمة ألقتها في مناسبة افتتاح الندوة، قالت الدكتورة سهام الصويغ، مديرة ادارة مركز البحوث: "من أهم أهداف مركز البحوث تشجيع ودعم البحث العلمي وتناول قضايا تهم المرأة والتنمية والمشاكل المجتمعية المحلية، وذلك تعزيزاً لرسالة الجامعة. ولا يمكن لأي صرح جامعي أن يحقق أهدافه دون الاهتمام بعقد الندوات العلمية وتشجيع الحوار والنقاش ونشر البحوث. وهذه الندوة ستكون بإذن الله البداية والانطلاقة الأولى نحو ندوة سنوية علمية، وسيتم تجميع هذه البحوث بعد الانتهاء من تحكيمها لاصدارها على شكل كتاب هو الكتاب السنوي الأول لمركز البحوث". وأكدت ان موعد الندوة العلمية الثانية للعام القادم سيكون في تشرين الثاني نوفمبر القادم، وان موضوعها سيكون "تطوير المعلم الجامعي". وقالت الصويغ ان ندوة العام المقبل ستكون "للمرة الأولى على مستوى المملكة حيث سيتم الإتصال بكل الجامعات السعودية للمشاركة في هذه الندوة التي نأمل أنها ستسد فراغاً نعاني منه نحن الباحثات العاملات في الجامعات السعودية وذلك لقلة اللقاءات العلمية التي نحضرها على مستوى المملكة". وأول محاضرة في الندوة كانت للدكتورة فوزية البكر، من قسم التربية، تحت عنوان: "الحياة التعليمية للمرأة في الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز "1319 - 1380ه"، فتحدثت عن اشكال التعليم التي كانت متاحة للمرأة في الجزيرة قبل ظهور التعليم النظامي في بداية القرن وحتى سنة 1960. وعلى رغم أن الكتاتيب النسائية كانت الشكل الأكثر حضوراً لتعليم المرأة في مختلف المناطق السعودية، الا أن الدراسة التي قدمتها البكر أكدت وجود "تمايزات بين مناطق المملكة المختلفة، تعود الى طبيعة الموقع الجغرافي والأنشطة الاقتصادية الممارسة. ففي حين تميزت منطقة الحجاز بتنوع أشكال التعليم المتاحة للمرأة ما بين كتاتيب أو مدارس أهلية افتتحها الأهالي الذين كانوا بحكم موقع الحجاز الديني والساحلي في موقع يسمح باختلاطهم بثقافات متنوعة تركت آثارها الثقافية والتعليمية، اقتصر الأمر في نجد وما جاورها، بحكم الموقع الجغرافي المغلق، على بعض الكتاتيب في بعض المناطق الجبلية والنائية مثل المنطقة الجنوبية في المملكة التي لم يسجل الكثير عن كتاتيبها النسائية". وتحت عنوان "التطور التاريخي لتعليم المرأة في السعودية"، ناقشت الدكتورة سعاد العمري، من قسم التاريخ في كلية الآداب، مراحل التطور التي مر بها تعليم المرأة، من تأسيس السعودية حتى صدور المرسوم الملكي بانشاء الادارة العامة لتعليم البنات 1380ه الذي اطلق مرحلة تعليم المرأة النظامية، عن طريق انشاء المدارس في كل مدينة وهجرة وقرية. ثم تحدثت الدكتورة منيرة الناهض، من قسم الاجتماع في كلية الآداب، عن "المرأة السعودية في خطط التنمية الوطنية 1970 - 1995"، فأوضحت مضمون الخطط التنموية للمرأة السعودية من حيث التوجهات التنموية، آخذة في الاعتبار المراحل التاريخية والأطر المجتمعية المرتبطة بها ومتطلبات التنمية مرحلياً بالنظر الى الانجازات الحالية. وطرحت الدراسة أسئلة حول "احتياجات العصر الحالي لتطوير مكانة المرأة بالنظر الى ما تم التوصل اليه من تطورات علمية ومعرفية في المجال التنموي والتغيرات التي مر بها المجتمع السعودي ومتطلبات المرحلة الحالية". وقدمت الدكتورة سميرة قطان دراسة عن "عمل المرأة في ظل النهضة الاجتماعية والاقتصادية في السعودية"، قامت على "افتراض أن السبب الرئيسي لعدم التغلب على مشكلة رعاية الأطفال وكفاية الخدمات المقدمة للمرأة العاملة هو أن هذه الخدمات يخطط لها على أساس أفكار تركز على ما هو متعارف عليه عن دورها في الأسرة والمجتمع، وهو أن دور المرأة الرئيسي هو رعاية بيتها وأطفالها، وأن المرأة العاملة هي التي تسمح لها ظروفها بالعمل وتستطيع التوفيق بين مسؤولياتها الأسرية ومسؤوليات عمله،ا ولكن المتتبع للتطورات الحالية للمشاركات في