لماذا اعتذر بوتين لرئيس أذربيجان عن حادثة تحطم الطائرة ؟    السعودي فوق.. فوق    بعد حين    أمير حائل يدشن إنتاج أسماك السلمون وسط الرمال    المسند: طيور المينا تسبب خللًا في التوازن البيئي وعلينا اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من تكاثرها    جازان: القبض على شخص لترويجه 45 كيلوغراما من «القات»    بناء الأسرة ودور مراكز الرعاية الصحية الأولية    التعامل مع المرحلة الانتقالية في سورية    معرض الكتاب بجدة كنت هناك    البديوي: إحراق مستشفى كمال عدوان في غزة جريمة إسرائيلية جديدة في حق الشعب الفلسطيني    جمعية(عازم) بعسير تحتفل بجائزة التميّز الوطنية بعد غدٍ الإثنين    مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911) نموذج مثالي لتعزيز الأمن والخدمات الإنسانية    الفريق الفتحاوي يواصل تدريباته بمعسكر قطر ويستعد لمواجهة الخليج الودية    جوائز الجلوب سوكر: رونالدو وجيسوس ونيمار والعين الأفضل    ضبط 23194 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.. وترحيل 9904    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    سديم "رأس الحصان" من سماء أبوظبي    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    حاويات شحن مزودة بنظام GPS    الأونروا : تضرر 88 % من المباني المدرسية في قطاع غزة    «سوليوود» يُطلق استفتاءً لاختيار «الأفضل» في السينما محليًا وعربيًا خلال 2024    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    رفاهية الاختيار    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    حلاوةُ ولاةِ الأمر    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفتخر بالخريجين وتضم طلاباً من 60 جنسية . أضواء على الجامعة الأميركية في القاهرة : التأسيس والنمو وواقع الحال
نشر في الحياة يوم 09 - 02 - 1999

هذا المبنى العريق القابع في أشهر ميادين مصر وأكثرها ازدحاماً: ميدان التحرير، والمتاخم للوزارات وفنادق الخمس نجوم، والمراكز التجارية، والمتحف المصري، معروف ب "المبنى الرئيسي" او ampusc ainm للجامعة الاميركية في القاهرة.
وعلى رغم ان الاسم لمؤسسة تعليمية عريقة في الشرق الاوسط، الا ان مجرد التفوه به في مصر يثير الكثير من الافكار والآراء التي لا تخلو من خيالات تشوبها احيانا معلومات خاطئة.
لذا نبدأ من البداية.
في ستينات القرن الماضي، شُيد المبنى الرئيسي للجامعة حالياً ليكون قصراً لوزير التعليم خيري باشا. وبعدها بسنوات قليلة، اشترى القصر اليوناني نشتور جناكليس الذي قام بتوسعات للقصر، وحوّله الى مصنع للتبغ والدخان. وأدخل جناكليس تعديلات عدة على واجهة القصر وديكوره الذي طعمه بالكثير من الأرابسك.
وفي بداية التسعينات اصبح المبنى مقراً للجامعة المصرية جامعة القاهرة حالياً وذلك الى العام 1919 حين آل الى الجامعة الاميركية. ففي هذا العام 1919 أسست مجموعة من المواطنين الاميركيين المهتمين بالتعليم في الشرق الاوسط الجامعة الاميركية في القاهرة. وكان ابرزهم الدكتور تشارلز أ. واطسون، رئيسها المؤسسي والذي رسم ملامحها الاساسية في ال 27 عاماً الاولى من تأسيسها.
كانت المؤسسة في بدايتها مدرسة اعدادية وجامعة. افتتحت الاولى في 5 تشرين الاول اكتوبر عام 1920 ب 142 طالباً قسموا الى فصلين دراسيين، وكانت الدراسة فيها تعادل العامين الاخيرين في المدارس الثانوية الاميركية.
أما الجامعة، فكانت مؤسسة تعليمية للذكور فقط. وفي العام 1928 التحقت الفتاة الاولى بالدراسة في الجامعة.
وفي العام 1921، اضيفت الى الجامعة كلية للدراسات الشرقية، وبعدها بعامين افتتح "قسم الامتداد" الذي سمي في ما بعد باسم "قطاع الخدمة العامة" وتغير مرة اخرى الى "مركز تعليم الكبار".
