عقد وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين أمس اجتماعاً غير متوقع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليبلغه التزام واشنطن "الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي". وجاء الاجتماع بعدما أعلن كوهين في القاهرة أمس صفقة عسكرية ضخمة قيمتها 2.3 بليون دولار لتزويد مصر أسلحة و24 طائرة مقاتلة من طراز "اف 16". راجع ص5 وأشار نتانياهو إلى أن الصفقة العسكرية بين واشنطنوالقاهرة "تأتي في إطار اتفاقي كامب ديفيد"، فيما ذكرت مصادر إسرائيلية ان كبار ضباط الجيش الإسرائيلي سيعرضون على كوهين خطة لتحديث الجيش تبلغ نفقاتها 15 بليون دولار. وحضر اجتماع كوهين - نتانياهو وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ارينز الذي كان وجه دعوة إلى نظيره الأميركي لزيارة إسرائيل في ختام جولته على المنطقة. وقالت مصادر إسرائيلية ان الجانبين بحثا الأوضاع في جنوبلبنان والمسار التفاوضي مع الفلسطينيين، بالاضافة إلى الأوضاع في إيرانوالعراق. وكانت مصادر إسرائيلية وأميركية أكدت في وقت سابق أن كوهين الذي يمضي 24 ساعة في إسرائيل ضمن جولته التي استهدفت حشد الدعم العربي لسياسة واشنطن ضد العراق، سيلتقي نظيره الإسرائيلي فقط ولن يجتمع بنتانياهو. لكن تقارير إسرائيلية أشارت إلى امتناع كوهين عن لقاء نتانياهو امتداداً لما سمته سياسة الإدارة الأميركية تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية بسبب تخلفه عن تنفيذ اتفاق "واي ريفر" الذي توصل إليه الفلسطينيون والإسرائيليون بوساطة أميركية. وحتى اللحظة الأخيرة أكد السفير الأميركي في تل أبيب ادوارد ووكر أن كوهين "سيجتمع فقط مع ارينز". واعتبرت مصادر في الحكومة الإسرائيلية رفض كوهين لقاء نتانياهو تدخلاً في الانتخابات الإسرائيلية. وكان متوقعاً أن يلتقي الوزير الأميركي أيضاً وزير الدفاع السابق زعيم حزب "الوسط" اسحق موردخاي وزعيم حزب العمل المعارض ايهود باراك "لأن الولاياتالمتحدة لا تريد التدخل في الانتخابات ولا تفضل حزباً على حزب" كما جاء على لسان كوهين. وتزامنت زيارة الوزير للدولة العبرية مع تدريبات مشتركة بين سلاحي الجو الإسرائيلي والأميركي، شارك فيها سربان من الطائرات الأميركية من طراز "اف 14" و"اف 16" وصلا من قاعدة أميركية في أوروبا. وقالت مصادر ديبلوماسية أميركية ل "الحياة" إن هذه التدريبات ليست الأولى من نوعها. فيما ذكرت مصادر إسرائيلية ان كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي بمن فيهم رئيس الأركان شاؤول موفاز سيعرضون على الوزير الأميركي خطة لتحديث الجيش الإسرائيلي ستكلف 15 بليون دولار، وستسعى تل أبيب إلى الحصول على تمويل جزئي من الإدارة الأميركية لتنفيذها. وقال كوهين قبل لقائه نتانياهو وارينز: "أنا هنا لأؤكد حفاظنا على أمن إسرائيل، وكذلك الحفاظ على تفوقها العسكري ولدفع تنفيذ مذكرة واي". وزاد ان بلاده تريد "علاقات جيدة مع إيران، إلا أن ذلك لن يحدث قبل أن تتوقف طهران عن دعم الارهاب وعرقلة المسيرة السلمية". وذكر نتانياهو أن الصفقة العسكرية بين واشنطنوالقاهرة "تأتي في إطار اتفاقي كامب ديفيد. وقعنا اتفاق سلام مع مصر قبل عشرين سنة، وفي إطاره اتفق على استبدال الأسلحة المصرية المصنوعة في روسيا بأسلحة أميركية". وشدد على أهمية "العلاقات الاستراتيجية" بين إسرائيل والولاياتالمتحدة في مواجهة الدول التي تطور الصواريخ البالستية والأسلحة غير التقليدية "بخاصة العراقوإيران". وعن الوضع في جنوبلبنان قال نتانياهو "لن نسمح بالمس بأمننا". وفي القاهرة، كشف كوهين الصفقة العسكرية مع مصر، ولوح بتراجع واشنطن عن اقتراحاتها لتسوية أزمة لوكربي في حال أصر الزعيم الليبي معمر القذافي على رفضه تسليم الليبيين المشتبه في تورطهما بتفجير الطائرة الأميركية فوق لوكربي. وامتنع الوزير عن الخوض في تفاصيل الحاجات العسكرية المصرية والطلبات التي تلقاها البنتاغون، مكتفياً بالقول إن "مصر تمثل حليفاً استراتيجياً وسنعمل لتحديث قواتها، ومن غير المتصور ألا يتم تحديث أسلحتها التي مرت عليها قرابة 20 أو 30 سنة". وأكد أن تنفيذ الصفقة مع مصر يحتاج إلى موافقة الكونغرس. وكشفت مصادر أميركية أن تمويل الصفقة في حال إقرارها، سيقتطع من قيمة المساعدات الأميركية لمصر والتي تبلغ 2.1 بليون دولار سنوياً. وأكد كوهين أن بلاده ليست بصدد خفضها