لندن - رويترز - قال محللون اقتصاديون في لندن امس السبت ان الشكوك والمخاوف تحيط بمصير مصنع "لونغبردج" العملاق للسيارات لشركة "روفر"، التابعة لپ"بي ام دبليو" الالمانية، بعد ساعات من عزل الشركة الأم "بي ام دبليو" رئيس مجلس ادارتها. وكانت "بي ام دبليو" اعلنت اول من امس الجمعة تعيين رئيس القطاع الهندسي يواكيم ميلبرغ رئيساً جديداً لمجلس ادارتها خلفاً لبيرند بيشيتسرايدر بعد خمسة أعوام من الجهود غير المثمرة لمعالجة الخسائر في وحدتها البريطانية "روفر". وقال وزير التجارة والصناعة البريطاني ستيفن بايرز انه سيطرح مسألة لونغبردج، اكبر مصنع تديره "روفر" في المحادثات التي سيجريها مع رئيس مجلس الادارة الجديد لپ"بي ام دبليو". وقال بايرز عقب اعلان نبأ التعديل في ادارة "بي ام دبليو": "انوي التحدث مع ميلبرغ لأؤكد له الأهمية التي تعلقها الحكومة البريطانية على روفر ولونغبردج". وأضاف ان لندن "ترتبط بعلاقة عمل بناءة جداً مع "بي ام دبليو". واني على ثقة ان هذه العلاقة ستستمر". وسلطت الصحف البريطانية امس الاضواء على اجواء الشك التي تحيط بمستقبل 14 الف عامل في مصنع "روفر" في مدينة برمنغهام وسط انكلترا. وقالت صحيفة "اندبندنت" في مقال افتتاحي على صدر صفحتها الأولى "ان روفر في وضع حرج بعد عزل بي ام دبليو كبار مديريها". فيما قالت صحيفة الپ"غادريان" ان "الانقسام في بي ام دبليو يثير المخاوف في شأن مصنع روفر". من جهتها، ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" ان مستقبل عمال لونغبردج و36 الف عامل آخرين في شركات المكونات المتصلة بها يبدو "في خطر" بعد عزل "بي ام دبليو" الجمعة رئيس مجلس ادارتها بيشيتسرايدر أقوى المدافعين عن لونغبردج. وأشارت الى انه "من غير المؤكد ان يستمر ميلبرغ في دعم عمليات روفر". وقالت "ان الاغلاق اذا حدث سيكون ضربة هائلة للاقتصاد وأسوأ أزمة وظائف تواجهها الحكومة البريطانية". وحضت الپ"غارديان" حكومة حزب العمال على طرح مبادئ السوق الحرة جانباً والتدخل "من اجل الصالح العام" لانقاذ واحد من اكبر مصانع السيارات في بريطانيا. وتعهد توني وودلي كبير المفاوضين عن صناعة السيارات في اتحاد نقابات عمال النقل بالتصدي لأي تهديد باغلاق مصنع "روفر". وقد يكون رحيل بيشيتسرايدر ومنافسه في مجلس الادارة وولفغانغ ريتسل ايذاناً بنهاية "المشاحنات" الداخلية من "بي ام دبليو" والتي قال وودلي انها "أضرت كثيراً" بالشركة كلها. ولمح بايرز الى ان الدولة قد تقدم يد العون الى "بي ام دبليو" التي اشترت روفر منذ خمسة اعوام من شركة "بريتيش ايروسبيس". وقال "ليس سراً اننا نناقش امكان تقديم العون للشركة لمساعدتها على تحسين انتاجيتها وبناء بعض المنشآت الجديدة في روفر لونغبردج". وكان مجلس ادارة "بي ام دبليو" اجتمع الجمعة في ميونيخ وسط تكهنات محمومة بأنه سيتخلص من بيشتسرايدر لفشله في احياء "روفر" بعدما شهدت ارتفاعاً في خسائرها وانهيار مبيعاتها. وبموجب اتفاق تم التوصل اليه مع اتحادات العمال اواخر العام الماضي، تنوي "روفر" التخلص من 2500 من عمالها في بريطانيا وتطبيق نظم توظيف مرنة جديدة بهدف خفض النفقات بنحو 150 مليون جنيه استرليني 246 مليون دولار.