وأغلق القسم المدرسي في الجامعة، والذي كان معروفاً بمدرسة لينكولن في العام 1951.
وفي العام 1956، أدمجت كلية الدراسات الشرقية بكلية الآداب والعلوم لتعرف باسم "مركز الدراسات العربية"، واضيف معهد اللغة الانكليزية في العام نفسه.
وفي العام 1961 توحدت الدرجة العلمية التي تمنحها الجامعة تحت بناء أكاديمي موحد يحمل اسم كلية الآداب والعلوم. وفي السنوات التالية، اضيفت اقسام لدراسة علوم الاجتماع والأجناس والاقتصاد والعلوم السياسية، كما توسعت مناهج تدريس العلوم الطبيعية.
وأنشئت وحدتان للابحاث هما مركز الابحاث الاجتماعية في العام 1953، ومركز تنمية الصحراء في العام 1979.
كما تأسست اقسام لدراسة الهندسة وعلوم الكمبيوتر والصحافة والاعلام والادارة، وهى حالياً تمنح درجتي البكالوريوس والماجستير.
وبعد خطتي نمو، مدة الواحدة منهما عشر سنوات، زاد عدد الطلاب الملتحقين بالجامعة من 400 طالب في العام 1960 في حين كان 150 الف طالب يدرسون في الجامعات المصرية الى 1300 طالب في العام 1969.
وفي العام 1997 وصل العدد الى 4578 طالباً، بينهم 647 طالباً يدرسون للحصول على درجة الماجستير.
الدكتور عبدالخالق علام ارتبط اسمه بالجامعة الاميركية منذ 32 عاماً، يقول إن الجامعة مرت بفترات تغيير عدة، اتسم بعضها بالحساسية.
يتذكر علام الحقب الصعبة ويبدأها بحزيران يونيو 1967: "في الفترة التى سبقت الحرب، كانت العلاقات قد انقطعت بين الولايات المتحدة الاميركية ومصر، وطلبت السفارة الاميركية من الاميركيين أن يتركوا الجامعة، لكن لحسن الحظ، انه في حزيران يونيو كانت الامتحانات قد انتهت ولم تتعطل الدراسة".
ويضيف علام: "تشكلت لجنة صغيرة رأسها الدكتور عبد الغفار صالح رحمه الله، وضمت في عضويتها الدكتورة ليلى الحمامصي والدكتور عثمان فراج وأنا، وأدارت هذه اللجنة الجامعة لمدة اسبوع واحد. وقتها بدأ الكلام يدور حول تأميم الجامعة. كانت الفترة حساسة جداً، ووُضعت الجامعة تحت حراسة خاصة طوال ايام الحرب". ويستطرد علام قائلا: "لحسن الحظ عين الدكتور حسين سعيد وزير التعليم العالي الاسبق، وهو رجل واسع الأفق، حارساً خاصاً، وبدأنا نبحث عن عوامل تقوي صورة الجامعة وتدعمها في المجتمع، وكان أولها الاعتراف بالدرجة العلمية التي تمنحها".
ويقول علام: "استُؤنفت الدراسة في الجامعة بعد العطلة الصيفية من دون مدرسين اميركيين لفصل دراسي واحد فقط ثلاثة اشهر. وفي الفصل التالي، عادت هيئة التدريس بكاملها على رغم عدم وجود علاقات بين الحكومتين المصرية - والاميركية".
يذكر انه لم تكن هناك أية وثائق رسمية تحدد العلاقة بين الجامعة والحكومة المصرية في ذلك الوقت، وكانت الجامعة تعمل كمؤسسة ثقافية خاصة في إطار اتفاق التعاون الثقافي المصري الاميركي لعام 1962.
ويشير علام الى مرحلة انتقالية اخرى في تاريخ الجامعة في العام 1973 حين عادت العلاقات الديبلوماسية بين مصر واميركا. وفي العام 1975، أعلن البروتوكول - الذي كانت الجامعة تعمل في اطاره - كقرار جمهوري وذلك بعد تعديله، وبمقتضاه اعتبرت الدرجات العلمية الممنوحة من الجامعة مماثلة لتلك الممنوحة من الجامعات المصرية.
