ذكرت مصادر مصرية مطلعة أن السلطات المصرية تسلمت أمس عدداً من البدو من اصل 400 بدوي كانوا نزحوا الى إسرائيل خلال اليومين الماضيين، مشيرة الى أن اتصالات جرت مع المسؤولين الاسرائيليين لتسوية القضية. وأوضحت المصادر أن تحقيقات بدأت مع الاشخاص الذين سُلموا للوقوف على الأسباب التي دعتهم الى النزوح، مشيرة الى أن المعلومات أفادت أنهم تسللوا الى إسرائيل بدافع العمل والتجارة وأن شبهات تحوم حول بعضهم بالاتجار في المخدرات والتهريب، فيما اعتاد بعضهم التسلل عبر الحدود بطريقة غير شرعية. وذكرت المصادر أن إسرائيل كانت أبلغت القاهرة أن السلطات العسكرية الإسرائيلية احتجزت مئات من البدو في معسكر موقت أقيم في صحراء النقب. ونفت المصادر بشدة أن يكون أي من الأشخاص الذين عبروا الحدود في اتجاه إسرائيل تعرض سابقاً لانتهاكات، واعتبرت أن ما اطلق في ذلك الاتجاه "قصد به التغطية على تورط بعضهم في ممارسات غير مشروعة بينها الاتجار في المخدرات والتهريب". وتوقعت أن يتم تسليم باقي المتسللين في غضون الساعات المقبلة. إلا أن مصادر قضائية في اسرائيل اعلنت ان المحكمة العليا امرت بعدم طرد البدو قبل الاسبوع المقبل حتى تدرس الدعوى التي تقدم بها احد اعيان البدو الذي اكد انه في حال طرد البدو المصريين فهم يواجهون خطر التعرض "لانتقام دموي". وفي المقابل اف ب، رويترز، دعا وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون امس الى طرد البدو من الاراضي الاسرائيلية. واضاف خلال مؤتمر صحافي عقد اثر لقائه ممثلين عن الديبلوماسيين المعتمدين في اسرائيل: "كان يجب ان نطردهم امس الاثنين، عليهم العودة من حيث أتوا". واشار الى انها "مشكلة خطيرة ولا اعتقد ان اسرائيل او اي دولة اخرى يمكنها ان تجيز لالف شخص بعبور حدودها". الا انه اعتبر ان هذه القضية لن تنعكس على العلاقات المصرية - الاسرائيلية. وكان مصدر عسكري اشار امس الى ان السلطات العسكرية الاسرائيلية احتجزت في مخيم موقت مئات من البدو الذين جاؤوا من مصر وقدمت لهم مساعدة انسانية. وقال الجيش الاسرائيلي ان نحو 400 بدوي دخلوا اسرائيل عند كتسيعوت شمال صحراء النقب بطريقة غير قانونية من جزيرة سيناء المصرية ليل الاحد - الاثنين فرارا من نزاع قبلي. وافترش البدو الارض في قلب النقب المقفرة التي تضربها ريح ثلجية. واصطحب افراد قبيلة العزازمة الذين علاهم الغبار جمالهم وحميرهم معهم، وقد احاطهم الجيش الاسرائيلي بالاسلاك الشائكة بانتظار البت في طلبهم اللجوء. وحسب قولهم، بدأوا مسيرتهم الجمعة الماضي تاركين منطقة سكناهم في وادي الجيفة في شبه جزيرة سيناء. وقال زعيم القبلية الشيخ سالم سويلم عودة 55 عاماً: "لقد عاملتنا الشرطة المصرية بقسوة. ولهذا اضطررنا للرحيل". واكد ان الشرطة دمرت الاكشاك الخشبية التابعة لهذه القبيلة من البدو نصف الرحل بسبب قضية ثأر قديمة مع قبيلة العطايا التي قتل العزازمة اثنين من افرادها. واضاف: "لقد توصلنا الى تسوية معهم، ندفع لهم بموجبها تعويضا بقيمة مليوني جنيه" نحو 400 الف دولار. واتهم رجال الشرطة المصرية بانهم اعتقلوا ابن عمه محمود سويلم حسن الذي كان يفترض ان يسلم الدية الى العطايا وبانهم "صادروا" المال. وهي المرة الاولى التي يأتون فيها الى اسرائيل حيث يقيم فرع آخر من القبيلة انقطعت اتصالاتهم به منذ انتهاء الاحتلال الاسرائيلي لسيناء عام 1982.