نصح السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال استقباله امس في قصر بيت البركة بتأجيل اعلان قيام دولة فلسطين في الموعد المقرر وهو الرابع من ايار مايو المقبل وذلك للمحافظة على الزخم الدولي الذي تتمتع به القضية الفلسطينية في اطار المسيرة السلمية واهمية المحافظة على حشد المزيد من الدعم. وكان الرئيس الفلسطيني بدأ أمس زيارة قصيرة لسلطنة عمان التي وصل اليها من أبو ظبي حيث عقد محادثات مع رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وجرى استقبال رسمي للرئيس الفلسطيني لدى وصوله الى سلطنة عمان، وكان على رأس مستقبليه تويني بن شهاب الممثل الخاص للسلطان قابوس وعدد من الوزراء ورئيسا مجلس الدولة والشورى وعدد من السفراء وكبير اعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد لدى السلطنة وعوني محمد بطاش السفير الفلسطيني المعتمد لدى السلطنة. ويرافق عرفات وفد يضم كلاً من وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث ووزير الحكم المحلي الدكتور صائب عريقات ونبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني. تجدر الإشارة الى ان السلطان قابوس كان قد أعلن من قبل في خطاب لمناسبة احتفالات بلاده بالعيد الوطني في الثامن والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الماضي تأييد بلاده الكامل ودعمها لقيام الدولة الفلسطينية. وقال ان "على العالم كله دعم حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولة على ترابه الوطني. وقال ان الضمانة الحقيقية للسلام هي الاحترام المتبادل بين دول الجوار وعدم الاعتداء على حقوق الآخرين". أبو ظبي وفي أبو ظبي اكد عرفات بعد محادثات مع الشيخ زايد بن سلطان ان رئيس دولة الامارات زوّده آراءه في شأن اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في الرابع من ايار مايو المقبل. وقال عرفات عقب اجتماعه في أبو ظبي صباح أمس مع الشيخ زايد انه سينقل هذه الآراء الى القيادة الفلسطينية. وأضاف ان محادثاته مع رئيس دولة الامارات شملت الترتيبات الخاصة بإعلان دولة فلسطين في نهاية المرحلة الانتقالية في الرابع من أيار مايو المقبل. وذكرت مصادر اماراتية ان محادثات الشيخ زايد وعرفات في أبو ظبي التي شكلت المرحلة الثانية من جولته الخليجية بعد السعودية شملت تطورات عملية السلام والعقبات التي تواجهها في ضوء التعنت الاسرائيلي اضافة الى الوضع العربي والسبل الكفيلة بدعم الموقف العربي في المرحلة المقبلة. ونوه عرفات بدعم الامارات ومساندتها للشعب الفلسطيني، فيما أكدت الامارات دعمها ومساندتها للفلسطينيين في استعادة حقوقهم المشروعة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقال نائب رئيس الوزراء في دولة الامارات الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ان الامارات ستبذل كل ما في وسعها من أجل دعم القضية الفلسطينية في هذه المرحلة التي تشهد فيها عملية السلام مأزقاً صعباً نتيجة التعنت الاسرائيلي الرافض لنداءات المجتمع الدولي لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وجدد الشيخ سلطان دعوة الإمارات لعقد قمة عربية عاجلة لمناقشة الظروف التي تمر بها الأمة العربية ومواجهة التحديات التي برزت في المنطقة نتيجة للتعنت الاسرائيلي وتعثر عملية السلام في المنطقة. وقال ان محادثات زايد وعرفات كان لها أثر بالغ في بلورة رؤية مشتركة حول اعلان الدولة الفلسطينية والترتيبات الخاصة بها وكذلك تعزيز وتوحيد الصف العربي والعمل لإيجاد قاعدة صلبة يمكن من خلالها مواجهة انهيار عملية السلام وبناء قاعدة عربية تتصدى للمخططات الصهيونية الرامية الى تهويد مدينة القدس وفرض السيطرة الاسرائيلية على المنطقة من خلال القوة. وكان في استقبال عرفات ووداعه على أرض مطار أبو ظبي الشيخ سلطان بن زايد وكبار المسؤولين الاماراتيين. وأعلن نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني لوكالة "فرانس برس" امس في مسقط ان القيادة الفلسطينية ستجتمع في مطلع ايارمايو المقبل لتتخذ قرارها بشأن اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال ابو ردينة ان "المجلس المركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية سيجتمعون في مطلع ايار المقبل ليقرروا بناء على المشاورات المستمرة محصلة الموقف" وما اذا كان يجب اعلان الدولة الفلسطينية في الرابع من ايار المقبل. وجاءت زيارة عرفات لسلطنة عمان ضمن جولة يقوم بها في عدد من الدول العربية شملت اضافة الى الامارات كلاً من مصر والاردن والسعودية. ومن المقرر ان يتوجه الرئيس الفلسطيني من مسقط الى العاصمة القطرية الدوحة.