سوق العمل في السعودية يلاحظ أن الغالبية من النساء العاملات هن متزوجات وأمهات لأطفال صغار في حاجة الى رعاية ويواجهن مشاكل رعاية الطفل، ولا يفكرن أو يستطعن التخلي عن وظائفهن". وقارنت الدراسة ثلاثة نماذج نظرية لأنماط الأسرة هي: نموذج الأسرة الأبوية ونموذج المسؤولية الفردية ونموذج المسؤولية المجتمعية، وذلك لفهم وضع المرأة السعودية العاملة والتغيرات التي حدثت في بناء الأسرة ووظائفها. وتطرقت دراستان إلى الابداع، احداهما عن "كتابة القصة عند المرأة ومدى تطور تقنياتها" للدكتورة سعاد المانع قسم اللغة العربية التي قالت: "لا يكاد الدارس المهتم بمدى تطور كتابة القصة عند المرأة في بلادنا، أن يجد عملاً قصصياً للمرأة في ما قبل الستينات، وقد بدأت كتابة المرأة للقصة تظهر منذ أواخر الستينات وأوائل السبعينات، وأخذت في النمو، ويبدو انتاج القصة القصيرة مزدهراً عند عدد ليس بالقليل من الكاتبات". ولاحظت الدراسة "مدى التطور في كتابة المرأة نفسها منذ البدايات في انتاج الكتابات القصصية وحتى وقتنا الحاضر". وبحثت الدراسة الثانية للدكتورة آمال مطر، من قسم التربية الفنية، في شكل آخر من الابداع، هو التشكيل، فتحدثت عن"المرأة السعودية والفن التشكيلي" وخطوات الفنانين التشكيليين في الفترة ما بين 1395 - 1405ه، وتناولت تطور الحركة التشكيلية من جانبين: رعاية المسؤولين عن الشباب وأنشطتهم ومواهبهم، وتفاعل الفنانات مع معطيات التراث والحضارة والنهضة السعودية. وعن تعليم الكبيرات قدمت الدكتورة حصة الجبر، من قسم التاريخ، دراسة عن "محو الأمية وتعليم الكبيرات. نشأته وتطوره 1392 - 1418ه"، فأشارت الى الجهود المبذولة لمحو الأمية لتعليم الكبيرات في السعودية، منذ نشأة هذا النظام حتى العام 1418ه 1998م. وفي محاضرة بعنوان "عمل المرأة: نظرة تاريخية - بدايتة - توجهاته - مسيرته في مئة عام في السعودية"، حددت الدكتورة عائشة أبو الجدائل مجال ومصطلح المرأة العاملة بأجر مدفوع ومدى استفادة الدولة خلال المئة عام الماضية من العمالة النسائية. وفي دراسة أخرى عن"مجالات الاستثمار المتاحة للمرأة السعودية في مسيرة التنمية" للدكتورة وفاء عون الأستاذ المساعد في قسم الادارة التربوية، ركزت الباحثة على عمل المرأة السعودية في مجالات الاستثمار وتطورها ودورها في التنمية، ورصدت منجزات تعليم المرأة ودورها في توجيهها نحو العمل عموماً، والعمل الاستثماري في عهد الدولة السعودية خصوصاً. ومن قسم علم النفس، قدمت الدكتورة سهام الصويغ، مديرة ادارة مركز البحوث، دراسة عن "السمات الشخصية للمرأة السعودية بين الماضي والحاضر"، متقصية التغيرات التي طاولت سمات وأنماط شخصية المرأة السعودية خلال مئة عام . واستعرضت الدراسات الحديثة التي بحثت في شخصية المرأة بصفة عامة والمرأة السعودية بصفة خاصة، وقارنتها بالسمات الشخصية للمرأة في مرحلة ما قبل التعليم الرسمي في منطقة عسير، وبينت وجود "سمات شخصية كانت موجودة وانتقلت عبر الأجيال للمرأة المعاصرة مثل الاهتمام الأسري والالتزام الديني والمثابرة، كما أظهرت مجموعة من السمات الشخصية للمرأة السعودية في الماضي تعكس القوة والصبر والجلد والمسؤولية، والتي بدت متناقضة أحياناً مع النَّمط التقليدي السائد لسمات المرأة عموماً والمرأة السعودية على وجه الخصوص في وقتنا الحاضر". وتناولت آخر الدراسات الدور المهم الذي قامت به المرأة السعودية، تحت عنوان "دور المرأة التطوعي في مجال التربية الخاصة، دراسة استطلاعية في مدينة الرياض" للدكتورة سحر الخشرمي التي ركزت على الدور التطوعي الذي تساهم به المرأة في مجال التربية الخاصة في الرياض، وحجم ذلك الدور وبخاصة في ثلاثة قطاعات: الحكومي والخاص والجمعيات الخيرية. وسعى البحث الى التعرف على أنواع العمل التطوعي وتحديد المعوقات التي تعترض تطوع المرأة السعودية في مجال التربية الخاصة.