وبعد صدور هذا القرار في 13 تشرين الثاني نوفمبر عام 1975، زادت أعداد الطلاب المتقدمين للدراسة في الجامعة بشكل كبير، وبالتالي اصبحت ادارة الجامعة اكثر انتقاءً لهم، فقبل صدور القرار كانت الجامعة تقبل الطلاب الحاصلين في الثانوية العامة على 65 في المئة فقط، ووصل الحد الادنى للقبول ذلك العام 90 في المئة.
وعلى عكس ما قد يتوقع الكثيرون، فإنه رغم التغيرات الكثيرة والاهتزازات التي تتعرض لها العلاقات المصرية الاميركية، إلا ان ذلك لم يؤثر على الجامعة.
وبرهن علام على ذلك بقوله: "ليس أدل على ذلك من انه في فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والذي عرفت سياساته بأنها مناهضة للاميركيين لم تغلق الجامعة، بل إنه اشار في خطاب مهم له الى الدور الايجابي الذي تلعبه الجامعة الاميركية ومؤسسة فورد".
يذكر ايضاً ان منى ابنة الرئيس الراحل عبدالناصر كانت طالبة في الجامعة الاميركية.
ويميز الجامعة عن غيرها من الجامعات المصرية تشجيعها الدؤوب للطلاب على اسلوب المناقشة والحوار بعيداً عن التحصيل الاعمى للمناهج الدراسية، وهو ما لم يعتده الكثيرون من خارج الجامعة، ويتسبب ذلك بين الحين والحين في ان تنشب مشكلة حول كتاب يطلب استاذ من طلابه ان يقرأوه، او نظرية تعرض للنقد، لا سيما إذا كان الكتاب يعرض وجهة نظر مخالفة لما هو سائد في المجتمع المصري، او تكون النظرية امراً مسلماً به ومن الأمور غير القابلة للمناقشة في العرف المعمول به. فأحد اهداف الجامعة خلق مناخ يتيح للطلاب تطوير قدراتهم على التفكير النقدي.
ويعمل في الجامعة 286 استاذا متفرغاً، 53 في المئة منهم مصريون، و37 في المئة اميركيون، و10 في المئة من جنسيات اخرى. ذلك بالاضافة الى 179 استاذاً غير متفرغ.
وهذا الاختلاف في النسب موجود ايضاً بين الطلاب، وإن كان بنسب مختلفة، فمجموع الطلاب - بين طالبي البكالوريوس، والماجستير، والدراسات العليا، والبرامج الخاصة - 4578 طالبا، منهم 3821 مصرياً، و214 اميركياً و543 طالباً من جنسيات مختلفة.
تقول السيدة تماضر رفعت مديرة مكتب شؤون الطلاب الاجانب في الجامعة إن في الجامعة طلاباً ينتمون الى نحو 60 جنسية مختلفة، وأكثرهم عدداً الاميركيون والسودانيون والفلسطينيون واللبنانيون والاردنيون. ومهمة المكتب هي تسهيل حياة الطلاب الاجانب في مصر ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع بعاداته وتقاليده.
وتقول رفعت إن هذا يتم في بداية العام الدراسي عن طريق تنظيم "يوم توجيهي"، وفيه يعطي المسؤولون اولئك الطلاب فكرة واضحة عن القوانين المصرية، وتحديدا قوانين المخدرات، إذ أن عدداً من البلاد القادمين منها لا يحرّم تعاطي انواع معينة منها.
وتستطرد قائلة: "كما ننبههم الى عادات وتقاليد المجتمع المصري، والطريقة المثلى للتصرف في حال وقوع احدهم في مشكلة ما".
ومهمة المكتب لا تتوقف عند هذا الحد، لكنه يفتح ابوابه دائماً للطلاب الاجانب الذين يجدون آذاناً صاغية وأيادي للمساعدة فيه طوال فترة إقامتهم في مصر. وتصف رفعت المكتب بأنه "البيت البعيد عن البيت" home away from home. وتقول إن غالبية الطلاب الاجانب - لا سيما غير العرب - يمرون بثلاث مراحل نفسية بعد وصولهم مصر: "المرحلة الاولى هي شهر العسل، إذ يقع الطالب في غرام المدينة واهلها، وبعد ايام عدة يشعر بالهوة الثقافية والاجتماعية العميقة فيصاب بپ"صدمة ثقافية"، لكنه بمرور الوقت وبتعلمه كلمات عربية يستطيع بها التفاهم مع المحيطين به يبدأ في مرحلة التأقلم والاستمتاع بما حوله".
