"حسن المعاملة، الترابط والتراحم، الأمانة، التميز" هي قيم عائلية اختارتها دبي شعاراً لمهرجان التسوق في دورته الرابعة الذي انطلقت فعالياته وسط حشد رسمي وجماهيري كبيرين تجاوز الثلاثة آلاف شخص على أنغام الموسيقى والألعاب النارية والعروض التراثية واللوحات الفنية التي مثلت الماضي والحاضر. وبدا المهرجان الذي استقطب العام الماضي ما يزيد على مليوني زائر من دولة الامارات وخارجها، ناجحاً قبل ان يبدأ فعلياً، اذ ان القطاع الخاص كرس حيزاً كبيراً من أعماله للتفاعل مع هذا الحدث الذي بات محط أنظار عشرات الآلاف من المتسوقين والسياح. في مقابل ذلك، بدا واضحاً ان القائمين على تنظيم المهرجان بذلوا جهداً مضاعفاً السنة الجارية للتحضير له، في الوقت الذي كانت التحديات أمامهم أكبر من الاعوام الماضية لتقديم الجديد والأجد كي لا يتحول هذا الحدث الى نسخة عن الاعوام الماضية. وعشية انطلاقة "مهرجان دبي للتسوق" في دورته الرابعة بدأت الشوارع تكتظ بالسيارات وكأن الإمارة التي اشتهرت في السابق بانسياب الحركة على طرقاتها هي نيويورك أو لندن أو القاهرة ازدحاماً بالسيارات والمشاة معاً. وحولت دبي ليلها الى نهار خلال هذا الحدث، اذ غمرت شوارعها شلالات من النور بعدما تزينت المدينة بعشرين مليون مصابح كهربائي موزعة على شكل حبال تلف بها الاشجار وأعمدة الإنارة، فيما اختير عدد من التصاميم الهندسية الضوئية المستوحاة من شعار المهرجان. ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الذي حضر حفل الافتتاح ليل أول من أمس، اكد للصحافيين صحة توجهات دولة الإمارات في خططها في شأن تنويع مصادر الدخل، معتبراً ان مهرجان دبي للتسوق يعكس الحال الصحية السليمة للاقتصاد الاماراتي على رغم كل ما يقال عن الركود الاقتصادي في دول المنطقة. وتظهر الجهود المبذولة والأحداث المصاحبة للمهرجان والتنظيم الدقيق لفعالياته ان دبي ما زالت خارج دائرة المنافسة الاقليمية في تنظيم المهرجانات التي تدور حالياً بين بيروتوالقاهرة ومسقط وأبوپظبي والشارقة وحديثاً الكويت. وقال الشيخ محمد آل مكتوم "إننا فخورون بأن تقلدنا بعض الدول الشقيقة في اقامة المهرجان، ما يدل على اننا في المقدمة وان توجهاتنا سليمة وحكيمة". وأضاف: "إن ما يدفعنا الى حث جميع العاملين في المهرجان على القيام بواجباتهم والمهمات الملقاة على عاتقهم هو ما يحمله المهرجان من شعارات تكرس القيم العائلية النابعة من ديننا الاسلامي الحنيف، هذه القيم التي أردناها عناوين تندرج تحتها كافة نشاطات وفعاليات المهرجان". ورصدت دبي لانجاح المهرجان الذي يتوقع ان يحقق مبيعات في السوق المحلية يتجاوز حجمها البليون دولار، جوائز تزيد قيمتها على الخمسة ملايين دولار لحض الزوار على التسوق بأسعار تنافسية وبحسومات كبيرة تصل في الكثير من الاحيان الى 75 في المئة، وتتم مراقبتها باستمرار. أما موازنة المهرجان والتي جاءت مساهمة من القطاع الخاص المشارك في فعاليات هذا الحدث، فإنها تتجاوز السنة الجارية 13 مليون دولار في مقابل نحو عشرة ملايين دولار في مهرجان العام الماضي. ويستضيف "مهرجان دبي 99" العام الجاري ما يزيد على 400 حدث وفاعلية معظمها يعرض للمرة الأولى في المنطقة بينها ديناصورات من متحف التاريخ الطبيعي البريطاني. فيما تعرض الحدائق العامة للعائلات مسرحيات للأطفال وعروض يومية مميزة، بالإضافة الى عروض كوكب الدمى للأطفال ومعرض الفوانيس الصينية وبرنامج "ماما أنيسة وبابا ياسين". وعروض فولكلورية عالمية، وسيتم تنظيم نزهات بحرية للعائلات وجولات بالطائرات المروحية والدراجات الهوائية والقطار وبرامج تثقيفية عن الزراعة والبيئة ومسابقات ترفيهية ورياضية وغيرها من النشاطات. أما القرية العالمية فإنها تعكس طبيعة دبي التي تحتضن جنسيات عدة من مختلف انحاء العالم. وتشارك فيها اكثر من 20 دولة تقدم أرقى أنواع منتجاتها الحرفية وفنونها التقليدية. اضافة الى هذه الفعاليات المميزة، يشمل برنامج المهرجان عدداً كبيراً من النشاطات التراثية التي تعكس عادات وتقاليد مجتمع الإمارات في الماضي وتقام في قرية التراث. وتتم خلال المهرجان استضافة عدد كبير من المعارض والمؤتمرات، الى جانب فعاليات رياضية عدة منها بطولة الغولف و"حوس" وسباق دبي للسفن الشراعية 43 قدماً، وسباق دبي للقوارب الخشبية والدراجات المائية وسباق دبي لزوارق الفورمولا في الميناء السياحي، والهوكي على الجليد وبطولة الكرة الطائرة الشاطئية والبطولة الرياضية الأولى للاطفال وبطولة التنس ومسابقات القبضة الحديدية ورمي السهام وبطولة الريشة.