في مناسبة مرور مئة عام على ميلاد سيدة الغناء العربي ام كلثوم نظمت دار الاوبرا المصرية معرضاً لصور فوتوغرافية اختصر حياتها في نحو 38 صورة أعدها الناقد الصحافي سمير فريد. وتولى كذلك إعداد البيانات المصاحبة للصور من تعليقات وتواريخ، بالإضافة الى كتيب خاص تضمن عدداً من الصور المعروضة، ومعلومات موجزة عن اغنياتها وأفلامها وحياتها، ومختارات من كلمات ثناء قالتها مجموعة من مشاهير الأدباء والساسة عن ام كلثوم، بينهم امير الشعراء أحمد شوقي والكاتب توفيق الحكيم وطه حسين وعباس العقاد ونجيب محفوظ والرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة والرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول، وقال الأخير في كلمة له لدى زيارة ام كلثوم لفرنسا العام 1966 لإحياء حفلة في قاعة "أوليمبيا" الباريسية المشهورة: "لقد لمست بصوتك احاسيس قلبي وقلوب الفرنسيين جميعاً". وحوى المعرض - بالإضافة الى الصور - نسخاً أصلية من كتالوغات ثلاثة افلام من بين ستة قدمتهم ام كلثوم، وهي فيلم "وداد" إخراج الالماني فريتز كرامبا 1936، و"نشيد الامل" إخراج احمد بدرخان 1937، وفيلم "سلامة" إخراج توغو مزراحي 1945. اما الافلام الثلاثة الأخرى اكتفى منظمو المعرض بتقديم مجموعة صور منها، وهي "عايدة" 1942. و "دنانير" 1940 و"فاطمة" 1947 وجميعها من إخراج احمد بدرخان. ومن بين الصور المهمة في المعرض صورة تجمع ام كلثوم وعميد الادب العربي طه حسين وزوجته السيدة سوزان والملك حسين عاهل الاردن عام 1955، وأخرى تجمعها والرئيس التونسي الاسبق الحبيب بورقيبة لدى افتتاحهما شارع في العاصمة التونسية يحمل اسم "نهج ام كلثوم" التقطت عام 1968، وثلاث صور تجمعها بالرؤساء المصريين الراحلين محمد نجيب التقطت عام 1953، وجمال عبدالناصر التقطت عام 1959، وأنور السادات عام 1972. واربع صور نادرة لمنزل ام كلثوم من الداخل والخارج، وصورة لها وهي جالسة في صالون المنزل، وأخرى وهي تتجول في حديقته. ولعل هذه الصور الاربع أثارت حسرة في نفوس زوار المعرض لأنها ذكرتهم بأن المنزل لم يعد له وجود، بعدما هدمه ورثة ام كلثوم في مطلع الثمانينات، واقيم مكانه بناية سكنية ضخمة، وكان منزل ام كلثوم يقع على ضفاف النيل في جزيرة الزمالك وسط القاهرة. واللافت في المعرض - رغم اهميته - انه اقتصر على عدد قليل من الصور ملأت الطابق الارضي لقاعة العروض التشكيلية الملحقة بدار الاوبرا، في حين بقي الطابق العلوي فارغاً. وكان من الممكن عرض مجموعة اخرى فيه من حياة ام كلثوم الثرية فنياً واجتماعياً وسياسياً. وخلا المعرض تماماً من اية صور ملونة من تلك التي التقطت لأم كلثوم منذ نهاية الستينات والى وفاتها في 3 شباط فبراير عام 1975. كما ان الصور المعروضة في مجملها للمصورين فاروق ابراهيم وحسني بكر- لم تحمل سطورا توضح المناسبة التي التقطت فيها الصورة، كما في الصور التي جمعتها والملك حسين والرؤساء محمد نجيب وجمال عبدالناصر والسادات . ومن بين هذه الصور صورة جمعتها بفريق ماكياج خاص بها كتب الى جوارها فقط انها التقطت العام 1969، وهذه الصورة التقطت لأم كلثوم في كواليس المسرح في مدينة الخرطوم في السودان قبل إحيائها لحفلتها المشهورة هناك التي غنت فيها قصيدة "هذه ليلتي" للشاعر جورج جرداق وألحان محمد عبدالوهاب. وحملت صور عدة تواريخ غير دقيقة، منها صورة جمعتها والفنانة فاتن حمامة، كتب انها التقطت عام 1970، في حين أنها التقطت في منتصف الستينات في مسرح سينما قصر النيل، وتحديدا في الحفلة التي شدت فيها ام كلثوم بأغينة "أمل حياتي" للشاعر احمد شفيق كامل، وألحان محمد عبدالوهاب، وصورة اخرى جمعتها والمطربة الكبيرة فيروز، كتب انها التقطت عام 1970، في حين انها التقطت عام 1966 في بيروت عند زيارة ام كلثوم لها لإحياء مهرجانات بعلبك الدولية في ذلك العام. ولم يسلم الكتيب الخاص بالمعرض كذلك من اخطاء بينها إغفاله لذكر زواج ام كلثوم من الملحن الراحل محمود الشريف، مكتفياً بذكر زواجها من طبيب الامراض الجلدية حسن الحفناوي. ذكر الكتيب ايضاً ان آخر اغنية لأم كلثوم هي اغنية "ليلة حب" من تأليف احمد شفيق كامل، وألحان محمد عبدالوهاب، في حين ان آخر اغنية لأم كلثوم هي "حكم علينا الهوى"، شعر عبدالوهاب محمد وألحان بليغ حمدي، وكانت سجلتها قبل وفاتها بفترة قصيرة آملة في أن تقدمها في حفلة عامة، لكن القدر لم يمهلها. أما اغنية "ليلة حب" فكانت آخر أغنية تقدمها أم كلثوم في حفلة عامة مساء الخميس السابع من كانون الاول ديسمبر عام 1972 في مسرح سينما قصر النيل في القاهرة. على أية حال جاء المعرض لفتة وفاء من دار الاوبرا لسيدة الغناء التي لم يحتفل بمناسبة مرور مئة عام على مولدها بشكل لائق، كما وعدت وزارة الثقافة المصرية قبل اشهر بإقامة احتفالية ضخمة ومرت ذكراها مرور الكرام. وتبقى معلومات مهمة عنها، ذكرها كتيب المعرض، فهي ولدت في 30 كانون الاول ديسمبر عام 1898 في قرية "طماي الزهايرة" التابعة لمحافظة الدقهلية. غنت 289 أغنية، أولها كان "الحب تفضحه عيونه" تأليف احمد رامي وألحان ابو العلا محمد العام 1924، وتعاونت مع 12 موسيقياً هم: رياض السنباطي، وابو العلا محمد، ومحمد القصبجي، وأحمد صبري النجريدي، وداود حسني، وبليغ حمدي، ومحمد عبدالوهاب، محمد المعرجي، وكمال الطويل وعبده الحامولي وفريد غصن وسيد مكاوي. الحفلة العامة الاولى لها كانت العام 1935 في دار اوبرا القاهرة مساء الخميس 27 كانون الثاني يناير. لحنت لنفسها اغنيتين هما "على عيني الهجر" عام 1928، و"يا نسيم الفجر" عام 1939، والاثنتان من شعر احمد رامي، كما تضمن الكتيب كلمة لأم كلثوم لخصت فيها مشوارها الفني بقولها: "أعتقد ان أهم ما يمكن ان يكتب عني بعد موتي انني نقلت الجمهور من أغاني "ارخي الستارة اللي في ريحنا احسن جيرانك تجرحنا"، الى مستوى "رباعيات الخيام".