ويدخل في اختصاصات المكتب ايضا برنامج التبادل الطلابي، فالجامعة الاميركية ترتبط باتفاقات مع ست جامعات اميركية اخرى لتبادل الطلاب لمدة عام دراسي كامل. ويتم اختيار الطلاب على اساس درجاتهم العلمية، ونشاطهم الطلابي، وذلك عن طريق لجنة، وهي فرصة متاحة لكل الطلاب مصريين واجانب.
إذا كانت الناحية المادية مهمة في حياة الطالب خارج حدود الجامعة الاميركية، فهي على قدر أكبر من الاهمية في داخل الجامعة، وتبلغ مصروفات الجامعة في العام الواحد للطالب المصري 9800 دولار اميركي، وهو بالطبع مبلغ ضخم، لا سيما أن المصروفات تزيد سنوياً بنحو 10 في المئة. لكن الاخبار الجيدة هي ان الجامعة لديها مجموعة كبيرة من المنح الدراسية، يقول السيد ممدوح زايد مدير الشؤون المالية للطلاب ان الجامعة تقدم منحاً دراسية تتراوح بين 45 و25 في المئة من القيمة الكلية للمصروفات، تحدد تبعاً لدرجات الطالب في شهادة إتمام المرحلة الثانوية. ويشير زايد الى ان هذه المنح تراجع سنويا في ضوء احراز الطالب الاكاديمي كل عام، فيتم تخفيضها في حال انخفاض درجاته والعكس. وهناك كذلك منح تفوق تمنح للطلاب الخمسة الاوائل في كل فصل دراسي. وابرز المنح التي تقدمها الجامعة 10 منح دراسية كاملة لاوائل الثانوية العامة من المدارس الحكومية المصرية، ويتم اختيارهم بالتنسيق مع وزارة التعليم على اساس التفوق الدراسي والحاجة المادية.
ويؤكد زايد على ان هذه المنح - التي تقدم منذ نحو سبع سنوات - اثبتت نجاحاً، وكان البعض يتخوف من عدم اندماج طلاب المدارس الحكومية في مجتمع الجامعة او من تعثرهم في اللغة الانكليزية، ولكن طالبة حصلت على كأس التفوق في الجامعة في احدى السنوات كانت خريجة مدرسة حكومية.
والنشاط الطلابي من السمات المميزة للجامعة الاميركية، فالفرص المتاحة لطالب الجامعة الذي يود الاشتراك في الحياة الثقافية او الاجتماعية او الترفيهية تتسع باتساع خيال الطالب، فهناك اتحاد الطلاب، وفرق الكورال والرقص الشعبي، والفنون المختلفة، بالاضافة الى نشاطي المسرح والسينما، فهناك فرقة الجامعة الاميركية المسرحية، وايضاً الافلام الاجنبية الحديثة التي تعرض مساء كل خميس. ومن الاسماء العريقة المرتبطة بالجامعة جريدة "القافلة" او Caravan الاسبوعية والتي توزع مجاناً في داخل الجامعة وافضل ما توصف به "القافلة" هو أنها "معمل تعليمي للطلاب الذين يدرسون الصحافة والاعلام، ومجال ينمي فيه الطلاب ذوو المواهب في الكتابة والتصوير هوايتهم.
وفي السنوات الاخيرة، ذاع صيت قسم الصحافة والاعلام في الجامعة في منطقة الشرق الاوسط كلها، لا سيما درجة الدبلوم التي تمنح بعد البكالوريوس في الصحافة التلفزيونية.
ويذكر أن نسبة كبيرة من مذيعي ومذيعات قنوات "أوربت" وراديو وتلفزيون العرب ART ، وقنوات النيل المتخصصة الفضائية من خريجي الجامعة.
