عبر منصة عالية وسط القاعة الكبرى في متحف فيكتوريا والبرت في لندن، خاطبت سيدة بريطانية اكثر من 300 شخص بهذه الكلمات: "كثيرون منكم لا يفقهون معنى كلمة الولد المعاق، خصوصاً عندما يقول الطبيب: ولد الطفل لكنه سيكون عقيماً وعديم الجدوى. العزاء هو في مشاركة المتبرعات بالسهر على هذا الطفل والاعتناء به واشعار الاهل بأنه جدير بالحياة كالآخرين". استمرت السيدة في وصف الكوابيس التي تتعرض لها الام ويعانيها الاب مع طفلهما المعوق مؤكدة ان الايدي الرحيمة والتبرعات السخية لجمعيات مثل جمعية "المحبة العظمى" قادرة على انقاذ آلاف الاطفال الذين يولدون معاقين في بريطانيا والعالم. واسترسلت السيدة في وصف المشاعر الانسانية التي تعانيها مع طفلها بطريقة بلّلت مناديل السامعين بالدموع، ثم طلبت من الجميع ان يتذكروا ان رباط المحبة الذي جعلته الجمعية شعاراً لحفلتها يجب ان يترجم بتبرعات سخية. واللافت في السهرة ان المرأة التي وصفتها الصحافة البريطانية ب "المرأة الحديد" الليدي ثاتشر مسحت دموعها متأثرة بكلام المتحدثة الانكليزية. هذه هي الصورة التي وسمت امس سهرة جمعية "المحبة العظمى" في لندن التي أسسها غرانفيل لي وارنر، وعهد الى دوقة كينت بأن تكون رئيسة الشرف، بينما تولت السيدة غبريالا بساتني ادارتها وتنظيم برنامجها. وقبل بدء التبرعات قدّم ثنائي الباليه العالمي توماس ادور واغنز أوكس رقصة "الجمال النائم". وتبعهما لاعب الكمان الايطالي لويجي بيانكي بعزف مقطوعة لباخ. كما قدّم عازف البيانو بابلو أمورس بعض المقطوعات لشوبان. وفي نهاية الحفلة قدّم راقص الفلامنكو الاسباني رافاييل أمارغو وصلة راقصة وختمت المغنية الشهيرة دوروثي أموكورو بأغنيات راقصة. المزاد لجمع التبرعات بدأ بلوحة خاصة رسمها ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وانتهت بالمزايدة على سيارة "جاكوار سبور" حديثة.