ليس هذا فقط، بل ان اصحاب العمل والمؤسسات يفضلون تعيين خريجي الجامعة الاميركية في التخصصات الادبية والعلمية. تشهد على ذلك إعلانات الوظائف الخالية المصحوبة بعبارة "يفضل خريجو الجامعة الاميركية"، كذلك إقبال الشركات والمصارف على الاشتراك في "سوق التوظيف" التي تنظمها الجامعة مرتين في العام لتعريف الخريجين الجدد بفرص العمل المتاحة والعكس.
وتسأل "الحياة" الدكتور عبدالخالق علام عن خريج وخريجة من الجامعة لهما ذكرى خاصة لديه، يقول علام "هم كثيرون، لكني أذكر عادل اللبان الذي جاء والده ليقدم له طلب الدخول الى الجامعة وكان حاصلاً على شهادة اتمام الدراسة الثانوية GCE وكان حاصلاً على أعلى تقدير A في كل المواد، إلا أن سنه كان صغيراً جداً، كما انه جاء متأخراً عن موعد التقديم، وامام إصرار الاب، قبل ابنه في الجامعة. وخلال سنوات الدراسة أثبت عادل انه متميز في الدراسة، والنشاط، والاخلاق. وبعد تخرجه في عام 1977 رشحته ليشغل منصباً في بنك. وهو حالياً العضو المنتدب للبنك التجاري الدولي".
أما الطالبة التي يتذكرها علام فهي رائدة العمل الخيري في مصر ليلى دوس التي جاءت تزوره يوماً في مكتبه في الجامعة، وكانت وقتها في ال 63 من عمرها، "يومها قالت لي انها كانت تتمنى ان تتاح لها فرصة التعلم في الجامعة الاميركية، فكان ردي لها ان فرصة التعلم لا تقف عند سن معينة، فما كان منها إلا ان درست الى ان حصلت على شهادة GCE، ثم التحقت بالجامعة متغلبة على شعورها بالاحراج من الجلوس في فصل واحد مع طلاب في عمر ابنائها، وباصرارها حصلت على درجتي البكالوريوس، والماجستير".
وإذا كانت الجامعة لا تفرق بين طلابها بسبب السن، فهي تتبع سياسة عدم التفرقة عموماً، تبعاً لنص مكتوب فالطلاب من كل الاجناس، والألوان والاديان، والاصول العرقية من ذكور وإناث يتمتعون بكل الحقوق والمزايا الممنوحة لطلاب الجامعة.
كما انهم لا يخضعون لاي تفرقة على اساس الجنس او اللون او الدين او النوع ذكر أو انثى او الاصل العرقي وذلك في سياسات الجامعة الاكاديمية والقبول والمنح وبرامج الاقراض.
ولعل تميز الجامعة في غير مجال دائما ما يفتح الباب امام البعض لانتقاد الجامعة وفتح النيران عليها. ويعلل علام تعرض الجامعة للنقد المستمر باسباب عدة، فيقول: "طلاب واساتذة كثيرون يحلمون بالالتحاق بالجامعة، وعدد ممن لا يتمكن من تحقيق حلمه يحمل في قلبه حقداً تجاه الجامعة ويفرغه كلما سنحت الفرصة، كما ان الطلاب الذين يلتحقون بالجامعة هم صفوة المجتمع ما يثير غيرة الكثيرين".
اما موقف الجامعة تجاه مثل هذا الهجوم، لا سيما الذي تبثه الصحافة، فيقول علام: "احياناً لا نرد على ما يكتب، لا سيما إذا كان المكتوب تافهاً، كما اننا في حالة الرد، سنفتح الباب امام جدل لا ينتهي بسهولة على صفحات الجرائد". ويستطرد علام قائلا: "لكن هناك ما يكتب على سبيل النقد المفيد، ويكون رد فعل الجامعة ايجابياً". وإذا كنا نتحدث عن الايجابية، فإن - وعلى عكس المتوقع - الدكتور عبدالخالق علام يتحدث عن تجربة الجامعات الخاصة الوليدة في مصر بإيجابية شديدة.
فعلى رغم أن البعض ألمح إلى أن الجامعات الخاصة ستنافس الجامعة الاميركية، وتلغي تميزها في المنطقة، إلا ان علام يؤكد انه يساند هذه التجربة التي سعد بصدور قرار جمهوري لانشائها.
ويقول ان تأييده هذا يعود لسببين: الاول انه يساند ويشجع كل ما يساهم في رفعة مصر وتحسين المستوى التعليمي فيها، والثاني أن المنافسة الشريفة تعمل على تحسين المستوى عموماً.
إلا أن علام، يأخذ على هذه الجامعات عدم التمهل، وكان يتمنى ان تمنح عاماً لتجهز كل جامعة نفسها، وذلك بالاطلاع على المقررات والامكانات المتاحة حتى تبدأ وهي على ارض ثابتة، ولا تظلم الطلاب بالتجريب فيهم.
يشير علام الى نقطة حساسة اخرى، إذ ان اصحاب الجامعات افراد، ويكون الاستثمار سبباً لا يمكن الاستهانة به في هذا المشروع، لذا قد يفرض عليهم ذلك قبول طالب ليس على المستوى المرجو لاسباب مادية، وقد لا يحدث. ويقترح علام ان يؤسس اتحاد او مجلس مشترك للجامعات الخاصة للاهتمام بشؤونها ومناقشة مشاكلها.
الجامعة الاميركية موقفها مختلف، إذ يديرها مجلس امناء يتكون من 35 عضواً، ويعقد المجلس ثلاثة اجتماعات في العام، في آيار مايو وتشرين الثاني نوفمبر في نيويورك، في حين يعقد اجتماع شباط فبراير في القاهرة. ويصدق مجلس الامناء على السياسات الخاصة بالجامعة، بالاضافة الى ميزانيتها وخطط التنمية فيها، ومصروفات الدراسة وذلك بعد مناقشتها.
طلاب الجامعات المصرية كانوا يسخرون من طلاب الجامعة الاميركية الذكور، ويقولون انه حين تنشب معركة بينهم، فإنهم يستخدمون اصابع البسكويت في الضرب، ويقذفون بعضهم البعض بالكريما المستخدمة في الحلويات للتدليل على رقتهم الزائدة، كما ان الصورة المنطبعة في اذهان الغالبية عن فتيات الجامعة انهن "فيفي وميمي ولولو" - أي انهن مدللات ولا يفقهن من حياتهن شيئاً سوى احدث صيحات الموضة والماكياج.
لكن الحقيقة غير ذلك، فأغلب خريجي الجامعة وخريجاتها يتقلدون ارفع المناصب في مصر وفي خارجها، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر عدداً من الخريجين: السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري وابناهما جمال وعلاء مبارك، والسيدة مرفت تلاوي وزيرة الشؤون الاجتماعية، الدكتورة نادية مكرم عبيد وزيرة الدولة لشؤون البيئة، الشيخ عبداللطيف آل حمد وزير المال الكويتي الاسبق ورئيس الصندوق العربي، الشاعرة والكاتبة اندريه شديد، ايفانغلوس كالا متسيس نائب رئيس صندوق النقد الدولي، الدكتورة فرخندة حسن عضو مجلس الشورى واستاذة علوم الفضاء، الكاتب الراحل مصطفى امين، السيدة عزيزة حسين رئيسة منتدى الهيئات غير الحكومية، رجل الاعمال المصري محمد شفيق جبر، الكاتب الصحافي لويس جريس، دينا الصاوي اول كابتن قائدة طائرة مصرية، الراحل ب. ج. فاتيكيوتيس رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة لندن، السيد توفيق عبده اسماعيل وزير السياحة المصري الاسبق، ومن الوسط الفني المطربان هشام عباس وعايدة الايوبي، والممثلة الشابة جيهان فاضل.
لمحات
- رئيس الجامعة الحالي هو الدكتور جون غرهارت، وهو الرئيس التاسع للجامعة.
- بلغت ميزانية الجامعة في عام 1997 - 1998 نحو 6.62 مليون دولار اميركي.
- الجامعة مزودة بمكتبة تحوي 500.275 كتاب، واشتراكات في 2400 دورية، ونحو 60 الف وحدة ميكروفيلم.
- في الجامعة عدد من مجموعات الكتب الخاصة بمشاهير ابرزها مكتبة كرزويل للفن والعمارة الاسلامية، واحدثها مجموعة الراحل حسن فتحي.
- للجامعة دار نشر خاصة بها، يصدر عنها نحو 40 كتاباً سنوياً.
- عدد الطالبات يفوق عدد الطلاب في الجامعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.